الطريق
جريدة الطريق

مدحت بركات يكتب: شياطين الداخل والخارج

-
"تمخض الجبل فولد فأرًا".. هو مثل ينطبق تمامًا على ما صدر عما يعرف بالحركة المدنية الديمقراطية، التي أخرجت بيانًا رحبت فيه بمبادرة النائب أحمد طنطاوى، وتجدد الدعوة لبرنامجها للمطالب العشرة، معلنة تبنيها لتلك المبادرة لتظهر كمن يصطاد في الماء العكر بعد أن توارت الحركة خلف عجزها عن أن تحقق شيئًا للمواطن المصري، سوى الشعارات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
وعلى الرغم من عدم أهمية قرار الحركة تماشيًا مع تلاشيها في الشارع المصري وافتقادها لأي أرضية تمنحها شرعية التحدث باسم المصريين، إلا أن "رب ضارة نافعة"، فقد كشف تبني الحركة لآراء طنطاوي الوجه والتوجه الحقيقي لتلك الحركة وحقيقة ما تهدف إليه والذي هو أبعد ما يكون عن مصالح مصر العليا أو مصلحة مواطنيها، بل على العكس يصب جملة وتفصيلًا في مصلحة أجندات هدامة وتعليمات قادة الشقاق والفتنة القابعين في تركيا وقطر وعواصم أخرى أوروبية، جل همها هو التخطيط والتآمر على مصر وشعبها والتشكيك في قدرات الدولة المصرية وبث الشائعات والأكاذيب من أجل نشر جو عام من التشاؤم يمهد لفتنة شعبية، وهو ما فطن إليه المصريون بعد النظر ومشاهدة بلاد حولهم تحترق لأنها وثقت في مثل هؤلاء الأشخاص من تجار الأوطان والدين، الذين لا عهد لهم ولا ذمة.
كشفت ما تسمى بالحركة المدنية نفسها دون أن تدري، إذ تزامن موقفها مع تزايد نبرات الهجوم على مصر من منصات الإخوان الإرهابية وأذرعها في العالم، وتكثيف تلك الوسائل الإعلامية في قطر وتركيا ومدن أوروبية من حدة التطاول على مصر، على مدار الأيام الماضية، كل ذلك يدل أن ثمة تنسيقًا على أعلى المستويات بين تلك الفئة وهذه الثلة من العملاء والخونة الذين استبدلوا الوطن بالريال القطري والليرة التركية، وحبذا لو كان الدفع بالدولار.
الغريب أن تلك الهجمة المسعورة وتبنيها داخليًا من قبل حركات لا وزن لها، تثير الريبة وتحول الشك ليقين أن ثمة أهدافًا وضعت في الظلام من أجل النيل من مقدرات الدولة المصرية وعرقلة انطلاقتها الاقتصادية والسياسية، ولم لا وقد استردت السياحة كامل عافيتها وزادت تحويلات المصريين في الخارج وارتفعت مؤشرات التصدير والقوة التنافسية واحتلت مصر المركز الثالث عالميًا من حيث معدلات النمو، يقابلها ارتفاع تاريخي في أرقام الاحتياطي النقدي، فضلًا عن كم المشروعات الاقتصادية المزمع افتتاحها في القريب العاجل، ناهيك عن الاستقرار الأمني والمجتمعي وحالة التوحد التي يعيشها المصريون خلف قيادتهم السياسية.. كل ما سبق كفيل بأن يحرك أحقاد قوم كرهوا أوطانهم وباعوها بالرخيص ورضوا بالاستعباد لدى أجانب آخرين وتناسوا أنهم مصريون بلادهم اخترعت العزة والكرامة منذ فجر ما قبل التاريخ.