الطريق
جريدة الطريق

نكشف أزمات أهالي ”عزبة المدابغ” مع شقق مدينة بدر الفاخرة

فاطمة عاهد -
الكثير من المباني المنهارة، والجلود متناثرة في كل مكان، عربات نقل كبيرة محملة بالأثاث، ودموع في عيون الأهالي الراحلين، هذا هو حال عزبة المدابغ في سوق مجرى العيون بمصر القديمة، حيث تم اتخاذ أولى خطوات التنفيذ في منتصف شهر أكتوبر الماضي، لتطوير العشوائيات، بجانب العمل على تحسين شكل السور، ليصبح جاذباً للسياح في مصر.
تواصلت الطريق مع الأهالي الذين يستعدوا للرحيل لمعرفة آرائهم في الانتقال إلى مدينة بدر، والعاملين في الورش المنتقلين إلى الروبيكي.
محمد سيد سائق "توكتوك"، وأحد سكان منطقة عزبة المدابغ في سور مجرى العيوان، قال إن المحافظة عرضت عليهم شقق في مدينة بدر، لكن حتى وإن انتقلوا لهناك فلن يستطيع العمل على توكتوك هناك، لذا لن يجد وسيلة أخرى ليكفي خاجة أولاده وبيته.
وأضاف محمد أنه لن ينتقل إلى الشقق الجديدة، لأن الباقي في عمره ليس أكثر من ما مر، وقد اعتاد على المكان منذ الصغر.
إبراهيم رمضان عامل في ورشة حدادة في سوق الخضار بسور مجرى العيون، قال إنهم تلقوا إخطارًا بضرورة ترك المكان، ومن يمتلك ورشة خاصة به له بديل لها في الروبيكي، أما عن أصحاب الإيجار القديم الذين يدفعوا 70 جنيهًا شهرياً فلهم الله، حيث سألوا على إيجار في عزبة خير الله القريبة من عزبة المدابغ ووجدوا أن إيحار الشهل يصل إلى 1200 جنيهاً.
أما عن الحاجة تفيدة محمود صاحبة الـ80 عام، وإحدى سكان السور، لم يهد الحي منزلها حتى الأن، لكنهم طلبوا منها صور من البطاقات الشخصية الخاصة بها وبأولادها الثلاثة الذين يعيشوا معها بنفس المنزل، وكتبوا أسمائهم في قائمة طويلة من سكان الحي، ولأن المناطق المجاورة لها كانت خاصة بالمدابغ، وقد تم هدمها، فأصبحت خرابة، ووكر للعقارب والثعابين.
وعن أبنائها قالت تيفدة إنهم كانوا يعملوا في المدابغ لكن بعد نقلها يضطرون لركوب المواصلات يومياً، في حين أن ما يتقاضونه في عملهم لا يمفي لمل هذا، وإحدى أحفادها من البنات لم تستطيع حضور دروسها هذا الأسبوع، لعدم توافر المال مع والدها، فطردتها المعلمة خارج المنزل أمام زميلاتها، مما سبب لها الإحراج.
وعن عشرتها للمكان أوضحت تفيدة أنها لا تعرف غيره، ولا تعلم كيف ستتركه وتذهب إلى أخر جديد، وكل ذكرياتها بحلوها ومرها هنا في وراء السور.

يجلس أصحاب المدابغ بجاور أماكن عملهم القدمين مع أصدقاء عمرهم، الذين لم يتم إزالة منازلهم وورشهم حتى الآن، في جين أنهم كلما اقتربوا من منطقة جديدة أخلوها من أهلها.