الطريق
جريدة الطريق

العارف بالله طلعت يكتب: ذكرى تأسيس إذاعة القرآن الكريم

العارف بالله طلعت
-

تعد إذاعة القرآن الكريم أول إذاعة من نوعها على مستوى العالم، إذ أُطلقت لأول مرة يوم الأربعاء 25 مارس 1964م، والموافق 11 من ذي القعدة 1383 هـ، بآيات من الذكر الحكيم قراءها الشيخ محمود خليل الحصري برواية حفص عن عاصم، ليبدأ في توثيق القرآن الكريم كاملا بتسلسل السور والآيات كما أنزلها أمين الوحي جبريل عليه السلام على قلب سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

تحمل تجربة إذاعة القرآن الكريم في مصر دلالات وأبعاد ذات دلالات وأبعادا ذات مغزى كبير في الميدان الإعلامي، باعتبارها السابقة الأولى من نوعها في الرسالة الإعلامية وهي الإذاعة المتخصصة الأقدم على مستوى العالم ؛ كما تكشف عن الدور الحضاري والثقافي لمصر في محيطها العربي - الإسلامي.

وتضم إذاعة القرآن الكريم مجموعة كبيرة من القراء الذين يتلون القرآن؛ ومن بينهم الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود والشيخ محمد الصيفي والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي والشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ طه الفشني والشيخ محمود عبد الحكم والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود علي البنا؛ والشيخ هاشم محمد هيبة والشيخ محمد محمود الطبلاوي والشيخ محمود صديق المنشاوي والشيخ إبراهيم الفشني.

والدكتور لبيب السعيد عليه رحمة الله كان صاحب الفضل في فكرة الجمع الصوتي للقرآن الكريم؛ حيث اقترح عليه رحمة الله مشروع (الجمع الصوتي للقرآن الكريم)، على وزير الأوقاف آنذاك أحمد عبد الله طعيمة؛ تسجيل القرآن الكريم مرتلا وشكا له من أنه أمضى عدة سنوات محاولا تنفيذ المشروع بصورة فردية بعد أن رأى تقاعس العديد من المسؤولين وعدم اهتماماهم بهذا المشروع القرآني الفريد، ولكن بلا جدوى ..

واستدعى احمد طعيمة وزير الأوقاف الشيخين سيد سابق (صاحب فقه السنة) ومحمد الغزالي (صاحب كتاب فقه السيرة) إلى مكتبه، وكانا مسؤولين في الوزارة، حينئذ وطلب منهما مناقشة السعيد في مشروعه.

وقد انتقل (رحمه الله) إلى وزارة الأوقاف ليشرف على تنفيذ المشروع، أما بداية تفكيره فيه فكان في عام 1958م، بتقديمه مذكرة إلى الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم وكان رئيسها .

ورحب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر حينئذ، ودعا (ثلاثة) من أشهر القراء والعلماء للبدء بالتسجيل وهم، الشيخ محمود خليل الحصري للتسجيل برواية "حفص عن عاصم"، والشيخ مصطفى الملواني للتسجيل برواية "خلف عن حمزة"، والشيخ عبدالفتاح القاضي رئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف، لتسجيل قراءة "أبى جعفر برواية ابن وردان"، على أن يشرف على التسجيل..

وتطوع الشيخ "الحصري" بتسجيل القرآن كاملاً بلا أي أجر ..وأن مصنع الأسطوانات الذي كان يملكه الفنان محمد فوزي؛ كان له فضل كبير على هذا المشروع.

وكانت الأسطوانات ترسل للخارج لصنع النسخة الأصلية التي يتم الطبع عليها؛ ولم تكن شرائط التسجيل ظهرت بعد فقرر الفنان محمد فوزى أن تدفع الوزارة ثمن التكلفة الفعلية للأسطوانات دون أي ربح يحصل عليه وفى يوم السبت 28 من شهر المحرم عام 1380هـ الذي وافق 23 يوليو 1960م؛ بدأ توزيع المصحف المرتل لأول مرة وعرض التسجيلات الصوتية بكل الإذاعات الإسلامية.