الطريق
جريدة الطريق

4 جثث ودماء على الرصيف.. ماذا حدث بميدان الرماية في وضح النهار ؟

أسرة المجني عليه
رجب يونس -

ثمانية شهور تذوقت خلالها والدة الشاب علاء مرارة الحرمان وألم الفراق بعدما خرج نجلها إلى عمله في منطقة أكتوبر، ليشهد الفصل الأخيرة في حياته أثناء عودته رفقة ثلاثة أشخاص من زملائه، لكن القدر لم يمهلهم الوصول إلى منازلهم تلك المرة، لتأتي سيارة مسرعة وتطيح بهم ليرقد الثلاثة على الأرض جثث غارقة في دمائها بينما علاء التقط أنفاسه الأخيرة على بابا المستشفى.

جلست الأم على أريكتها يعتصر قلبها، دموعها لم تجف حزنا على ابنها الوحيد الذي رح ضحية القيادة المتهورة لصاحب شركة الذي أطاح بفلذة كبدها وثلاثة من أصدقائه في العمل، دهساً تحت سيارته، أثناء عودتهم في الثاني عشر من شهر رمضان الماضي من عملهم متوجهين إلى أُسرهم، الذين كانوا في انتظارهم في لهفة وشوق حتى يُفطرا سوياً، ولكن أذان المغرب أعلن عن قدومه دون أن يصل الشباب إلى منزلهم، لم تمر سوى دقائق معدودة على الإفطار حتى هاتف أحد الأشخاص أسرة علاء "ابنكم علاء في المستشفى عمل حادث".

نبضات قلب الأم بدأت تتسارع وكأن صدرها لم يتحمل ألم الفاجعة التي عكرة لحظات يتجمع فيها الأهل والأحباب على مائدة واحدة، هرول الجميع إلى المستشفى لمعرفة ماذا حدث لابنهم؟، وحينما وصلت الأسرة أخبرها الأطباء، برحيل ابنها، الوحيد، لم تتحمل قدما الأم الخبر المحزن لتسقط على الأرض مغشيً عليها، وحينما أفاقت صرخت " هتولي علاء.. عايزة ابني"، حتى ظنت أنها في كابوس لم ينتهي بعد، برحيل ابنها، بدأت مراسم الدفن وانتهت بالقبض على المتهم الذي يدعى "أحمد محمد عبده"، صاحب شركة دعاية وإعلان، وقررت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، حتى صدور تقرير الطب الشرعي وتحليل المواد المخدرة له.

اقرأ أيضًا.. 700 ألف جنيه وفيديو خلسة.. مفاجآت صادمة في اتهام مسؤول في اتحاد الكرة بفعل فاضح

معاينة وتحريات رجال الأمن أثبتت بعد أيام من الحادث أن الضحايا الـ 4 كانوا متوقفين على أحد الأرصفة، ينتظرون سيارة للعودة إلى منازلهم، ولكن سرعة السائق الجنونية أطاحت بهم على الرصيف، بعدما لم يتمكن من السيطرة على عجلة القيادة في يده، بينما أكد تقرير المعمل الجنائي أن السائق كان تحت تأثير المواد المخدر، وبعد انتهاء التحقيقات، أحالته النيابة العامة إلى الجنايات.

بعد عدة جلسات داخل أروقة المحكمة أصدرت قرارها بالسجن 5 سنوات للمتهم بتهمة القتل الخطأ، الذي راح ضحيته الـ 4 شباب، وهم كل من "إمام علي 30 عامًا، أحمد إبراهيم 36 عامًا، منصور ممدوح 50 عامًا، وعلاء مصطفى 20 عاماً،حينما كانوا ينتظرون سيارة على أحد الأرصفة بمنطقة الرماية بالهرم، ليستقلونها إلى منازلهم.