بالأرقام.. نكشف سيطرة ”رجل أعمال” على جائزة ”الكرة الذهبية”

دائمًا ما تحوم الشبهات حول تدخل رجال الأعمال والرعاة في اختيار الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم، التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تحت مسمى  ."the best"

الفساد المالي للاتحاد الدولي لكرة القدم في أكثر من ملف لم يترك للمتيقنين سبيلًا حول مدى شرعية اختيار تلك الجائزة التي يتنافس عليها أفضل اللاعبين حول العالم، وماهية تدخل أصحاب الإعلانات ورؤؤس الأموال في تحديد نجمهم القادم لمدة عام كامل.

يكون اختيار الفائز بجائزة الأفضل المقدمة من الفيفا، على أساس ما قدمه خلال الموسم بالكامل، أي من صيف السنة السابقة، وحتى صيف العام الجاري، على سبيل المثال، منذ انتقال محمد صلاح إلى ليفربول، وحتى نهاية موسمه، مرورًا بدوري أبطال اوروبا، وكأس العالم بختام الموسم.

الأمر الذي يختلف نسبيًا عن جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من مجلة فرانس فوتبول العريقة، وصاحبة السبق في الاحتفاء بالتذكار الذي يُسلم تحت مسمى "البالون دور"، إذ يتم اختيار الأفضل فيها بناء على ما قدمه اللاعب منذ بداية السنة وتحديدًا في شهر يناير، وحتى ديسمبر من العام ذاته.

تعتمد الجائزتان على التصويت كعامل أساسي، ولكن يأتي الاختلاف في نوعية الاطراف القائمة على التصويت، حيث تستند جائزة الفيفا لـ50% من تصويت قادة ومدربي المنتخبات الوطنية، في حين ليس من المسموح بالتصويت لأنفسهم، كما تعطي فرصة 25% للتصويت من قبل مجموعة متخصصة من الصحفيين حول العالم، ثم 25% لتصويت الجمهور عبر الموقع الرسمي.

بينما يتم اختيار الفائز بجائزة الكرة الذهبية التابعة للفرانس فوتبول عبر تصويت 193 صحفيًا، ليختاروا الأفضل عن طريق النقاط، حيث يحصل الاختيار الأول على 5 نقاط، والثاني 3 نقاط، والثالث على نقطة واحدة.

تجدر الإشارة إلى أنه تم دمج الجائزتان في الفترة ما بين 2010، وحتى 2015، إلى أن أقيمت أول حفل منفصل لجائزة "the best" منفصلة عام 2016، كما أنه لا يخفى سرًا أنه منذ الفصل، وعلى مدار الثلاث سنوات لم يختلف الفائز في الجائزتين بعام واحد، على عكس معظم السنوات قبل الدمج.

وارجئت الصحف العالمية وعلى رأسهم "ذا صن" البريطانية أن قرار، السويسري "جياني إنفانتينو" بفصل الجائزتين من أجل  إصلاح العلاقات السيئة بين الفيفا وبين "جورج كلارك"، رئيس الاتحاد الإنجليزي، الذي نأى بنفسه عن الفيفا، منذ عملية إسناد مهمة تنظيم كأس العالم عامي 2018، و2022 لروسيا وقطر، والتي وصفها بفضيحة الفساد.

وظن إنفانتينو أن إقامة حفل جائزة الأفضل في لندن، سيكون بمثابة فتح صفحة جديدة بينه والإنجليز، كونهم ذراع قوي في الكرة العالمية.

فتح باب التساؤلات

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أشهر عن فوز اللاعب الكرواتي "لوكا مودريتش" بجائزة أفضل لاعب في العالم وسط تجاهل تام للبرتغالي كريستيانو رونالدو الحائز على الجائزة العامين المنقضيين والحاصل عليها 5 مرات.

تجاهل رونالدو الذي لم يكن حتى بين الثلاث الأوائل المرشحين، فتح باب التساؤلات حول تدخل رئيس ريال مدريد فلورنتيو بيريز في اختيار اللاعبين، لا سيما وأن الدون البرتغالي قد رحل لتوه إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي في صفقة انتقال بلغت 100 مليون يورو.

 

من هو بيريز؟

فلورنتينو بيريز هو رجل أعمال ومهندس إسباني والرئيس والمدير التنفيذي لأكبر شركة للبناء في إسبانيا وهي Grupo ACS

بدأ بيريز مسيرته المهنية بالانضمام لحزب المركز الديمقراطي الإسباني عام 1979 وعمل معه في مجلس مدينة مدريد حتى عام 1986 حين ترشح للانتخابات العامة في إسبانيا كمرشح عن حزب الإصلاح الديمقراطي, وفي عام 1993 بعد العمل مع شركة Grupo ACS للبناء والإعمار تم تعيينه في منصب نائب الرئيس في الشركة, وفي عام 1997 حصل على منصب الرئيس والمدير التنفيذي للشركة وهو مازال في منصبه حتى اليوم.

تولى بيريز الولاية الأولى مطلع القرن الحالي بعد فشله في الفوز بانتخابات 1995، وعرفت فترة رئاسته للملكي، بفترة "الجالاكتيكوس" أو نجوم المجرة حيث اعتمدت سياسة بيريز على جذب نجوم الكرة العالمية إلى النادي عبر صفقات قياسية في ذلك الوقت ومن تلك الصفقات البارزة التعاقد مع النجم البرتغالي لويس فيجو من الغريم التقليدي برشلونة مقابل 60 مليون يورو, ثم انتقال النجم الفرنسي زين الدين زيدان من يوفنتوس الإيطالي مقابل 73 مليون يورو تلاه انتقال الظاهرة البرازيلي رونالدو من إنتر ميلان الإيطالي مقابل 45 مليون يورو وأخيرًا النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام من مانشستر يونايتد الإنكليزي مقابل 35 مليون يورو.

 

احتكار جائزة أفضل لاعب في العالم

احتكر نادي ريال مدريد الإسباني تحت ولاية بيريز جائزة أفضل لاعب في العالم والتي كان يضمنها أغلب الأوقات للاعبيه ونجومه وفق اختياره.

فخلال 15 سنة قاد فيهم بيريز المرينجي، حصل لاعبوه على الجائزة  9 مرات، بينما زاغت منه الجائزة في 6 مناسبات لصالح نجمي برشلونة، البرازيلي رونالدينيو عامي 2004، و2005، والأرجنتيني ليونيل ميسي خلال أعوام 2010، و2011، و2012، و2015 وهم ضمن 6 سنوات كانت الجائزة خلالهم مشتركة بين الفيفا وفرانس فوتبول.

المثير أن تلك الجائزة لم تدخل أروقة نادي ريال مدريد إلا اثناء تولي بيريز مقاليد الأمور فقط، فقد كانت البداية عام 2001 بالرغم من نشأة الجائزة عام 1991، ثم اختفت جائزة الأفضل عن سماء مدريد خلال ثلاث سنوات كان الإسباني بعيدًا عن كرسي الرئاسة، حصد خلالهم الجوائز، ريكاردو كاكا لاعب اي سي ميلان (2007) وكريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد (2008) ثم ليونيل ميسي (2009)

في عام 2006 تسائل الجميع عن مدى أحقية المدافع الإيطالي فابيو كانفارو المنتقل حديثًا لصفوف ريال مدريد، في حصد جائزة أفضل لاعب في العالم، والتي لم يعتاد عشاق الساحرة المستديرة على منحها للاعب بالخط الخلفي، بجانب التساؤل حول نسبة أفضليته عن مدافعين عظماء كالإيطاليين "أليساندرو نيستا، وباولو مالديني".

اشارت تقارير صحفية انجليزية وقتها إلى وعد قطعه فلونتينو بيريز للاعب اثناء محاولات استقطابه من السيدة العجوز يوفنتوس، بالفوز بجائزة الأفضل في العالم، قبل رحيل بيريز ذاته.

 

تفاصيل فوز لاعبو المرينجي بجائزة الأفضل

لويس فيجو (2001)، رونالدو (2002), زين الدين زيدان (2003), فابيو كانافارو (2006)، كريستيانو رونالدو، (2013، 2014، 2016، 2017). ولوكا مودريتش (2018) وهي جميع السنوات التي تولى بها بيريز مهمة رئاسة ريال مدريد، فيما لم يحصد أي لاعب مدريدي الجائزة في عام أخر.