الطريق
جريدة الطريق

الشاعر أحمد جمال لـ «الطريق»: قراءتي لأحمد فؤاد نجم ألهمتني لأن أجد صوت الشعر الخاص بي

أحمد جمال
يمنى أحمد -

بين عملٍ بالترجمة الصحفية وكتابة الشعر، ومن نشأةٍ بالسيدة زينب إلى استقرارٍ بمنطقة «فيصل»، كانت حياة الشاب أحمد جمال أحمد، العاشق للشعر أبدَا، الواقف في وجه الصعوبات، قارئًا وكاتبًا وزاجلًا وصحافيَا.

طموحٌ يرافقه، وشغفٌ يعاوده، وألمٌ ينفض غباره عنه بشماله، ويمسكُ قلمًا نابضًا بالحب بيمينه، مستحضرًا ذكرى «الفاجومي» في كل مرةٍ ينظم فيها بيتًا أو يقرأُ ديوان شعر.

في ذكرى وفاة أحمد فؤاد نجم، الشاعر الذي لم يصلح له لقب سوى أبو المصريين، كان لـ «الطريق» وقفةٌ مع من يحبونه ويتأثرون به، فالتقت مع الشاعر أحمد جمال أحمد، الملقب بـ «كيكا»، الذي صدر له أربعة داووين شعرية بالعامية المصرية كان آخرها ديوان الرؤيا الذي صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وإلى نص الحوار:

• كيف اكتشفت حبك للشعر؟
أصبحت مستخدما لكرسي متحرك في عمر الـ 15، بعد تعرضي لحادث، في أعقاب ذلك مباشرة، قضيت الكثير من الوقت داخل المنزل في السنوات الأولى من حياتي كمستخدم لكرسي، في هذا الوقت، الاختلاء بنفسي دفعني لتدوين خواطر وأفكار، فوجئت بعدها بتطورها لأشعار وأبيات مقفاة، أجبرتني على التوجه للقراءة في الشعر، حتى اكتشفت عشقي للشعر، ومن ثم اكتشفت موهبتي في كتابته.

• ما الوقت الذي راق لك فيه القراءة عن أعمال الفاجومي؟
بدأت كتابة شعر القصيدة في مرحلة ما بعد 2011، في هذه المرحلة كنت قد بدأت التردد على الندوات الأدبية للمرة الأولى، وحين تردد اسم نجم، تحمست لقراءة أشعاره، كونها تتوافق بشكل كبير مع الطابع الزجلي الساخر، وهو لون كتابة القصيدة الذي قدمته في بداية تجربتي، بفضل قراءتي لقصائد بيرم التونسي أولا، ثم أضفت لما اكتسبته من تجرِبة بيرم، بما قرأته من شعر نجم.

• في أي ديوان له رأيت نفسك؟

لم أقرأ لنجم ديوان محدد، ولكني قرأت مجموعته الكاملة، في جميع ما قدمه من شعر وجدت نفسي وشعرت بالإلهام والتأثر والانبهار، كان هناك توفق مشاعر وحماسة فيما بيننا وهو ما أشعرني بالخوف والتواضع في نفس الوقت.

• ما أهم القصائد التي تحبها له؟

كان من أكثر القصائد التي عشقتها لنجم ورأيت بها نفسي، قصيدة بيان هام، هذه القصيدة أعتقد أنها من أجمل القصائد الزجلية التي قرأتها في حياتي، لما تتمتع به من خفة ظل وعمق معاني وعبقرية تعبير، حتى أنني أتخذ من جملتها الافتتاحية "هنا شقلبان" شعارا لي، "هنا شقلبان"، الوصف الذي وصف به نجم نفسه في بداية القصيدة، هذه الشخصية الخيالية المنقلبة على قواعد المنطق والحياة، الساعية لكل ما هو غير تقليدي واستثنائي، أرى نفسي بشدة في هذه الصفة، وأطمح أن يكتب على شاهد قبري بعد الفاتحة والاسم، "هنا شقلبان".

• حدثنا عن تأثرك بأشعار أحمد فؤاد نجم؟

تجربتي في كتابة شعر القصيدة، كان الهدف الأساسي بها بالنسبة لي هو إيجاد هويتي الخاصة، بحثت عن الشاعر أحمد جمال المعروف بـ "كيكا"، حتى أتميز في كتاباتي، وتكون تجربتي واضحة في هذا التميز.
قراءتي لأحمد فؤاد نجم ألهمتني لأن أجد صوت الشعر الخاص بي على نهج ما قام به نجم، حين قام بالدمج بين تجربته في المنع والاعتقال مع ما قدمه من شعر، حرك الوجدان وصنع الثورات.

تأثرت بذلك في اتخاذي لنمط الدمج بين التجربة الحياتية والتجربة الشعرية، فكنت أول من دمج بين الحياة كمستخدم لكرسي متحرك والقصيدة العامية، وهنا أقصد الدمج بحلوه ومره، دون السعي لاستجداء مشاعر أو اكتساب تعاطف من أحد، حتى أنني كنت في أغلب الأحيان أحرص على أن يكون ما أقدمه من شعر عن حياتي كمستخدم لكرسي متحرك، يخصني أنا شخصيا، وليس لكل مستخدم لكرسي متحرك في المجمل، وأتمنى لمن يقرأ أن يلمس توفيق مني في ذلك عبر ديواني "يا معافر وحدك" إصدار 2021، و ديواني "الرؤيا" إصدار الهيئة العامة للكتاب 2022.

اقرأ أيضا http://في الذكرى التاسعة لرحيله.. قراء يُحيون ذكرى الفاجومي: «أنت مننا ومن ضلعنا الثابت»