الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 05:50 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل يستغل الحكام ”أزمة كورونا” لترسيخ تواجدهم في السلطة؟

فيروس كورونا في العالم
فيروس كورونا في العالم

مع استمرار تفشي فيروس كورونا، باتت الأوضاع سيئة يوما تلو الآخر، من الناحية الصحية أو الاقتصادية، والسياسية، لكن هل يصبح الوباء فرصة ذهبية للبقاء في السلطة؟

سلطة لأجل غير مسمى

وافق البرلمان لمجري على تمرير مشروع قانون يمنح رئيس الوزراء فيكتور أوربان سلطة الحكم لأجل غير مسمى، ومعاقبة الصحفيين إذا اعتبرت الحكومة أن التقارير التي يقدمونها لا تتسم بالدقة، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ويتضمن مقترح القانون، "السماح للحكومة بضرب المواطنين، وتنفيذ عقوبات مشددة ضدهم، إذا حاولوا انتهاك قواعد الإغلاق ومنع إجراء أي انتخابات أو استفتاءات أثناء سريان الإجراءات"، وفقا للشبكة الإخبارية.

اقرأ أيضا: إيطاليون يحرقون علم الاتحاد الأوروبي بسبب كورونا (فيديو)

احتجاج أوروبي

في المقابل، أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه لمشروع القانون المجري، وقال رئيس الوزراء الإيطالي السابق، ماتيو رينزي، اقترح بسحب عضوية المجر من الاتحاد الأوروبي، إذا لم تتراجع عن هذه المقترح والإجراءات التي تريد تنفيذها ضد الشعب.

الاستيلاء على السلطة

وأوضحت "سي إن إن"، أن مقترح القانون الذي يريد رئيس وزراء المجر تنفيذه دليل مساعيه لبسط نفوذه على السلطة، مشيرة إلى وجود قادة آخرين أثبتوا رغبتهم في استغلال الوباء للاستيلاء على السلطة وربما الحصول على أكثر مما في يدهم.

ومثال على ذلك، أعلن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي فرض سيطرته على سلطات الطوارئ، وهو ما منحه سيطرة أكبر على الخدمات العامة.

اقرأ أيضا: عاجل| حصيلة مخيفة لمصابي ووفيات كورونا في إسبانيا

مراقبة نتنياهو للمرضى

ومن أوروبا إلى إسرائيل، حيث سلطت الشبكة الأمريكية الضوء على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياه، وتتبعها إليكترونيا للمرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا، من خلال استخدام تكنولوجيا لمكافحة الإرهاب.

تتبع مرضى القارة العجوز

وفقا للشبكة، فإن حكومات دول أوروبا، تعتمد على أدوات رقمية، تهدف إلى تتبع مكان المرضى الذين أصيبوا بهذا بالوباء، ومراقبة مدى تنفيذهم لقواعد التباعد الاجتماعي التي تم فرضها والتأكيد عليها.

ماذا بعد كورونا؟

وتابعت: "التحركات تزيد مخاوف من حدوث أي تجاوز سياسي من مختلف القادة على مستوى العالم، كما أنها تثير تساؤلات حول ما يمكن أن يحدث بعد القضاء على هذا الوباء، وأن التدابير التي يتم اتخاذها من مراقبة الأفراد وتهديدهم المستمر بالعقاب تعد تدابيرا متطرفة وغير منطقية على الإطلاق".

استغلال الحكومات للأزمات

برايان كلاس، الأستاذ المساعد للسياسة العالمية في جامعة كوليدج في لندن أكد، أن العديد من الحكومات في مختلف دول العالم يحاولون استغلال الأزمات التي تطرأ على بلدهم وشعبهم، ويحاولوا أن ينفذوا جميع أشكال القمع التي تساعد على ترسيخ تواجدهم في السلطة، معتمدين في ذلك على أن الأزمة التي تحدث ستجبر الشعب على الصمت ولن يكون هناك رد فعل.

الفرق بين الدول

وقالت "سي إن إن": إن "الدول التي تعتمد على الديمقراطية من الممكن أن يحاسب شعوبها حكامها بعد انتهاء الأزمة عن أي تدابير قمعية صدرت عنهم، لكن هذا من الصعب أن يحدث في الدول التي يتم تقويض مبادئ الديمقراطية مثل المجر".

اقرأ أيضا: تعافي 7 حالات جديدة من كورونا في الكويت

دور الديمقراطيون

يقول نيك تشيزمان، أستاذ الديمقراطية في جامعة برمنجهام: "ينبغي على القادة الذين يحرصون على تطبيق قواعد الديمقراطية في بلدهم تجنب أي بيان ينتقد تصرفات القادة الآخرين التي قد تقلل من أهمية الوباء".

وأوضح تشيزمان، أنه خلال تفشي هذا الوباء سيكون من السهل على القادة الأقوياء فرض إجراءات استثنائية، ولعل أهم الدول التي يمكن تطبيق قواعد استثنائية فيها تتنافي مع الديمقراطية حاليا هم "بريطانيا وإيطاليا" نظرا لتفاقم الأزمة لديهم.

عوامل التشتيت

واختتمت "سي إن إن" بالقول: إن "الأزمات التي حدثت في مختلف دول العالم وعلى مدار التاريخ ساعدت على عوامل التشتيت التي يمكن للقادة استغلالها من أجل تعطشهم وعشقهم وهوسهم بجنون السلطة"، مشيرة إلى أن أزمة مثل كورونا لم يشهد العالم مثلها من قبل، وليس من الصعب أن يكون لتفشي مثل هذا الوباء تأثير سلبي على مبادئ الديمقراطية في العديد من الدول في العالم.