الطريق
جريدة الطريق

اقتحام الحرم المكى.. 40 عامًا على تدخل قوات مصرية لتحرير بيت الله

حسام حجازي -

بعد مرور 40 عاما على أخطر حادث فى التاريخ الإسلامى المعاصر، نشرت قناة سعودي، اليوم الأربعاء، صورا حصرية لحادثة اقتحام الحرم المكي عام 1979.

 

وأظهرت الصور التى عرضتها قناة الإخبارية السعودية، تبادل إطلاق النار الذي حدث بين العناصر التي اقتحمت الحرم واحتلته لمدة أسبوعين والقوات السعودية التي كانت تسعى لطردهم منه.

 

وأبرزت الصور التي نشرتها الإخبارية اللحظات الأولى لخروج مدرعات الحرس الملكي السعودي للتصدي للتمرد الذي قاده جهيمان العتيبي.

 

ويظهر في الصور جهيمان العتيبي بعد اعتقاله من قبل قوات الحرس الملكي السعودي، بالإضافة إلى صورته بعد تنفيذ حكم الإعدام تعزيرا بحقه إلى جانب عدد من المشاركين في العملية.

 

في 1 محرم عام 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979 كان العالم أجمع على موعد مع حادثة هزت كيانه واستفزت مشاعره، حيث كانت حادثة اقتحام الحرم المكي التي كانت تهدف إلى قلب نظام حكم الملك خالد، وقد اتخذ مدبرو المؤامرة من مكة وتحديدا من الكعبة مكانا لهم، واستمرت هذه الحادثة 14 يوما إلى أن انتهت في منتصف محرم ولم تكن البداية سهلة ولم تكن النهاية أيضا باليسيرة بل كانت الدماء هي سيدة المشهد .

 

كان الرأس المدبر لهذه المؤامرة هو جهيمان العتيبي الذي وُلد في 16 سبتمبر 1936 م، كان العتيبي موظفا في الحرس الوطني السعودي 18 سنة، وكان قد درس الفلسفة الدينية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وانتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. وفي المدينة المنورة، التقى جهيمان بمحمد بن عبدالله القحطاني، أحد تلامذة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وتزوج القحطاني من أخت العتيبي لتبدأ المؤامرة الكبرى .

 

اعتقد العتيبي أن القحطاني هو المهدي المنتظر، كما أراد قلب نظام الحكم السعودي وأوجد تبريرات كثيرة، منها أن السعودية ركنت إلى صف أوروبا وذلك محرم نظرا لكفرهم، ومن ثم أحب أن يُسبغ على نفسه صفة القدسية فاتخذ من الكعبة مكانا للمؤامرة .

 

بدأت المؤامرة بعد صلاة الفجر يوم 1 محرم 1400 ، ووقف جهيمان العتيبي ليعلن أمام المصلين خروج المهدي وطلب منهم مبايعة محمد القحطاني باعتباره المهدي المنتظر ثم قام رجاله باستخراج أسلحة خفيفة من توابيت أدخلت قبل الصلاة باعتبارها تحوي جثامين لموتى للصلاة عليهم في المسجد وتمكن المسلحون من إغلاق الأبواب وسد منافذ الحرم والتحصن داخله، وتمكن عدد من المصلين الذين كانوا داخل الحرم لتأدية صلاة الفجر من الفرار، أما الباقون ويقدر عددهم بمائة ألف اضطروا إلى مبايعة محمد عبدالله القحطاني باعتباره المهدي المنتظر.

 

تم قتل أحد الحراس على يد أحد أتباع العتيبي، وكانت صدمة بالغة حيث تم سفك دم داخل مكة بل وفي بطنها وهي الكعبة، وبالتوازي مع ذلك قام العتيبي بإلقاء خطبة في الحرم تمت إذاعتها وفيها سيل من الاتهامات لعائلة آل سعود وطالب شعب المملكة بالخروج عليهم .

 

حصلت قوات الأمن السعودية على فتوى من 32 عالمًا بجواز الدخول للحرم المكي بالأسلحة وتخليص الحرم منهم، وبالفعل تم هذا الأمر واستطاعت قوات الأمن السعودية يوم 14 محرم من الدخول بمساعدة فرنسية مصرية، وكان دور القوات المصرية في القيام بقنص المراقبين المسلحين على الأبراج واقتحمت القوات الحرم وأنهت الموقف في مدة قياسية وأخرجت الباقين أحياء ومنهم جهيمان العتيبي الذي أعدم فيما بعد.

 

 

https://twitter.com/alekhbariyatv/status/1197184542374801419