الطريق
جريدة الطريق

الشقيانين في الأرض

”الشقيانين في الأرض”.. يوم سواق الأوتوبيس في نهار رمضان

أتوبيس هيئة النقل العام- ياندكس
مصطفى عناني -

من بين أصوات ركاب أتوبيس هيئة النقل العام المختلطة، تسمع في الخلفية صوت إذاعة القرآن الكريم وابتهالاتها الرمضانية وعبقها الأصيل حتى كأنك تشُم رائحة مميزة لهذا الشهر المُعظم.

ووسط اختلاط تلك الأصوات أجرت جريدة وموقع "الطريق"، حوارًا مع سائق الأتوبيس الأسطى أشرف واحد من "الشقيانين في الأرض".

يروي لنا الأسطى أشرف كيف التحق بالعمل بهيئة النقل العام، أنا بشتغل في الهيئة من 22 سنة، تنقلت خلال تلك السنوات بين عدد كبير من خطوط هيئة النقل العام، ومن 4 سنوات وأنا على خط العتبة، حفظته وحفظت ناسه، وفي رُكاب كتير بقى بيني وبينهم عشرة لأنهم بيركبوا معايا كل يوم.

وعن ساعات عمله في رمضان يقول: أنا بنزل من بيتي الساعة 4 الفجر ببدأ من 5.5 أو 6 "أمسك الطريق" -تعبير مجازي يستخدمه السائقون كناية عن بدء العمل- وبتنتهي الوردية في رمضان حوالي الساعة 2 أو 3 العصر، لكن أول 10 أيام الغط بيبقى خفيف لكن أخر 10 أيام الضغط بيبقى في الذروة عشان داخلة العيد وبتبقى أزحم منطقة في القاهرة في الأوقات دي، و خط العتبة معروف لأن المنطقة هي أكبر و أشهر منطقة ملابس ومستلزمات بيت في بر مصر فبتبقى أيام صعبة، والأيام الأخيرة من رمضان في أغلبها بنفطر في الشارع لأننا مش بنلحق نروح نفطر من الضغط وساعات بنفطر في الأتوبيس بعلبة كشري ولا شوية تمر، لكن خلاص اتعودنا على الشغل وطبيعته.

وعن صوت إذاعة القرآن الكريم الساطع في خلفية دوشة الأتوبيس، كل يوم لازم أشغلها حتى في الأيام العادية، لأنها بتصنع جو من السكينة في وسط الدوشة مفيش حاجة تعوضه، وكمان بتفلصني عن مشاغبات بعض الركاب ومشاحناتهم.

وعن مسئولياته الاجتماعية يحكي سائق أتوبيس الهيئة للطريق"، عندي 3 أولاد أصغرهم في أولى ابتدائي، مسئولية تقيلة لكن ربنا بيعين وبيرزق، وبصراحة -الست- القنوعة نعمة، لأن طول ما زوجتك قنوعة مش هتحس بضغط مالي كبير، ودا ما يمنعش إن ضغوط الحياة الاقتصادية كبيرة والغلا واكل المرتب كله وزيادة.

يقطع حديثنا مع السائق كُمسري الأتوبيس الأسطى عيد، أنا بقالي سنين طويلة في الهيئة ومن أفضل الأيام اللي بنحب نشتغل فيها هي أيام رمضان، بنحس ببركة غريبة في الشغل وفي الفلوس رغم قلتها، وبرضه بنشوف وبيعدي علينا حالات صعبة كتير.

عن أغرب وأقرب تلك الحالات يُحدثنا الأسطى عيد، كنا ماشيين من أيام على الطريق وأمامنا عربة نقل فراخ فوقعت فرخة وفرفرت في الأرض وطبعا السواق على سرعته ومش واخد في باله، نزلت رفعتها من الأرض وطلعت بيها قلنا ندبحها قبل ما تموت، ولكن للأسف مفيش أي آلة حادة ندبح بيها فماتت الفرخة، وضعناها على التابلوه، ثم صعدت بائعة مناديل وهي تستعد للنزول رأت الفرخة وأخذتها وهي تقول هطبخها للعيال، وعندما نبهت عليها أنها ميتة قالت: أحسن من مفيش.

اقرأ أيضًا: كيف تواجه الشيخوخة المبكرة بالرياضة؟