الطريق
السبت 25 مايو 2024 12:28 صـ 16 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مبادرة الزمر.. فات المعاد.. تفاصيل محاولة الجماعة الإسلامية الإفلات من ”قوائم الإرهاب”

حليف الإخوان يتبرأ من أولاد العم في الدم ويعلن استعداده لتسليم ميليشبات الدم والإرهاب
خبراء الإرهاب: أقر بمسئولية عن تفجير الكنائس ودواعش الصعيد دون أن يدري..ونعيم: ولا حد هيسأل فيه.. وعبد الحميد: يحاول إنقاذ حزبه
كتب- محمود الصادق
في محاولة بائسة لإنقاذ حزب البناء والتنمية الذي يرأسه، أتت في الوقت بدل الضائع، طرح عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والأب الروحي لها، خلال الساعات القليلة الماضية، مبادرة أمام الأجهزة الأمنية، للهروب من أزمة وضع قيادات التنظيم على قوائم الإرهاب.، وهدفت المبادرة إلى احتواء الموقف بين الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية، وبين الأجهزة الأمنية المصرية، وتضمنت المبادرة قبول الطعن المقدم من الجماعة الإسلامية على قرار وضعها على قوائم الإرهاب، مقابل عدة شروط، أهمها:
الجماعة الإسلامية تتبرأ من الإخوان
تنص المبادرة على التبرأ التام من جماعة الإخوان واعتبارها تنظيم إرهابي، وخروج الجماعة من تحالف ما يسمى "تحالف دعم الشرعية"، وإعلان ذلك من خلال مؤتمر رسمي بحضور مجلس شورى الجماعة.
وتشير المبادرة إلى التأكيد بشكل معلن على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس شرعي للبلاد، وجاء من خلال انتخابات رسمية ونزيهة.
تسليم العناصر المتورطة فى أعمال عنف
وأكدت المبادرة، على استعداد الجماعة لتسليم كل العناصر المتورطة في أعمال عنف، أو على علاقة بتنظيم القاعدة وداعش والإخوان، يثبت أن لها علاقة بالجماعة الإسلامية من قريب أو من بعيد، أو ساهمت في استقطاب عناصر لمعسكرات القتال في سوريا والعراق وليبيا، لتقديمهم للمحاكمات القضائية.
وتضمنت المبادرة فصل كل العناصر المتورطة في أعمال عنف، أو تمت محاكمتها قضائياً بسبب مشاركتها في أعمال إرهابية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها، من الجماعة وذراعها السياسية حزب "البناء والتنمية".
واحتوت المبادرة، على الفصل التام بين الجماعة الإسلامية، وبين ذراعها السياسي حزب " البناء والتنمية "، واعتبار الحزب كيان سياسي منفصل تمامًا عن توجهات الجماعة الإسلامية ومجلس الشورى العام.
ونصت على التصويت علي هذه القرارات من الجمعة العمومية، والتصويت علي المشاركة كناخبيين في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة.
ولفتت المبادرة، إلى توجيه قيادات الجماعة الإسلامية الهاربة إلي الخارج بعدم الزج بالحزب والجماعة مع أي من الأنظمة المعادية لمصر، وعدم التحرك باسم الجماعة أو الحزب في أي محفل دولي عام أو خاص.
وتم الإتفاق على تلك الشروط داخل الجماعة الإسلامية ومجلس الشورى العام، وبين قيادات حزب البناء والتنمية، وسيتم الإعلان عليها قريبا.
مبادرة الزمر خضعت لتحليل خبراء الإسلام السياسي ورجال أمن سابقين، وأجمع معظمهم على أن مبادرة الزمر ما هي إلا محاولة للافلات من الوضع على قوائم الارهاب وملاحقة المتورطين من الجماعة الأإسلامية وذراعها السياسي، ممن تورطوا في أعمال عنف وتجنيد الشباب في معسكرات الإرهاب في سوريا وليبيا والصعيد، وتلقى أموالا من الخارج بهدف تمويل تلك التنظيمات، لإحداث الفوضى والخراب والتمهيد لعودة حكم رجال المرشد.
 من جهته قال سامح عبد الحميد الداعية السلفي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس شرعي للبلاد، وقانونا جاء بالاختيار الحر وبصندوق الانتخابات، مشيرًا إلى أن عندما عزل مرسي تولى رئيس المحكمة الدستورية ثم تولى السيسي بانتخابات نزيهة.
وأضاف الداعية السلفي في تصريح خاص لـ"الطريق"، أن هذه المبادرة متأخرة جدا بعد إدراج أكثر من 160 فرد على قوائم الإرهاب، متابعًا: " الزمر يحاول قبل غلق حزب البناء والتنمية التابعة له وهذا يدل على عدم وعي أفراد الحزب لانتخاب رجلاً هارب من البلاد.
وأردف "عبد الحميد": " قرر التراجع عن دعم الإرهابيين بعد تضييق الخناق قرر الاعتراف بالأمر الواقع" متسائلاً: هل كان في غفلة؟، مؤكدًا على أن هذا يدل على أن الزمر كان لا يرى شرعية السيسي وكان يرى أن الإخوان جماعة غير إرهابية طيلة هذه الفترة.
واستطرد الداعية الاسلامي: "مبادرة متأخرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهذا تأخر كثيرًا، ولكن توجهات الحزب والجماعة تتماشى مع فكر جماعة الإخوان الإرهابية بدليل تعيين أحدهم محافظًا للأقصر أثناء فترة حكمهم".
وفي نفس السياق، قال الشيخ نبيل نعيم، قيادي سابق في تنظيم الجهاد، إن بيان الزمر بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية جاء متأخرا، قائلاً: "المباردة جاءت بعد وضع أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها على قوائم الإرهاب".
وأكد نعيم، في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن طارق الزمر يحاول إنقاذ حزب البناء والتنمية من الحل، متابعًا: "دايما عبود بيجي بعد ما القطار يمشي".
وتابع القيادي السابق في تنظيم الجهاد: "ولا حد هيسأل فيه ولا يلتفت إليه أحد فهو جاء بعد فوات الأوان".