الطريق
جريدة الطريق

”الشقيانين في الأرض”.. محمد بائع الأعشاب طفل بـ 100 رجل

الطفل محمد - الطريق
مصطفى عناني -

لفت نظري بشفتيه المُشققتين ووجه المُرهق من أثر الصيام الذي لا تُخطئه العين، طفلًا صغيرًا لا يتجاوز الـ 12 عام على الأكثر، يتجول في أزقة القاهرة بمجموعة من عبوات الأعشاب زهيدة الثمن، كي يتكسب منها شيئًا يساعد به والداه على أعباء الحياة.

في جريدة وموقع "الطريق"، نُحاور الطفل محمد ونتعرف منه عن واقعه الصعب و أحلامه التي يتمناها.

هل أنت منتظم في مدرسة يا محمد؟، يقول: أنا في أولى إعدادي في مدرسة في حكومية بمنطقة فيصل وأنا شاطر جدًا الحمدلله ومش بغيب خالص إلا لو تعبان.

وعن عمله أثناء الدراسة و تنسيق وقته بين دراسته وعمله، "أنا بشتغل في أيام الدراسة ومقدرش أوقف شغل، بس مش بغيب من المدرسة أنا بخلص مدرسة وبروح البيت أسيب شنطة المدرسة واتغدى وأنزل اشتغل عشان أساعدهم في البيت"

وهل بتاخد دروس خصوصية ولا بتكتفي بدروس المدرسة فقط؟ يُخبرنا محمد "أنا مش باخد دروس بس بحاول أركز في الفصل، بس المشكلة إن عدد الفصل كبير جدًا ودا بيخلينا مش بنعرف نركز أوي وكمان المدرسين مش بيشرحوا في الفصل أوي، بس أنا بذاكر لوحدي وبحب أقرأ في كتاب العربي والدراسات كتير"

وعن درجاته في المدرسة، يقول: درجاتي كويس جدًا الحمدلله بس عندي مشكلة في الرياضة -مادة الرياضيات- من ساعة ما دخلت إعدادي، عشان هي صعبة شوية والمدرس بتاع الفصل مش بفهم منه أوي، فدرجاتي التيرم الأول كويسة جدًا في كل المواد بس مش كويسة في الرياضيات.

فكرة شغلك إزاي قدرت تنفذها وهل حد أرشدك ليها؟ "بابا، بابا اللي قالي ممكن ننزل سوا في الأول أعرفك تشتري منين وتشتري أي وأنت تلف تبيعهم على المحلات، وحاليًا بشتري علب الأعشاب من شارع الأزهر لوحدي، وبنزل أبيعهم في وسط البلد و رمسيس والحمدلله بقدر أبيعهم وساعات بروح ببواقي بسيطة بس بنزل أبيعهم تاني يوم، وعلى فكرة يا عمو أنا عمري ما أخدت فلوس زيادة من اللي ببيع لهم أنا باخد حقي بس ومش بحب حد يتصدق علية وبابا مفهمني كدة"

بيتك بعيد عن رمسيس ووسط البلد؟ يُخبرنا محمد: أه شوية، أنا ساكن في أخر فيصل فالمشوار بياخد وقت طويل عشان الزحمة، بالذات في الأيام اللي قبل العيد يعني من نص رمضان تقريبًا بتبقى المواصلات صعبة أوي وبتأخر وبفطر في الشارع ساعات.

بتحلم بأيه يا محمد ونفسك تكون أيه لما تكبر؟ يقول: نفسي أبقى مهندس وابني مباني كبيرة وأقف وألبس الخوذة واقعد أرسم العمارات بإيدي، ونفسي مصر تبقى زي انجلترا اللي بيلعب فيها محمد صلاح.

اقرأ أيضًا: «الشقيانين في الأرض».. «أبو محمود» عامل نظافة بدرجة بطل