الطريق
الأربعاء 29 مايو 2024 04:39 صـ 21 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل تتغير خريطة التحالفات الأوروبية بفضل كورونا؟

الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي

تتوالى الأزمات واحدة تلو الأخرى على الاتحاد الأوروبي، فبعد أزمة المهاجرين، يأتي فيروس كورونا ليحول القارة العجوز إلى بؤرة من خلالها يتم تصدير المرض لمختلف الدول على مستوى العالم، ويضع وحدة الاتحاد على المحك.

عجز الاتحاد الأوروبي

صحيفة "الجارديان" البريطانية، اعتبرت أن أزمة فيروس كورونا كشفت دول الاتحاد الأوروبي على حقيقتها، وبات واضحا أنهم عاجزين على الاتفاق لوضع خطة مالية مشتركة قوية تساعد على مواجهة الكارثة التي تسبب فيها هذا الوباء، والذي قد يسبب ضررا غير مسبوق في اقتصاد التكتل.

اقرأ أيضا: عاجل| لبنان يسجل ارتفاعا في عدد الوفيات بكورونا

عودة الجرثومة من جديد

الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جاك دولور، وجَه تحذيرًا من المناخ الحالي والسائد بين رؤساء الدول والحكومات، مشيرا إلى أن غياب التضامن الأوروبي يعد تهديد قاتل للاتحاد الأوروبي، قائلا: "الجرثومة عادت من جديد"!

استعادة الشرخ القديم

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن جملة "الجرثومة عادت من جديد" يُقصد بها، أن الاتحاد الأوروبي يمر بنفس ما مر به خلال أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو عام 2010 في أعقاب أزمة عام 2008 المالية.

وتابعت: "عاد الشرخ القديم للظهور بين دول الشمال، مثل ألمانيا وهولندا، التي تمتلك سياسة مالية عمومية سليمة، وبين دول الجنوب مثل إيطاليا وإسبانيا وربما أيضا فرنسا، التي دائما ما تتهم بالتراخي في تطبيق القواعد الضابطة للموازنة".

اقرأ أيضا: صدمة في ألمانيا بعد انتحار وزير المالية

استغاثة إيطالية

وأشارت الجارديان، إلى استغاثة رئيس الحكومة الإيطالي جوزيبي كونتي، جراء تفشي الوباء في بلاده، ووصول عدد الوفيات  إلى 10 آلاف، مطالبًا: الاتحاد الأوروبي بأن لا يرتكب أي أخطاء مأساوية، معربا عن تخوفاته بأن يفقد الاتحاد سبب وجوده.

تضامن أوروبي

من جانبها ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يخشى أن لا تتمكن أيا من دول الاتحاد الأوروبي من التغلب على أزمة فيروس كورونا، موضحا أن الأمل يكمن في التضامن الأوروبي القوي على مستوى الصحة والموازنة.

وأضافت الصحيفة، أن دول أوروبا تعاني من صعوبة في الاقتراض من الأسواق، ودائمًا ما يطالبها المستثمرون القلقون على استرداد أموالهم بنسب فائدة أكثر ارتفاعا لإقراضها.

معيار أوروبي ثابت

بهاء محمود الباحث المتخصص في الشأن الأوروبي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن الاتحاد الأوروبي يعاني من الانشقاقات، موضحا أنه رغم الخلافات العديدة في وجهات النظر التي مرتبها أوروبا على مدار تاريخها، إلا ان هناك معيار ثابت يعتمد عليها الاتحاد، مؤكدا صعوبة التضحية بالسوق الموحدة والاتحاد الجمركي، كونها قواعد ثابتة للاتحاد الأوروبي، منذ تأسيسه وحتى الآن.

اقرأ أيضا: عاجل| الفلبين تسجل 3 وفيات و343 إصابة بكورونا

وأوضح الباحث السياسي في تصريحات لـ"الطريق"، أنه في 2008 نشبت أزمة مالية ضخمة في الاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من ذلك لم تخرج أيا من دول أوروبا، فألمانيا على سبيل المثال تعاونت مع "البرتغال وفرنسا واليونان".

وتابع: "إيطاليا لديها نص ثابت في دستورها يؤكد على ضرورة موافقة الاتحاد الأوروبي على تشكيل حكومتها"، لافتا إلى أنه مهما كانت الخلافات والانشقاقات لن يكون الاتحاد الأوروبي على المحك".

مستودع عالمي

وأشار بهاء محمود إلى أن الصين التي بدأ فيها الوباء، يُمكن أن توصف بـ"مستودع لعدد من المصانع العالمية"، كونها تضم العديد من الشركات الكبرى الألمانية والأمريكية وغير ذلك.

وأوضح أن سبب اختيار هذه الشركات بأن تكون الصين هي مقرها الأساسي، هو احتوائها على مواد خام رخيصة وعمالة كبيرة، مضيفا أنه بعد انتهاء التصنيع، تعود مرة أخرى وتورد لدول الاتحاد الأوروبي.