الطريق
جريدة الطريق

شادية.. دلوعة السينما وصوت مصر الخالد

شادية
محمد أبو زيد -

صاحبة ابتسامة ساحرة وملامح هادئة وموهبة ليس لها حدود، برعت في التمثيل وتفوقت في الغناء والاستعراض وباتت "معبودة الجماهير" هي الفتاة خفيفة الظل المدللة و"الدلوعة" التي دخلت القلوب بلا استئذان، و"صوت مصر" الحاضر في الأغاني الوطنية، كتبت أسمها بحروف من نور بين فنانات جيلها، وقف أمامها "جانات" السينما، هي بطلة من البداية للنهاية وبرعت في تجسيد كل الأدوار وأشدها صعوبة، هي "فؤادة" التي تحدت "عتريس" وفتحت الهويس في "شيء من الخوف" و"ريا" التي تقتل ضحاياها بمساعدة شقيقتها "سكينة"، و"عايدة" الزوجة الأخيرة رقم 13 هي الفنانة الكبيرة شادية.

نشأة شادية
ولدت فاطمة أحمد كمال شاكر في 8 فبراير 1931، في الحلمية الجديدة بحي عابدين بالقاهرة، لأب مصري يعمل مهندسا زراعيا وأم مصرية أسمها "خديجة" من أصول تركية، كان والدها يهوى العزف على العود وزرع في ابنته حب الفن واكتشف موهبتها وهي ما زالت طفلة ليطلب من الفنان فريد غصن تعليمها الغناء، بينما أسند للفنان عبد الوارث عسر مهمة تعليمها فن الإلقاء والتمثيل، وأطلق عليها "عسر" لقب شادية بسبب عذوبة صوتها وقال عنها "شادية الكلمات".

مشوار شادية
كانت بداية معرفة شادية بالسينما عندما رشحها المخرج أحمد بدرخان للمشاركة في فيلم "أزهار وأشواك" بعد أن اشتركت في مسابقة نظمتها شركة اتحاد الفنانين لاكتشاف المواهب الجديدة وكان عمرها 16 عاما، ومنها كانت الانطلاقة إذ فتحت لها السينما ذراعيها وتقاسمت بطولة فيلم "العقل في إجازة" مع محمد فوزي والمخرج حلمي رفلة وتوالت أعمالها.

قدمت 71 فيلما في فترة الخمسينيات أبرزها "لواحظ، الهاربة، دليلة، لحن الوفاء، لسانك حصانك، الستات ما يعرفوش يكدبوا، بشرة خير" ووقفت أمام دنجوانات السينما "كمال الشناوي، عبد الحليم حافظ، عماد حمدي، شكري سرحان".

شكلت ثنائيا في عدة أفلام مع إسماعيل ياسين، وكانت تؤدي في معظم أفلامها في تلك الفترة أدوار الفتاة المدللة خفيفة الظل وأطلق عليها لقب "الدلوعة".

24 فيلما قدمتها في الستينيات كانت غالبيتها أدوار جادة لتثبت أنها قادرة على تجسيد كل الأدوار ومن أبرزها "التلميذة، المعجزة، اللص والكلاب، الزوجة 13، زقاق المدق، ميرامار" وتألقت في دور "فؤادة" في "شيء من الخوف".

في السبعينيات قدمت للسينما 10 أفلام أبرزها "الهارب، نحن لا نزرع الشوك، أضواء المدينة" وفي الثمانينيات قدمت أخر أفلامها للسينما "لا تسألني من أنا".

ومسرحية "ريا وسكينة" وهي أول وأخر عهدها مع المسرح، 117 فيلما هما رصيد شادية في السينما و 10 مسلسلات إذاعية أبرزهم "جفت الدموع، صابرين، سنة أولى حب".

اعتزال شادية
بعد عامين من عرض أخر أفلامها "لا تسألني من أنا" وبعد أقل من شهر من مشاركتها في حفل "الليلة المحمدية" بمناسبة المولد النبوي وغنت فيه أغنيتها "خد بإيدي" قررت الاعتزال في 1986 وبعد رحلة فنية كبيرة وتمسكت بقرارها رغم الضغوط التي مارست عليها، وتفرغت للعبادة وعمل الخير ومساعدة المحتاجين ورعاية الأيتام، وكانت قليلة في ظهورها.

الحب في حياة شادية

برغم نجاحها في مشوارها الفني إلا أنها أخفقت في الحب 3 مرات، وكانت الزيجة الأولى من المهندس عزيز فتحي وانفصلت عنه، والثانية من الفنان عماد حمدي ومان يكبرها بـ 25 عامًا وبسبب غيرته الشديدة عليها دبت بينهما الخلافات وانفصلا بعد 3 سنوات.

والثالثة والأخيرة في حياة شادية كانت من الفنان صلاح ذو الفقار وانتهت بالانفصال بعد 9 سنوات.

النهاية
شعرت شادية في سنواتها الأخيرة بالمرض ما دفعها للسفر إلي أمريكا للعلاج بعد مسرحية "ريا وسكينة" وبعد عودتها إلي مصر بفترة اشتد عليها المرض ومكثت في المستشفى مصابة بسكتة دماغية تعافت منها بعد فترة ولكن الالتهاب الرئوي أدى إلي فشل في الجهاز التنفسي وتوفيت في 28 نوفمبر 2017 عن عمر يناهز 86 عاما.

رحلت شادية وبقيت أعمالها الفنية شاهدة على ظاهرة فنية لا تتكرر، وتظل حاضرة في أذهان محبيها و"صوت مصر" الذي لا يغيب أو ينقطع.

اقرأ أيضًا..

غدًا.. بدء عرض مسلسل «بالطو» أحدث الأعمال الأصلية لمنصة «watch it»