الطريق
جريدة الطريق

هل توقف اللب الداخلي للأرض عن الدوران من علامات الساعة؟

اللب الداخلي للأرض
محمود حافظ -

أثارت دراسة صدرت مؤخرا عن توقف اللب الداخلي للأرض عن الدوران، الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل البعض يعتقد أنها نهاية العالم.

وربط الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين ما ذكرته الدراسة من توقف اللب الداخلي للأرض وبين العلامات الصغرى والكبرى لقيام الساعة.

وفي الـ 19 من يناير الماضي، كتبت دار الإفتاء عبر صفحتها على "فيسبوك" حذرت فيه من اقتراب الساعة، ودعت إلى الاستعداد للقاء المولى عز وجل، فما علاقة توقف اللب الخارجي للأرض بنهاية العالم.

شرح الدكتور علي جمعة المفتي السابق للديار المصرية، العلامات الكبرى والصغرى للساعة، في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك".

وقال جمعة، إن السنة النبوية أكدت في أكثر من حديث منها حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة وآخره قوله صلى الله عليه وسلم: «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم».. [مسلم] وفي رواية: «نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس»، وحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس».

وأشار إلى أنه قد يقع للمطّلع على تلك النصوص تعارض بين ظاهرها، فقد يسأل سائل كيف تكون النار آخر علامات الساعة، وهي في نفس الوقت أول أشراط الساعة في الحديث الذي رواه البخاري؟، وأجاب بأنها تؤذن بقيام الساعة فهي أول قبل بدء أهوال يوم القيامة حيث ينهار الكون العلوي والسفلي بعدها بما ذكر في القرآن الكريم، من انشقاق السماء، ومن تكويرها، ومن جمع النجوم، واحتراق البحار، وهد الجبال، قال تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}.

ونوه إلى أن النار التي تحشر الناس هي آخر العلامات الكبرى، وأولى آيات قيام الساعة، وهي نار تخرج من اليمن تسوق من تبقى على الأرض من شرار الناس إلى أرض المحشر، وقد وردت الأحاديث الشريفة تدل وتؤكد تلك العلامة العظيمة.

وفرّق المفتي السابق بين الساعة ويوم القيامة، قائلا إن اليوم الذي فيه نهاية الدنيا هو يوم الساعة وفيه علامات الساعة، ونهاية الدنيا هي دمارها فتنتهي منها الحياة، "فإذا كان عليها مليار أو اتنين أو عشرة سوف يموتون معًا في لحظة واحدة، أما القيامة فهي أمر آخر، فحين تأتي الساعة تكون نهاية الحياة على هذه الأرض، "وهذه الساعة هناك فرق بينها وبين يوم القيامة... فيوم القيامة إعادة الخلق للحساب والثواب والعقاب والجنة والنار والبعث الجديد".

و كشف جمعة أن الساعة تاتي أولًا، ويكون فيها الدمار، وهو تحقيق لتجلٍ إلهي من عالم الجبروت بحيث أنه هو المميت، ولذلك تفنى السماوات، وتفنى الارض، وتفنى الملائكة والجن وكل الكائنات، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فهو الباقي الذي لا يموت، والساعة تختلف عن يوم القيامة، وحين تقوم الساعة لا يبقى إلا وجه الله سبحانه وتعالى، "هنجلس أد ايه بقى في الفناء والعدم الله أعلم.. إحنا كده تحولنا للعدم المحض... فكان الله ولم يكن شيء معه، بعد الساعة يبقى الله ولا يبقى شيء معه تعالى".

اقرأ أيضا:

الطلاب الوافدون يبتهلون بجناح الأزهر في معرض الكتاب