الطريق
جريدة الطريق

«أشباح الحقيقة في السرد القصصي» كتاب جديد للناقد مدحت صفوت

غلاف الكتاب
إيهاب مسعد -

يقدم الناقد والباحث مدحت صفوت، في كتابه الجديد «5X5.. أشباح الحقيقة في السرد القصصي المعاصر»، الصادر عن دار المثقف، دراسة نقدية تطبيقية لاستراتيجيات التفكيك على مجموعات قصصية حديثة.

ويدخل صفوت إلى عالم مجموعات قصصية خمسة، حيث قسم أشباح الحقيقة إلى خمسة محاور طيفية، لنصبح أمام خمسة أشباح في خمس مجموعات، ما قصده بالعنوان الرئيسي «5X5»، كشكل من العنونة لم تعتده الدراسات النقدية العربية.

الأشباح والحقيقة

وبرر ذلك استخدام ذلك العنوان، بأنها "مسألة طيفية، أي العمل على إنتاج كتاب نقدي منهجي قدّ يخاصم المنهج، بوصف التفكيك استراتيجيات تعادي المنهجية، ومن ثمّ فلا داعي للعنونة القديمة، حتى وإن تلمس العنوان الشارح بعضًا من السياقات المعتادة".

المفهوم الفلسفي العميق

وفي مقدمته للكتاب، قال الناقد الدكتور محمود الضبع، إن مدحت صفوت يتبنى مدخلًا تطبيقيًا جديدًا ووعيًا جديدًا، ليس بنقله حرفيًا من ثقافة أخرى غربية أو شرقية، لكنه مدخل نابع من حالة التأمل والتفكر (بالمفهوم الفلسفي العميق) التي يفتقر إليها الوعي النقدي العربي الآن، ما يجعل النقد يتحرر من وظائفه التقليدية التي جرى تأطيره في حدودها وهي تفسير النصوص أو الكشف عن جمالياتها، إلى محاولة قراءة الحياة من خلال النص، ومن ثم الكشف عن مفصليات التقاء الثقافي – بمفهومه الأوسع – مع النص.

مداخل جديدة متحررة للقراءات النقدية

وأشار الضبع إلى أن دراسة صفوت تكتسب أهميتها من جوانب عدة، يعود بعضها إلى اعتماد مداخل جديدة متحررة للقراءات النقدية، ويعود بعضها لاستعادة مكانة القصة القصيرة وإثراء دراستها نقديًا بعد هذه السنوات من تراجع درسها بحكم سيادة الرواية، ويعود بعضها الآخر لمتعة القراءة الثقافية الواعية التي تنظر للآداب والفنون بوصفها كلًا تتواشج حقوله لتقدم هذه البانوراما النقدية المبدعة.

وتمثلت المجموعات، حسب الترتيب الأبجدي للعنوان: «البشر والسحالي» لحسن عبد الموجود، و«خمس ورقات» محمد العريان، و«ست زوايا للصلاة» أميرة بدوي، و«كلنا عبده العبيط» محمود فطين السيسي، و«النوالة» هبة الله أحمد. وتتفق 3 منها في كونها الإصدار الأول لمؤلفها، مع اختلاف أعمارهم، عدا مجموعتي عبد الموجود والسيسي، كذلك حصلت 4 منها على جوائز أدبية مرموقة، عدا مجموعة العريان، كونها إصدارًا حديثًا وقت كتابة الدراسة.

وينطلق صفوت في قراءة المجموعات من أشباح خمس حددها على النحو التالي: الحقيقة تفاصيل، والحقيقة إرث وذاكرة، والحقيقة أحلام وكوابيس، والحقيقة رقم، وأخيرًا الحقيقة تهكمية، فيما يختم الكتاب بالتحويط حول ثيمة أساسية داخل خطابات القصص، أسماها بـ"الاستحضار الإنكاري" conjuring، وهي آلية استحضار الموضوع لا للاحتفاء به، وإنّما لدحضه وتفكيكه.

والاستحضار الإنكاري مقولة نقدية ما بعد حداثية لم تُجرب نقديًا في الدراسات العربية، ولم تختبر على أيّ نصوص، مما يجعلها غريبة وجديدة في الوقت ذاته، ومع هذه الغرابة والجدّة فإن التجريب قدر ما هو مغرٍ بالنسبة لصفوت فإنّه حمل من الصعوبات التي تطلبت قدرًا من الحرص والتحقق من مدى ملاءمة المقولة للنصوص المدروسة.

لمحة عن مدحت صفوت

يذكر أن مدحت صفوت ناقد أدبي وباحث في تحليل الخطاب، عمل محاضرًا زائرًا في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وحاضَر في عدد من المراكز البحثية المصرية.

صدر له من قبل عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتابان، هما: «السلطة والمصلحة.. استراتيجيات التفكيك والخطاب العربي»، و«صوت الغزالي وقرطاس ابن رشد» ملحق به دراسة ابن رشد الشهيرة «فصل المقال» 2018.

اقرأ أيضا.. قصور الثقافة تفتتح معرض «غرب مصر» بمركز الجزيرة