الطريق
الأحد 22 يونيو 2025 04:11 مـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

”وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين” قصة النبى يحيى عليه السلام

قصة سيدنا يحي عليه السلام
قصة سيدنا يحي عليه السلام

لقد بشَّرَ الله تعالى زكريا -عليه السلام- بقدوم ابنه يحي بقوله تعالى: "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا"مريم7 ، ولم يُسَمَّ أي أحدٍ بهذا الاسم قبله، ولد يحي بعد عمر طويل من الانتظار لأبيه زكريا ، ومنح الله تعالى يحي علمًا وحكمة، فكان يحي نبيًّا لا يضارعه أحد في التسبيح والزهد والتأمل في عظمة الله تعالى، ولذلك أحبّه الناس وأحبته كل الكائنات؛ لأنه كان نقيا زكيًا تقيًا، والنبي يحيى ابن خالة سيدنا عيسى-عليه السلام- فمريم بنت عمران هي خالة النبي يحيى.

وكان يحي رحيمًا بالطيور والحيوانات ويعطيها من طعامه، حتى لو بقي هو بلا طعام، و كان وجهه يمتلئ بالنور، كما يمتلئ قلبه حكمة ومعرفة وإيمانا ، ، ولما أصبح صبيًا آتاه الله الحكمة ورزقه القدرة على القضاء بين الناس، ولهذا كان جميع الناس يحبونه ويتمنون له الخير لما التمسوا فيه من حكمة وخير.

و كثيرا من الأحيان كان يخرج للحقول والجبال والصحراء ويمكث فيها شهورا متتالية لكي يتعبّد لله ويُصلي له ؛ ومن شدّة تعلق قلبه بالله تعالى، لم يخف أبدًا إن دخل إليه حيوان مفترس أثناء صلاته، ولم يكن يشعر بوجوده أصلًا من شدّة خشوعه.

اقرا ايضا

قصة 400 فدائي بايعوا عكرمة بن أبي جهل لدك حصون الروم

وفي يوم خرج للصحراء، فاصطدم مع الحاكم الظالم الذي كان يُريد الزواج من واحدة من محارمه، و لكنّ النبي يحيى -عليه السلام- أخبره أنّ هذا لا يجوز، وطلب منه أن يُغير الفتوى، لكن النبي يحيى رفض، فغضب الملك الطاغية فأمر بسجن يحيى.

وفي يوم ذهبت المرأة التي كان يُريد الملك أن يتزوجها إلى النبي يحيى -عليه السلام- في سجنه، فشعرت بعظمة شخصيته ونبله، وشاهدته منهمًكا في صلاته، فرمت نفسها أمامه وطلبت منه أن يحبها، فرفض، وقال لها أن قلبه ممتلئٌ فقط بحب الله تعالى، فذهبت من عنده يائسة وكارهة له، ودخلت إلى قصر الملك الظالم، وطلبت منه أن يقتل النبي يحيى بن زكريا، ففعل الملك هذا، وانتهت قصة النبي يحيى -عليه السلام- بعد أن فاضت روحه إلى بارئها وهو في شدّة خشوعه وصبره وإيمانه.