الطريق
جريدة الطريق

قبل جرس الحصة الأولى.. 2300 منطقة بدون مدارس إبتدائي

-

مسؤول: تشييد مدارس بشكل عاجل.. والبداية من القرى الأكثر فقرًا في سوهاج

كتبت - مروة محيي:

منذ عهد الفراعنة، كان التعليم بابًا لفتح مجالات كثيرة، كعلم الفيزياء والكيمياء وغيرهما من العلوم، حتى إنشاء المدارس فى عهد الدولة الأيوبية وتغيير محمد على نظام التعليم ليكون على نسق الأنظمة الحديثة، وعلى الرغم من وجود مدارس فى كل محافظات الجمهورية، وإحداث تقدم فى عملية تطوير التعليم، ودخول التابلت للمدارس منذ العام الماضى، إلا أن قرى كاملة مازالت تعانى من عدم وجود مدارس بها.

«الطريق» ترصد فى هذا التقرير عددًا من القرى التى لايزال يطالب سكانها ببناء مدرسة لتعليم أبنائهم، خاصة أن أغلبهم يعانى الأمرين فى عمليات التنقل بين القرى للوصول إلى أقرب مدرسة، حتى أن عددًا كبيرًا منهم قرر أن يُخرج أطفاله من التعليم.

 العساكرة

محمد الشيمى، هو أحد أفراد قرية العساكرة التابعة لمحافظة سوهاج، قال إن 80 % من تلاميذ القرية وهم فى مرحلة التعليم الابتدائى يذهبون لمدارس خارج القرية، وإن باقى التلاميذ توقفوا عن التعليم لبُعد المسافة، وعدم قدرة أولياء أمورهم على دفع تكاليف التنقلات اليومية.

الشيمى، أكد أن أحد الأهالى تبرع بقطعة أرض لبناء مدرسة، لكن لغياب الإمكانيات، تم بناء دور واحد من الطوب وسقفه بالجريد، مناشدًا الحكومة بالتحرك لإنقاذ هؤلاء الأطفال، حتى لا يصلوا إلى نفس مصير آبائهم.

وأضاف «حتى المدرسة الأزهرية مبنية بالتبرعات وبعيدة لدرجة أن الأطفال لازم يركبوا مواصلات وهناك بعض القرى أيضا عانت من عدم وجود مدارس كقرية بنى حلوة والساحل والحجز».

ميت القائد

هى إحدى قرى مركز العياط التابع لمحافظة الجيرة، يعانى سكانها من غياب مدرسة، تمكّن أطفالهم من حقهم فى التعليم.

محمد شاهين، هو أحد الأهالى، قال لـ«الطريق» إن مشكلة ميت القائد الكبرى، هى عجز المدارس والفصول، قرية سكانها أكثر من 30 ألف نسمة فيها مدرستان، واحدة ابتدائى والأخرى إعدادى فيها تكدس رهيب للطلبة.

وأضاف «هناك أرض مخصصة لمجمع المدارس، لكن هيئة الأبنية التعليمية لن تنفذ شيئًا وتحتاج لموافقات وميزانية».

كفر طرخان

إحدى قرى مركز العياط، تعانى هى الأخرى من عدم وجود مدرسة واحدة، لتعليم الأطفال.

الخطيب عواد، أحد أبناء العياط، قال إن كفر طرخان، هى الأفقر من ناحية الخدمات، حيث إن أهالى الكفر يعانون منذ سنوات من فقر التعليم لعدم وجود مدارس، والطلبة يمشون أميالًا للقرى المجاورة بكفر عمار لينالوا ولو قسطًا بسيطًا من حقهم فى التعليم، كما أن بعض العزب «الرقة-  الغربية» وقرية البرغوتى وعزبة قرنى والكثير منها لا يجد أهلها مدرسة واحدة لأطفالهم.

بأنوب ظهر الجمل والمحمودية

نورالدين، هو أحد أبناء مركز ديروط بمحافظة أسيوط، يقول إن قرية بأنوب ظهر الجمل، بها مدرسة واحدة تجمع أكثر من 5 آلاف طالب ابتدائى؛ نظرًا لأن قرية المحمودية المجاورة لها لا توجد بها مدرسة هى الأخرى.

 وتابع «كما أن المدارس الإعدادية لم يتم تشغيلها حتى الآن، مشيرًا إلى أن مركز ديروط بالكامل، لم يسجل حتى الآن وجود مدرسة للتعليم الثانوى داخل أى قرية، وعلى أولياء الأمور أن يرسلوا أبناءهم للمركز حتى يحصلوا على التعليم الثانوى».

قرية العمري 

 قرية العمرى هى إحدى قرى مركز بنها التابع لمحافظة القليوبية، تعانى أيضًا من غياب مدرسة للتعليم الأساسى، فلا يوجد بها مدارس لتعليم الأطفال، لذلك يضطر الأهالى لإرسال أطفالهم إلى مدارس فى القرى المجاورة لهم من أجل تلقى العلم.

الدكتور عمرو شلتوت

الدكتور عمرو شلتوت، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة سوهاج، قال إن كل مدرسة تستوعب عددًا معينًا، وهناك حاجة بالفعل لزيادة عدد المدارس خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل فى الوقت الحالى على إنشاء عدد كبير من المدارس، ليس فى سوهاج فقط، ولكن على مستوى الجمهورية.

وأضاف شلتوت فى تصريحات لـ«الطريق»، أن مبادرة حياة كريمة بها 62 قرية تابعة لمحافظة سوهاج، وهى من القرى الأكثر فقرًا، وجميعها تحتاج إلى مدارس للتعليم الابتدائى والإعدادى، وهذا ما ستقوم به اللجنة المشكلة لتنفيذ مبادرة «حياة كريمة».

المشروعات القومية للنهوض بصعيد مصر

الدكتور أمجد عامر، خبير التنمية والإدارة المحلية والمحليات، قال إن وزارة التنمية المحلية تعمل حاليًا على إنشاء مشروع تطوير القرى الأكثر فقرًا والأكثر احتياجًا بواقع 3 قرى لكل محافظة، وبالفعل يتم تنفيذهم بواقع 78 قرية.

وأوضح أن المشروع يشمل تطوير المنازل القديمة والشوارع والبنية التحتية من خلال حصر شامل لاحتياجات القرية من مستشفيات أو مدارس، ويتم التنسيق بين وزارة التنمية المحلية وهيئة الأبنية التعليمية ووزارة التربية والتعليم لمعاينة كثافة الكتلة السكانية لما تحتاجه من مدارس أو محطات صرف أو مياه.

وأضاف أن التنسيق والتعاون الوزارى يتم باجتماعات بين مجلس الوزراء ويكون التخصيص بين وزارة الإسكان، ثم مجلس هيئة الأبنية التعليمية للإنشاءات لإنهاء جميع الإجراءات الخاصة بالتشغيل والتفعيل.

إحصائية: 2300 قرية بلا مدارس

آخر إحصائيات وزارة التربية والتعليم تحدثت عن ازدياد عدد التلاميذ فى المرحلة الابتدائية بالمدارس الحكومية لـ9 ملايين و906 آلاف تلميذ، موزعين على 231 ألفًا و196 فصلًا فى 17 ألفًا و619 مدرسة، الأمر الذى جعل نسبة الكثافة تصل إلى 42.85 %.

وتعانى أكثر من 2300 قرية من عدم وجود تعليم أساسى بها لعدم توافر مدارس أو فصول دراسية، بحسب آخر إحصاء لهيئة الأبنية التعليمية لعام  2016، مما يعنى حرمان أطفال هذه القرى والنجوع من التعليم.

سوهاج الأولى

تحتل محافظة سوهاج فى صعيد مصر، قائمة المناطق المحرومة من التعليم الأساسى، بها يقرب من 320 منطقة بلا مدارس، كما أن محافظة قنا يوجد بها ما يقرب من 290 منطقة محرومة من المدارس بالقرى والنجوع والكفور، وعلى رأسها مركز قوص وبه 64 قرية بلا مدارس، يليه مركز أبوتشت بـ54 قرية، ومركز قنا وبه 47 قرية بلا مدارس.

فيما تحتل محافظة المنيا المرتبة الثالثة بين المحافظات الأكثر حرمانًا من المدارس، ويوجد بها 291 منطقة محرومة من المدارس، ويأتى مركز سمالوط فى مقدمة المراكز التى تحتاج إلى أبنية تعليمية بالمنيا بـ58 منطقة، يليه مركز المنيا بـ51 منطقة، ثم بنى مزار، والعدوة وملوى ودير مواس، وباقى مراكز المحافظة.

ولم تخلُ محافظة البحيرة من قائمة المناطق المحرومة من المدارس بها، ففيها 270 منطقة بلا مدارس تعليم أساسى، كما رصد التقرير وجود 212 منطقة محرومة من المدارس فى أسيوط، وكان لمركز ديروط النصيب الأكبر بـ25 قرية بلا مدارس، تلاه مركز أسيوط بـ22 منطقة محرومة، ثم مراكز الغنايم، والقوصية، وصدفا.

وفى كفر الشيخ، توجد 130 منطقة بلا مدارس للتعليم الأساسى بحلقتيه الابتدائية والإعدادية، على رأسها مركز الحامول بـ33 قرية، ثم مركز البرلس بـ11 منطقة، فى حين توجد 4 مناطق بمركز كفر الشيخ بلا أبنية مدرسية.