مواهب مصرية قتلها «عدم الالتزام»

مازال مصير صالح جمعة، صانع ألعاب الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى مجهولًا؛ وذلك بعد إعلان السويسرى رينيه فايلر، المدير الفنى للفريق عن عدم حاجته للاعب الفترة المقبلة، ومعطياً الضوء الأخضر لمسؤولى الأحمر بضرورة البحث عن عرض لرحيل اللاعب، وذلك لعدم التزامه.

وكان فايلر قد صرح فى مؤتمر صحفى له قبل أيام عن تمنياته بالتوفيق لصالح جمعة الفترة المقبلة، مؤكدًا على أن اللاعب لم يعد له مكان بالفريق.

صالح جمعة واحد من أكثر اللاعبين المصريين موهبة فى السنوات الأخيرة، إلا أنه أضاع موهبته بسبب عدم التزامه، فى الوقت الذى حصل فيه اللاعب على أكبر دعم ممكن من الجماهير الحمراء المؤمنة بموهبته، والتى دائمًا ما تسانده وتطالب بضرورة منحه فرصة أخرى للمشاركة مع تعهد اللاعب بالتزامه.

وهو أكثر لاعب فى فريق الأهلى آخر خمس سنوات تمت معاقبته، واستبعاده من قائمة الفريق؛ بسبب عدم الالتزام داخل الملعب وخارجه، وانتشار الكثير من الصور للاعب فى حفلات وسهرات خارجية؛ وهو ما يرفضه الأهلى، هذا بخلاف تغيبه المعتاد عن تدريبات الفريق وتأخره دون إذن من الجهاز الفنى للفريق؛ وهو الأمر الذى على إثره لم يطلب أى ناد فى الدورى الممتاز أو خارجه ضم اللاعب لا على سبيل الإعارة، أو البيع النهائى فى فترة الانتقالات الشتوية؛ وذلك تخوفًا من أن يستمر اللاعب فى عدم التزامه.

صالح جمعة ليس اللاعب الأول الذى أضاع موهبته بسبب عدم التزامه، فالأمثلة على ذلك كثيرة، وهو ما ستوضحه «الطريق» فى السطور التالية..

إبراهيم سعيد

أكثر اللاعبين شغبًا بالملاعب المصرية، وافتعالًا للمشاكل مع زملائه بالفريق، كذلك عدم التزامه وعلاقاته النسائية، حيث سبق لإبراهيم سعيد وأن لعب بقطاع الناشئين بالأهلى إلى أن تدرج ليلعب بالفريق الأول منذ عام 2000 حتى عام 2004، ليستغنى الأهلى عنه بعد ذلك بسبب كثرة مشاكله مع زملائه بالفريق، والمدربين، هذا بخلاف عدم انضباطه أخلاقيًا، لينتقل بعدها إلى نادى الزمالك ليلعب موسمين ويرحل بعد ذلك عن الفريق موسم 2006 - 2007، وتندثر مبكرًا موهبة فذة فى مركز قلب الدفاع.

ولعل أشهر سقطات اللاعب وقت أن كان لاعبًا بصفوف المنتخب الأولمبى فى بطولة إفريقيا بالمغرب عام 1999؛ ليصدر الجهاز الفنى لمنتخب مصر وقتها قرارًا باستبعاد إبراهيم سعيد، ومحمد جودة، وهانى سعيد ثلاثى الفريق وإيقافهم ثلاث مباريات؛ وذلك بسبب عدم التزامهم بتعليمات الجهاز الفنى، وقيامهم بالسهر خارج الفندق؛ ليأتى بعد ذلك ويوقع الراحل ثابت البطل مدير الكرة بالأهلى وقتها غرامة مالية قدرها الف جنيه على لاعبى الأهلى بعد تأكده من أن أسباب الاستبعاد من المنتخب الأولمبى بسبب عدم الالتزام، وليس لأسباب فنية.

واقعة أخرى لإبراهيم سعيد عام 2000 وذلك بعد قيامه بالاعتداء على أحد أفراد الأمن، ليتم تحرير محضر للاعب، إلا أنه تم الصلح فى الأخير وأغلقت القضية.

عمرو وردة

أحد ناشئى الأهلى والذى يلعب حاليًا بصفوف لاريسا اليونانى، وهو احد من أبرز اللاعبين المصريين الذين أضاعوا موهبتهم بسبب عدم الالتزام.

فدائمًا ما تثار المشكلات أينما وجد وردة، وذلك بسبب عدم انضباط اللاعب أخلاقيًا.

وتم استبعاد وردة من قائمة منتخب مصر فى بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، وذلك بعد تداول فيديوهات جنسية للاعب مع إحدى عارضات الأزياء، ليتم إيقافه مباراتين من قبل الجهاز الفنى لمنتخب مصر، ثم يعود للمشاركة فى مباراة جنوب إفريقيا فى دور الـ16 التى خسرتها مصر بهدف نظيف لتودع البطولة.

وهذه ليست المرة الأولى لـ«وردة»، فقد سبق وأن استبعده ربيع ياسين من قائمة منتخب مصر للشباب، وذلك فى بطولة أمم إفريقيا عام 2013، حيث قام اللاعب بالاعتداء على إحدى السائحات بفندق إقامة الفريق ليتم استبعاده نهائيًا من المشاركة مع منتخب الشباب فى أى مباراة، حيث توج منتخب الشباب وقتها بالبطولة تحت قيادة ربيع ياسين.

هذا بخلاف اتهامه أكثر من مرة بالاعتداء والتحرش بزوجات زملائه بالفريق فى الدورى اليونانى.

شيكابالا

واحد من أبرز المواهب المصرية فى الألفية الجديدة، فهو لا يقل موهبة عن محمد أبوتريكة أسطورة الأهلى ومنتخب مصر، حيث كان بإمكانه أن يذهب بعيدًا لولا استهتار اللاعب، وعدم جديته فى الكثير من الأحيان.

محمود شيكابالا، أحد أبرز نجوم نادى الزمالك، والذى بدأ مسيرته فى قطاع الناشئين بالفريق ليتدرج حتى الصعود للفريق الأول واللعب أساسيًا لسنوات، إلا أنه كان دائمًا ما يفتعل المشكلات مع الأجهزة الفنية للفريق الأبيض، حيث تم إيقافه أكثر من مرة واستبعاده من قائمة الفريق، لدخوله فى صدامات مع الأجهزة الفنية وبعض اللاعبين أحيانًا، ومناوشاتلدائمة مع جماهير الأبيض، هذا بخلاف تغيبه عن مران الفريق والظهور فى الكثير من الحفلات الليلية رفقة المطرب الشهير محمد منير؛ وهو الأمر الذى كلف شيكابالا الكثير، وعطله عن تحقيق الإنجازات مع الأبيض.

باسم مرسى

لاعب نادى الزمالك السابق ونادى الانتاج الحربى الحالى، كان واحدًا من أبرز المهاجمين فى الدورى الممتاز عام 2015، حيث نجح فى تحقيق بطولتى الدورى المصرى وكأس مصر مع البرتغالى فيريرا، كما نجح فى تحقيق لقب الدورى الممتاز وقتها، إلا أن قصة تألقه قتلت مبكرًا، وذلك بعد دخوله فى حرب ضد رئيس الزمالك، مرتضى منصور، بسبب عدم التزامه وتعاليه على الكرة بعد موسم استثنائى قدمه مع الأبيض.

الشيخ

لاعب الأهلى الحالى أحمد الشيخ، من اللاعبين أصحاب المهارات والإمكانات الكبيرة، وأحد أفضل اللاعبين فى الدورى الممتاز قبل موسمين، وقت أن كان لاعبًا بنادى المقاصة، إلا أن عليه الكثير من علامات الاستفهام بعد انتقاله للأهلى وتراجع مستواه بشكل ملحوظ، رغم منحه العديد من الفرص للمشاركة مع الفريق.

الشيخ كان قد تزوج أكثر من مرة، هذا بخلاف ظهوره فى أكثر من حفلة خارجية رفقة بعض اللاعبين الآخرين، وهو ما تم على إثره تحذيره من قبل الأجهزة الفنية للأهلى بالالتزام، وإلا سيتم توقيع عقوبات عليه، الأمر الذى يعجل بوأد موهبة كروية فذة فى مركز صانع الألعاب، إلا لو عاد اللاعب للمسار الصحيح، والتزم داخل الملعب وخارجه.