شحاته زكريا يكتب: ليلة العيد.. عبق الذكريات وروح التجديد

ليلة العيد ليست مجرد نهاية لشهر الصيام بل هي لحظة استثنائية تنبض بالحياة تمتزج فيها مشاعر الشوق والفرح والاستعداد للاحتفال. منذ لحظة الإعلان الرسمي عن العيد تتغير الأجواء تعلو الضحكات ، وتتسارع الخطوات لإتمام ما تبقى من تجهيزات. في البيوت تدب الحركة في كل زاوية، تُرتب الغرف تُزين الموائد وتفوح روائح الكعك والحلوى. الأطفال ينامون على أمل الاستيقاظ إلى يوم مميز يرتدون فيه ملابسهم الجديدة ويحصلون على العيديات التي لطالما انتظروها.
في الشوارع تمتد البهجة إلى أبعد مدى. الأسواق تضج بالحياة حتى ساعات متأخرة ، الجميع يسعى ليضع لمساته الأخيرة على استعداداته. محال الملابس تزدحم والمخابز لا تتوقف عن إنتاج كعك العيد ، وبائعو الألعاب والحلوى يحيطون بالمارة يعرضون ما يجذب الأطفال ويبهج الكبار. صوت المآذن يملأ الأجواء بإعلان العيد ، فتتردد التهليلات والتكبيرات، وكأنها سيمفونية تعزف ألحان البهجة التي تملأ القلوب قبل الشوارع.
العيد كان ولا يزال مناسبة لها طابعها الفريد كنه تغير كثيرًا بمرور الزمن. في الماضي كان الترقب جزءًا من المتعة، لم يكن أحد يعلم يقينًا متى يحل العيد إلا بعد إعلان المفتي، فتأتي اللحظة حاسمة حاملة معها فرحة غامرة يركض الأطفال في الشوارع يهتفون وتستعد العائلات للاحتفال بطرقها التقليدية. كانت السينما والملاهي وجهات رئيسية وكانت العيدية أوراقًا نقدية جديدة تلمع في الأيدي تحمل وعودًا بألعاب جديدة وحلوى لذيذة. اليوم لم يعد هناك انتظار طويل ، فالتقويم يخبر الجميع مسبقًا بموعد العيد والمشتريات تتم بضغطة زر وحتى العيديات تحولت إلى تحويلات بنكية ورسائل إلكترونية.
لكن رغم كل التغيرات ، تظل ليلة العيد تحمل سحرها الخاص. لا تزال البيوت تمتلئ بالعائلات والضحكات تتردد في الأرجاء، وروح العيد تتجدد كل عام تُعيد إلينا إحساس الطفولة، وتجمعنا حول ذكريات لم تفقد بريقها.
وكل عام وأنتم بخير.