الطريق
جريدة الطريق

”إس-400”.. تنسيق جديد يهدد مصير تل أبيب

منظومة اس 400 - أرشيفية
عواطف الوصيف -
يعاني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من العديد من الأزمات الإقتصادية، والتي تحدث بالتزامن مع نشوب الاحتجاجات التي تندلع في مختلف أرجاء بلاده، ما يهدد مستقبله السياسي، وربما تزيد من احتمالات الإطاحة به، لكن بالنسبة لإسرائيل الرؤية تختلف، التي اعتبرت أن أردوغان يمكن أن نصفه بـ"الرجل الداهية"، وهو ما سيكشف عنه "الطريق" خلال السطور المقبلة.
اعتبر محلل الشؤون الأمنية والاستخبارتية الإسرائيلي يوسي ميلمان، أنه يستلزم من تل أبيب أن تفكر وتخشى من امتلاك تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية المضادة للطائرات والصواريخ المعروفة بـ "إس-400"، بل ولابد من أن تقلق من السلوك الحالي الذي تقوم به كل من واشنطن وموسكو.
وقال ميلمان، في الصحيفتين الإسرائيليتين "معاريف" و”جيروزاليم بوست”، ليوضح رؤيته الاستخباراتيه العبرية أن الرئيس التركي، لم يعد مهتم على الإطلاق بواشنطن أو الإجراءات التي من الممكن أن تقوم بها سواء هي أو الدول الحليفة لها في "الناتو".  
واعتبر ميلمان أنه من الغباء إذا أعتقدت تل أبيب أن الأزمات التي تعاني منها أنقرة حاليا ستقف حاجزا امامها يمنعها من مواجهة أعداءها عسكريا، خاصة وأن أنقرة وخاصة خلال العشر سنوات الأخيرة تعتبر نفسها "ندا معاديا لإسرائيل" على حد قوله، مقدما أمثلة لتأكيد رؤيته.
تضمنت الأمثلة التي طرحها يوسي ميلمان والتي تؤكد مهارة تركيا، هو أنها وقبل عشر سنوات ساهمت في الكشف عن شبكة تجسس لبنانية كانت تعمل لصالح إسرائيل، وذلك من خلال نقل معلومات تلقتها من واشنطن، بعد أن نقلتها الاستخبارات الإسرائيلية إلى نظيرتها الأمريكية، موضحا أن الاستخبارات التركية بعد ذلك نقلت هذه المعلومات إلى نظيرتها الإيرانية، التي بدورها سلمتها  إلى جماعة "حزب الله" اللبنانية، وهو ما ساهم في كشف الشبكة.
وفيما يتعلق بالسبب الذي من أجله يجب أن تقلق إسرائيل، فهو يخص وبشكل مباشر روسيا لأن إتفاقية منظومة  "أس-400" أثبتت أنه لا  يوجد ما يمنعها من تعزيز صناعاتها الدفاعية وتسويق أسلحتها لمن يرغب باقتنائها، وهي البلد التي تتشابه مع إسرائيل في سياسة تصنيع السلاح وبيعه تقريبًا لكل من يطلبه.
وألتفت يوسي إلى نقطة هامة وهي، أنه يجب على إسرائيل أن تدرك حقيقة أنه رغم التعاون والتنسيق الإسرائيلي الروسي بشأن سوريا، فإن تأثير تل أبيب على استراتيجية روسيا وتفكيرها من حيث الناحية العسكرية خاصة في منطقة الشرق الأوسط  "ضئيل جدا".
وربط ميلمان بين الواقع الذي فرضته الصفقة الروسية التركية، وبين ما وصفه بـ "التناقض في تصريحات وسلوك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حيث نوه أنه سبق وقد هدد كوريا الشمالية، لكنه وبعد ذلك أجرى مباحثات ثنائية مع زعيمها "كيم جونج أون" لكن دون أن تتحقق أي نتائج، كما أنه تعمد فرض عقوبات على إيران وأمتنع عن شن أي عمل عسكري ضدها، والأغرب أنه يسعى إلى تجديد المفاوضات معها.
وقاد هذا الواقع ميلمان إلى القول إن دولًا في المنطقة باتت مقتنعة بأنه لا يمكن الاعتماد على ترامب، لذلك تلجأ إلى روسيا، وهذا ما يجب أن يقلق إسرائيل.