الطريق
السبت 20 أبريل 2024 12:17 مـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بدعم روسي.. الجيش الليبي يتحدى بريطانيا في مجلس الأمن

اللواء أحمد المسماري
اللواء أحمد المسماري

حرص الجيش الليبي بقايدة المشير خليفة حفتر،على التأكيد بأنه جهة مستقلة لن تخضع أو تُجبر على الرضوخ لأي شروط 
تتنافى مع مصلحة ليبيا وإرادتها الشعبية، وهذا ما بات واضحا من الرد الذي وجهه المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأربعاء، بخصوص دحر الميليشيات المسلحة المدعومة من الخارج، والذي جاء بمثابة صفعة قوية لمجلس الأمن.

وقف إطلاق النار

واستطاعت بريطانيا في إضفاء سيطرتها على قرارات مجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة، وذلك من خلال إجبارها على تبني المقترح الداعي لوقف إطلاق النار في ليبيا، معتبرة أن هذه الخطوة ذات أهمية قصوى، لأن هذا البلد يعاني طيلة الفترة الماضية من حرب تسببت في تمزيقها.

اقرأ أيضا: الاتحاد الأفريقي يدعو إلى وقف التدخلات الخارجية في الشئون الليبية

قرار بين التأييد والامتناع

ورغم الرفض الليبي للتدخلات الخارجية ورفض الهدنة مع حكومة الوفاق كونها "هشة"، إلا أن هناك إصرار على تنفيذ المقترح البريطاني، خاصة بعد أن نال على تأييد 14 صوتا من أصل 15، والصوت الذي تبقى لم يعلن رفضه، وإنما أعرب عن امتناعه عن التصويت نهائيا، ويمثله روسيا.

لم تلتفت موسكو، إلى البيانات التي صدرت عن مجلس الأمن، والتي دعت إلى وقف إطلاق النار بدون أي شروط، لكنها أعربت عن رفضها لمصطلح "المرتزقة" التي وردت في البيان، وطالبت باستبدالها بعبارة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب".

مجلس الأمن

المسماري يرد

الرفض الروسي في مجلس الأمن، أعقبه إعلان الجيش الليبي أيضًا رفضه للتدخلات الخارجية وتقييد تحركاته العسكرية على أراضيه.

وهو ما ظهر من خلال تصريحات اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، للرد على قرارات مجلس الأمن، مؤكدا أن قوات الجيش الليبي لن توقف المعارك، حتى تتحقق كافة الأهداف الذي كُلف بها الجيش من قبل الشعب، موضحًا أن الهدف من منطقة الحظر الجوي والتي أعلن عنها الجيش، هو تحقيق سلامة الطائرات والمسافرين، مشيرًا إلى أن قاعدة معيتيقة تقع تحت سيطرة الميليشيات، ولا يمكن السماح لأي طائرة أن تهبط فيها وهي تحت هذه السيطرة.

اقرأ أيضا:مجلس الأمن والدفاع السوداني يناقش تدابير ”نزع فتيل” الأزمة الاقتصادية

المسماري يواجه غسان سلامة ويوجه الأمم المتحدة

المثير هنا أيضا أن قرار مجلس الأمن، صدر في الوقت الذي أعلن المبعوث الأممي لدي ليبيا غسان سلامة، عدم تمكنه من الهبوط بطائرته داخل ليبيا نتيجة المنظومة الدفاعية والحظر الجوي المُطبَق.

لكن يبدو أن إعلان غسان سلامة، قوبل بتعجب من قبل المتحدث باسم الجيش الليبي، ليؤكد الأخير أن هناك 45 مطارا آمنا داخل ليبيا، وكان بإمكان المبعوث الأممي الهبوط في أي منهم، إلا أنه توجه المنطقة المحظورة بها الطيران نتيجة العمليات العسكرية القائمة، الأمر الذي أثار علامات الاستفهام ما إذا كان غسان سلامة متواطيء مع فايز السراج وميليشياته؟

وأضاف المسماري، أنه يتعين على الأمم المتحدة، أن تستخدم مطارات أخرى مثل مصراتة لأنه لا يمكن لقواته ضمان سلامة الرحلات إلى مطار معيتيقة، كون تركيا تستخدمها كقاعدة، لإطلاق طائرات مسيرة قتالية.

اللواء احمد المسماري

التوسع خارج الحدود

من ناحية أخرى، أكد علي بكر مساعد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية والخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، أن الميليشيات المسلحة في ليبيا تعمل على التوسع، لأنها لن تكتف بالدولة المتواجدة فيها فهي تبذل جهودًا من أجل الانتشار أكثر للدول المجاورة لها، مشيرًا إلى أن هذه الميليشيات بالطبع لا تعترف بأي مواثيق أو اتفاقيات، كما أنها لا تعترف بالبنود والنصوص التي يعتمد عليها القانون الدولي.

مصادر التمويل

وأضاف "بكر" في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن من أبرز الشخصيات التي تساعد في تمويل الميليشيات المسلحة في ليبيا هو الإخواني خالد المشري، الذي يعتبر "السلاح بين تركيا وقطر لتمويل هذه الجماعات".

"فهناك احتمالية بأن يكون هذا التنسيق سبب في دخول مقاتلين من سوريا إلى ليبيا، وبهذه الطريقة ستتحول البلاد لبؤرة جديدة للإرهاب والمتطرفين، وستصبح قنبلة تنتشر نيرانها التي ستؤثر على الأمن القومي للدول المجاورة لليبيا مستقبلا"، وفقا للخبير.

فايز السراج

السبب وراء الأزمة

واختتم الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، بالإشارة إلى أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج هو السبب الرئيسي وراء ما وصلت له ليبيا، وهو من وضع نفسه في هذا المأزق بسبب اعتماده على الميليشيات المسلحة، التي من الصعب أن تقبل أي حلول ستعرض عليهم طالما أنها تتعارض مع المصالح التي تمكنوا من تحقيقها على المستويين السياسي والعسكري.

ولأن الملف الليبي صعب جدا ومعقد، تدخلت روسيا كوسيط دولي يساعد على إيجاد حلول تساعد على إنهاء هذه الأزمة.