أول من خاط الثياب وخط بالقلم.. قصة نبي الله إدريس عليه السلام

منح الله نبيه إدريس العلم والفهم، وعُرف عنه أنه كان يتأمل كثيرًا ويفكر في ملكوت الله تعالى، وفي الصحف التي نزلت على من قبله من الأنبياء كـ"آدم - شيث " -عليهما السلام-، وذكرت بعض الروايات بأنه أوَّلُ من خاط الثياب وأول من خطّ بالقلم.
وعندما بُعثه الله نبيًا؛ دعا الناس إلى الشريعة السوية فآمنت به جماعة قليلة من الناس، وباقي الناس قد أعرضوا عن دعوته، قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا
مريم "56 ".
وعندما أعرض أغلب الناس عنه، خرج بمن آمن معه من بابل والتي كان مقيما فيها، اتخذ طريقه إلى مصر ووقف على نهر النيل، ليسبح الله ويذكره ويشكره، ثم دعا الناس إلى دين الله، وعبادته جل وعلا، والعمل الصالح في الدنيا والآخرة، وحضهم على الزهد في هذه الدنيا لأنها فانية زائلة، والآخرة هي الباقية.
أمر سيدنا إدريس الناس بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شيء من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه أكثر من سبعين لغة يتكلم الناس بها وقد علمه الله منطقهم جميعا.
استطاع نبي الله إدريس أن يبنى عشرات المدن مع هذه الجماعة القليلة المؤمنة التي كانت معه حتى توفاه الله - سبحانه وتعالى.
اقرا أيضًا ”وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين” قصة النبى يحيى عليه السلام
هل إدريس هو الياس
بعض العلماء من الصحابة ومن بعدهم ذهبوا إلى أنهما -أي إلياس وإدريس- اسمان لنبي واحد، وأن إلياس هو إدريس وإدريس هو إلياس، وقال ابن في قصص الأنبياء:
قال البخاري يذكر عن ابن مسعود وابن عباس، أن الياس هو إدريس واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به أي بإدريس قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.