أسامة كمال يقدم قراءة في تاريخ إيران: مشروع عقائدي يتجاوز الدولة ويستهدف المنطقة

قال الإعلامي أسامة كمال، إن فهم إيران المعاصرة لا يكتمل دون الرجوع إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979، حين كانت تحكمها أسرة بهلوي بقيادة الشاه محمد رضا، الذي حاول تحديث الدولة بدعم غربي، دون تحقيق عدالة حقيقية، ما مهّد لثورة شعبية قادها آية الله الخميني من المنفى.
وأوضح كمال، في برنامجه مساء dmc، المذاع على قناة dmc، مساء الثلاثاء، أن الثورة لم تؤدِّ إلى قيام نظام ديمقراطي، بل أفرزت نموذجًا فريدًا يعتمد على "ولاية الفقيه"، حيث تُتركز السلطة في يد المرشد الأعلى، الذي يتفوق دستوريًا على كل مؤسسات الدولة.
وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني، الذي تأسس لحماية النظام الجديد من الداخل، سرعان ما تحول إلى قوة عسكرية–اقتصادية مستقلة، تُدير مشاريع النفوذ الإيراني في الخارج، عبر فيلق القدس، وتدعم ميليشيات في لبنان وسوريا والعراق واليمن، تحت شعار "تصدير الثورة" ومواجهة "الاستكبار العالمي".
وأشار إلى أن إيران، في ظل هذا المشروع، لا تتحرك كدولة طبيعية، بل ككيان ذي طموح يتجاوز الحدود، معتبرًا أن التهديد الإيراني ينبع من بنيته الأيديولوجية لا فقط من ترسانته العسكرية أو طموحه النووي.
وختم كمال حديثه بأن "إيران لم تكتفِ بتغيير النظام داخلها، بل تعمل على إعادة تشكيل المنطقة عبر أدوات طائفية وأذرع مسلحة، تتلقى التوجيه والدعم من قلب النظام الحاكم".