تصعيد واسع في غزة .. أوامر إخلاء جديدة وقصف عنيف يشمل الشمال والجنوب

شهد قطاع غزة صباح اليوم تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، عقب إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة تشمل مناطق واسعة من شرق مدينة غزة، في خطوة وُصفت بأنها الأوسع نطاقًا منذ أسابيع، ما ينذر بتدهور جديد في الوضع الإنساني والمعيشي لسكان القطاع المحاصر.
ووفق ما أفاد به يوسف أبو كويك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من داخل غزة، فإن المناطق المشمولة بأوامر الإخلاء الجديدة تشمل حيّ الصبرة، الزيتون، الدرج، وغزة القديمة، وذلك استنادًا إلى خارطة محدثة نشرها الناطق باسم جيش الاحتلال عبر منصة "إكس".
وأشار أبو كويك، خلال مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، إلى أن هذه المناطق كانت قد شهدت موجات نزوح في وقت سابق، غير أن الجيش يطالب السكان الآن بإخلائها مجددًا والتوجه نحو منطقة المواصي، التي تُوصف بأنها "الملاذ الأخير"، رغم افتقارها لأدنى مقومات الحياة الأساسية.
وأوضح أن غالبية السكان المقيمين حاليًا في هذه الأحياء هم نازحون سابقون من مناطق الشعف والتفاح، ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية، وسط غياب حلول واقعية أو ممرات آمنة للمدنيين.
وفي سياق ميداني متصل، شهدت جباليا شمال القطاع ليلة من القصف العنيف والمكثف، استخدمت فيه قوات الاحتلال الطائرات الحربية والطائرات المسيرة الانتحارية بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى دمار واسع في أحياء التفاح وجباليا، دون وجود إحصاءات دقيقة حتى الآن حول الضحايا تحت الأنقاض.
أما في جنوب القطاع، فقد أفاد المراسل بتجدد القصف على مدينة خان يونس، حيث استهدفت غارة إسرائيلية خيمة في منطقة المواصي، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين. كما ارتقى طفلان شهيدان في حي الزيتون جراء غارة جوية استهدفت المنطقة فجر اليوم.
ويأتي هذا التصعيد ضمن سياق تهديدات جيش الاحتلال بتوسيع عملياته العسكرية بزعم استهداف "البنى التحتية للفصائل الفلسطينية"، في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار تام للوضع الإنساني في قطاع غزة، وسط نقص حاد في المياه، الغذاء، والرعاية الطبية.