الإمارات وكوريا الجنوبية أربعة عقود من العلاقات التاريخية المميزة

بدأ "يون سيوك يول"رئيس جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يوم السبت الموافق 14 يناير من عام 2023 م، ترافقه حرمه "كيم كون هي" وبدأت مراسم الاستقبال الرسمية يوم الأحد الموافق 15 يناير 2023، في زيارة دولة تستغرق عدة أيام؛ وذلك لتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين.

اقرأ أيضًا:خبير طاقة يكشف لـ «الطريق» مميزات حقل الغاز الجديد بدمنهور

وكان في مقدمة استقباله، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله ورعاه- وسمو الشيوخ ومعالي الوزراء وعدد من المسؤولين الذين رحبو بزيارة ضيف البلاد.

اقرأ أيضًا:وفاة ممرضة أثناء عملها بالإسكندرية.. وجمال شعبان: التوقف القلبي يغتال الشباب

وترتبط العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية بعلاقات مميزة شهدت تطورًا ملحوظا خلال فترة قصيرة بدءً من إقامة علاقات دبلوماسية بينهما في عام 1980، تطورت إلى مستوى أعلى مع عقد مشروع براكة للطاقة النووية في عام 2009م.

ثم إلى "شراكة استراتيجية خاصة" في عام 2018م، وتوسعت هذه العلاقات لتشمل جميع مجالات التعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

وقد لعبت الزيارات المتبادلة المتعددة التي تمت على مستوى القادة والمسؤولين دوراً مهماً في توطيد وتقوية هذه العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية بفضل حرص القيادة في البلدين على تطويرها وتحقيق الشراكة الكاملة خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.

وتعكس زيارة رئيس كوريا الجنوبية "يون سوك يول" إلى الإمارات العلاقة الحيوية الكبيرة التي تتميز بها العلاقات الإماراتية-الكورية الجنوبية وما تشهده من نمو وتطوّر مستمرين بفضل إرادة التعاون المشتركة التي عكستها تصريحات المسؤولين من الجانبين.

وتعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس كوريا الجنوبية، حيث اختار دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون محطته الأولى منذ توليه السلطة في مايو من عام 2022.

وفي دلالة على عمق تلك العلاقات، احتفت دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية في 2020 بمرور 40 عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي تعود لعام 1980 الذي شهد تدشين سفارة جمهورية كوريا الجنوبية في أبو ظبي.

ويرتبط البلدان بشراكة شملت مشاريع الطاقة النووية والاقتصاد والرعاية الصحية والثقافةوالتعليم والإدارة الحكومية والفضاء والطاقة.

ومرت العلاقات بين البلدين بالعديد من التطورات عبر العقود الأربعة الماضية لتصل إلى مرحلة إقامة الشراكة الإستراتيجية في عام 2009، حيث تعززت علاقات الصداقة بين البلدين والتعاون فيما بينهما، وتطورت إلى مستوى أعلى مع توقيع عقد مشروع "براكة" لإنشاء محطة الطاقة النووية في العام نفسه.

ويعد مشروع "براكة" أحد أهم أوجه التعاون ليس فقط من حيث قيمته التي بلغت 18.6 مليار دولار أمريكي، بل أيضاً لأنه أول مشروع بناء محطات للطاقة النووية خارج كوريا الجنوبية، ويعد المشروع أولى المحطات النووية السلمية في العالم العربي لتكون دولة الإمارات العربية أول دولة عربية في هذا المجال، حيث تمكنت كوريا الجنوبية من الحصول على عقد بناء المحطات بفضل الثقة العميقة بين البلدين.

وترتكز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الدولتين على مجموعة من المقومات والعوامل، أهمها: الإرادة السياسية القوية لدى قيادتي الدولتين للارتقاء بمسار العلاقات في جميع المجالات، وتوافق الرؤى إزاء مجمل القضايا الإقليمية أو الدولية، والإدراك التام لطبيعة المصالح المشتركة.

وتعد الإمارات ثاني دولة مصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، وثاني مستورد من كوريا في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تطابق أهداف النموذج التنموي الذي تتبناه الدولتان والذي يستهدف بناء اقتصاد قائم على المعرفة والاستثمار في بناء الإنسان.

ويعتبر التعاون الاقتصادي أحد أهم مجالات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فقد وصل حجم التبادل التجاري إلى نحو سبعة عشر مليار دولار بنهاية عام 2018، ويعد سوق دولة الإمارات العربية الوجهة الأكبر عالميا لشركات البناء الكورية، وكذلك أكبر مستورد للسلع الكورية في الشرق الأوسط.

وتشمل صادرات الإمارات الرئيسة إلى الجمهورية الكورية النفط الخام والمنتجات البترولية والألمنيوم وغاز البترول المسال فيما تشمل الصادرات الكورية الرئيسة لدولة الإمارات المنتجات الإلكترونية، والسيارات والمعدات والمنشآت النفطية.

ووفق وكالة الأنباء الإماراتية فإنّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس كوريا الجنوبية شهدا تبادل وإعلان عددٍ من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تهدف إلى تطوير آفاق التعاون في مختلف المجالات في إطار العلاقات الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين.

وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها الجانبان مذكرة تفاهم في مجال استخدام الطاقة الهيدروجينية في المدن وإنتاجها ونقلها وتخزينها بين وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات ووزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل الكورية.

وكذلك مذكرة بشأن التعاون في مجال الموارد المائية بين وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات ووزارة البيئة في كوريا الجنوبية، إضافة إلى تفاهم بين وكالة الإمارات للفضاء ووزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشأن تعديل مذكرة تفاهم موقعة في يناير2017 للتعاون في مجال استكشاف واستخدام الفضاء للأغراض السلمية.

بجانب مذكرة بشأن التعاون في مجال التنقل والنقل في المستقبل بين وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات ووزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل الكورية.

كما شملت ترتيبات تنفيذية بموجب الاتفاقية المبرمة بين حكومتي دولة الإمارات وكوريا الجنوبية للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومذكرة تفاهم بين شركة مبادلة للاستثمار وبنك كوريا الجنوبية للتنمية بشأن "شراكة الاستثمار السيادي" إضافة إلى مذكرة أخرى بشأن التعاون المالي بين شركة طاقة وبنك التصدير والاستيراد الكوري.

كما تبادل الجانبان عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت ما يلي :

ــ إعلان مشترك بين حكومتي دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية بشأن تعزيز التعاون في مجال الطاقة من خلال "شراكة الطاقة الإستراتيجية الشاملة " تبادلها معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومن الجانب الكوري الجنوبي لي تشانغ يانغ وزير الصناعة والتجارة والطاقة.

ــ مذكرة بشأن التعاون الاستراتيجي لصناعة الدفاع، تبادلها طارق عبد الرحيم الحوسني عضو مجلس إدارة شركة طاقة مع أوم دونغ هوان رئيس إدارة برنامج اقتناء الدفاع الكوري.

ــ اتفاقية للتعاون في مجال تخزين النفط الخام " تخزين إستراتيجي وتجاري" بين شركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك " وشركة النفط الوطنية الكورية، تبادلها معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر مع كيم دونغ سوب ممثل شركة النفط الوطنية الكورية.

ــ مذكرة تفاهم بشأن تأسيس مجموعات عمل إستراتيجية مشتركة لبرنامج تسريع الحياد الكربوني، تبادلها سعادة محمد الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ومن الجانب الكوري تشيونغ سونغ إيل رئيس الشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" وهوانغ جو هو رئيس الشركة الكورية للطاقة المائية والنووية.

ــ مذكرة تفاهم بين شركة مبادلة للاستثمار ومجموعة "إس كيه" بشأن الشراكة الطوعية في أسواق الكربون في آسيا.. تبادلها خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي مع تشوي تيه وون رئيس مجموعات " شركات إس كيه ".

ـــ مذكرة بين " مجلس توازن " وصناعات الطيران الكورية المحدودة بشأن برنامج التطوير المشترك للجيل القادم من طائرات الشحن متعددة المهام، تبادلها طارق الحوسني الأمين العام لمجلس توازن ومن الجانب الكوري كانغ جو يونغ ممثل شركة كوريا للصناعات الجوية والفضائية "كاي".

وقد أعلن المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أقرت استثماراً بقيمة 30 مليار دولار في جمهورية كوريا الجنوبية.