الطريق
جريدة الطريق

صوت تحبه الملائكة.. الشيخ على عبد الله جابر من صبي مميز إلى إمام الحرم المكي

الشيخ على عبدالله جابر
محمد علي -

بعذوبة صوته وخشوعه، استطاع أن يلفت إليه الأنظار في سن مبكرة، وحجز لنفسه مقعدًا بين حمَلة كتاب الله؛ نظرًا لنشأته الطيبة في أسرة مُحبة للقرآن الكريم التي ساعدته منذ الصغر على حفظه وتجويده في الخامسة عشرة من عمره.. الشيخ على عبدالله جابر الذي نال شرف إمامة الحرم المكي والذي تحل ذكرى عيد ميلاده اليوم 27 أغسطس، لذلك يرصد «الطريق»، أبرز المحطات في حياة القارئ:   

 

ولد علي عبدالله صالح آل بن علي جابر السعيدي اليافعي، في 27 أغسطس عام 1953 بمدينة جدة، ويعود نسبه إلى قبيلة آل علي جابر اليافعيين الذين استوطنوا منطقة خشامر في حضرموت ونشروا فيها دعوة التوحيد وعُرفوا بتمسكهم بالكتاب والسنة الصحيحة، ومنها انتقل والده عبدالله بن صالح بن علي جابر إلى جدة بالحجاز واستقر فيها.

 

عند بلوغه الخامسة من العمر.. انتقل إلى المدينة المنورة برفقة والديه وأتم حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشرة من عمره، كان والده لا يسمح له ولإخوته بالخروج للشارع واللعب مع الأطفال حتى مات، فكان علي جابر لا يعرف إلا طريق المسجد النبوي ومن ثم الدراسة والعودة إلى البيت، توفي والده وعمره آنذاك لا يتجاوز أحد عشر عامًا، وكان لوالده الدور الكبير في تربيته وتنشئته، ثم تولى تربيته ورعايته والدته وخاله.

 

كان صوت الشيخ أعجوبة عند الناس، فكانوا يقدمونه للإمامة وظل ينتقل بين المساجد، حتى تم تعيينه إمامًا في مسجد الغمامة بالمدينة المنورة عامين متتاليين، وبعدها تخرج في الجامعة، ثم تولى الإمامة في مسجد السبق لمدة عام، وعندما نزل مكة في ليلة الثالث والعشرين من رمضان، طلب الملك خالد بن عبدالعزيز من الشيخ علي جابر أن ينزل معه إلى مكة، ولم يبلغه مسبقًا بصدور أمر ملكي بتعيينه إمامًا للحرم المكي، وفقد الشيخ صوته فترة، خضع فيها للعلاج، وبعد خروجه مع الملك خالد إلى المسجد الحرام قدمه للصلاة عند تعيينه بالحرم.

 

 ترك الإمامة في المسجد الحرام بعد عام من تعيينه، ولم يلتزم بالإمامة في مسجد آخر، وإنما كان المصلون يطلبون منه التقدم للصلاة بهم في عدة مساجد إذا كان الشيخ متواجدًا عند إقامة الصلاة.

 

توفي علي جابر مساء يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر ذي القعدة 1426 هـ الموافق 13 ديسمبر 2005 في مدينة جدة بعدما عانى كثيراً من المرض بعد أن أجرى عملية جراحية للتخلص من الوزن الزائد رجعت بآثار سلبية ومضاعفات على صحته مما استدعى مراجعته للمستشفى شهوراً طويلة ودخوله مرارا لغرفة العناية المركزة.

 

وفاته، ذكر ابنه أنه لما أٌخرج الشيخ لتغسيله وقد مكث 12 ساعة في ثلاجة الموتى بالمستشفى خرج وكانت أطرافه لينة وسهلة التحريك ولم يكن جسده مجمدًا؛ ما أثار شيئا من الدهشة للمغسلين، حيث أن الأطباء يؤكدون أن 6 ساعات كافية لتجميد الجسم تماما.

 

وبعدها، نُقل إلى مكة المكرمة وصلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس الثالث عشر من شهر ذي القعدة عام 1426 هـ ودفن في مقبرة الشرائع بمكة المكرمة.