بيروت تنفض غبار الحرب .. وتحتضن الثقافة مجددًا في معرض الكتاب الـ66

اختُتمت أمس فعاليات الدورة الـ66 من معرض بيروت الدولي للكتاب، الذي يُقام هذا العام بعد توقف اضطراري فرضه العدوان الإسرائيلي على لبنان العام الماضي. وجاء المعرض هذا العام ليعيد إلى العاصمة اللبنانية وهجها الثقافي، بعد فترة من الجمود والانقطاع.
فرصة استثنائية
وأكد أحمد سنجاب، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من بيروت، في تصريحات خاصة، أن المعرض شكّل فرصة استثنائية للقاء بين عشاق الكلمة وأصحاب القلم، إذ شهد إقبالًا واسعًا من الجمهور اللبناني بالإضافة إلى زوار من خارج البلاد، ما يعكس تعطّشًا واضحًا لدى اللبنانيين للفعاليات الثقافية.
وشهد المعرض، بحسب سنجاب، مشاركة عشرات دور النشر من لبنان والعالم العربي، كما عُرض خلاله أكثر من 300 عنوان جديد في مختلف مجالات المعرفة، من الأدب والفكر، إلى السياسة والتاريخ وعلوم الاجتماع.
ولم يقتصر دور المعرض على بيع الكتب فحسب، بل تحوّل إلى منصة تفاعلية جمعت المثقفين والكتّاب والناشرين تحت سقف واحد، حيث نُظّمت على هامشه أكثر من 60 ندوة ثقافية وفكرية، تناولت موضوعات متنوّعة شملت القضايا الاجتماعية والسياسية، في ظل السياق السياسي الحساس الذي تعيشه البلاد والمنطقة.
وأوضح سنجاب أن الطابع السياسي طغى على كثير من النقاشات التي دارت داخل المعرض، في وقت يبحث فيه اللبنانيون عن فسحة للتعبير وتبادل الرأي وسط الأزمات المتلاحقة التي أثقلت كاهل البلاد.
واستمر المعرض على مدار 10 أيام، في تظاهرة ثقافية وُصفت بأنها الأهم في المشهد الثقافي اللبناني خلال هذا العام، حيث ساهم في إعادة الاعتبار للحركة الثقافية التي تأثرت سلبًا بالأوضاع الأمنية والاقتصادية.
المعارض في العالم العربي
ويعدّ معرض بيروت الدولي للكتاب من أقدم المعارض في العالم العربي، ويُنظر إليه دائمًا كمرآة تعكس نبض الفكر العربي وتحوّلاته، ومنصة للقاء الأجيال الثقافية، ونقطة تلاقٍ بين الأدب والحوار.