الطريق
جريدة الطريق

”أسد الصاعقة”.. القصة الكاملة لحياة البطل إبراهيم الرفاعي

دعاء راجح -
"أسطورة الصاعقة المصرية" و"أسد الصاعقة".. ألقاب تروي معانيها قصة حياة بطل، لفت الأنظار إليه بشجاعته المنقطعة النظير، إنه الشهيد البطل العميد "إبراهيم الرفاعي"، الذي أعلن النجم محمد إمام عن تجسيده شخصيته، في فيلم جديد يتم التحضير له حاليا، وذلك عبر حسابه على موقع تبادل الصور "انستجرام"، قائلاً"مشروع ظهر فجأة عن بطل مفاجأة انتظروني إن شاء الله في فيلم عن أسطورة الجيش المصري إبراهيم الرفاعي".
في عائلة محافظة ومتدينة، ولد الشهيد العميد "إبراهيم الرفاعي عبد الوهاب لبيب "، وذلك في  27 يونيو 1931 بمحافظة القاهرة، وقد كانت ترجع أصول عائلته إلى محافظة الدقهلية.
ألتحق البطل إبراهيم الرفاعي، بعد تخرجه من الكلية الحربية عام 1954 إلى سلاح المشاة، وكان ضمن فرقة الصاعقة المصرية في منطقة " أبو عجيلة "، في فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حيث شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد، حيث وجد نفسه وجها لوجه أمام الجنود الاسرائيليين، ليزيد هذا العدوان من شجاعة الرفاعى وتحوله إلى جمرة من اللهب يعشق المخاطر.
مع كل حرب يزداد قوة ويكتسب وخبرات، ففي حرب اليمن عام 1962، تولى "الرفاعي" منصب قائد كتيبة الصاعقة، والتي كشفت عن مهاراته القتالية في الحرب والتقارير التي أشادت بمجهوداته، وقالت عنه " إنه بطل شجاع ويُعتمد عليه ومحارب ينتظره مستقبل باهر".
لم تمر هزيمة يونيو 1967، على البطل إبراهيم الرفاعي، بشكل بسيط ولكنهن أصيب بصدمة من شدة حزنه، تسببت له بقرحة حادة في المعدة، وبالرغم من ذلك ظل يقاتل ويحارب، فقد كان يتنقل بين العمليات العسكرية من أجل تحقيق حلمه بخروج الإسرائيليين من مصر.
تميز الرفاعي بنظرة ثاقبة في اختيار العناصر، التي تعمل معه، لذلك كانت مجموعته التي يقودها محط إهتمام الكثيرين من أبناء القوات المسلحة، وكان العمل تحت قيادته حلم يتمنى الكثير من رجال القوات المسلحة الوصول له.
كان قائد الوحدة 39 التابعة للمخابرات الحربية فرع العمليات الخاصة , وقام بتنفيذ أكثر من 72 عملية فدائية خلف خطوط العدو فى حرب 67 وحرب الاستنزاف وكذلك فى حرب أكتوبر.
نيران الغضب بداخل البطل الرفاعي، أشعلت نيران مجموعته على أرض سيناء، بعد نكسة 1967، حين نسف هو ومجموعته قطارا للجنود والضباط الإسرائيليين عند منطقة "الشيخ زويد " وكانت هى أولى العمليات التي قام بها الرفاعي، في عام 1968، أسر الرفاعي أول ضابط إسرائيلي، وهو الملازم " دانى شمعون " والعودة به إلى القاهرة دون إصابات.
أصبحت المجموعة "39" التي يقودها، الرفاعي معروفة للإحتلال الإسرائيلي، بأنها أصعب مجموعة واجهها، كونها أذاقتهم مرارة الهزيمة والحسرة، في العديد من الاشتباكات، ما دفع الصحف الإسرائيلية لوصفهم بـ"الشياطين المصريين".
وكانت المجموعة الوحيدة التى سمح لها الرئيس جمال عبد الناصر بكسر اتفاقية "روجرز" لوقف إطلاق النار، كما يذكر عنهم أيضا أنهم أول من ألفوا نشيد الفدائيين المعروف بين رجال القوات المسلحة.
وسط الأصوات المنادية بالسلام عام 1970، كان إبراهيم الرفاعي ورجاله يستعدون للحرب، في انتظار المعركة التي يستعيدون من خلالها أرضهم التي كان يرى الرفاعي أنها لن تعود إلا بالدم والحرب والقتال ،فكان لا يترك شيئا للمصادفة ولا يسمح بأى مساحة للفشل.
في 6 أكتوبر 1973، قدم الرفاعي ورفاقه دور مشهود كأحد أبرز رجال العمليات الخاصة، وفي 18 أكتوبر طلب الرئيس أنور السادات من إبراهيم الرفاعي أن يعبر القناة حتى يصل لمنطقة " الدفرسوار" التي وقعت فيها الثغرة ليدمر المعبر الذي أقامه العدو ليعبر منه إلى الغرب، وإلا فإن قوات العدو يمكن أن تتدفق عبر قناة السويس.
وتمكن الرفاعي، ومجموعته من تفجير المعبر ووقف الزحف الإسرائيلى إلى منطقة الدفرسوار، واستطاع الرفاعي أن ينهي المذابح التى ارتكبها الإسرائيليون فى هذه المنطقة لدرجة أن "شارون" أدعى الإصابة، ليهرب من جحيم الرفاعي بطائرة هليكوبتر، مما دفع الجنرال "جونين" قائد الجبهة فى ذلك الوقت إلى المطالبة بمحاكمته لفراره من المعركة.
تفاجأت القيادة المصرية، بخبر إصابة البطل الجسور إبراهيم الرفاعي، وعندما علم الرئيس الراحل أنور السادات، طلب سرعة نقل البطل إلى القاهرة، إلا أن جراحه لم تستجب لأدوية الأطباء ولبى نداء السماء فى يوم الجمعة 27 رمضان، حيث أسلم البطل روحه الطاهرة.
وحصل الشهيد البطل العميد إبراهيم الرفاعي، على عديد من الأوسمة والأنواط من الدولة، ولكن يظل أرقى وأرفع وسام حصل عليه، هو الشهادة.
اقرأ أيضًا