الطريق
السبت 18 مايو 2024 01:27 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”حرقوني بالبنزين علشان أبويا بيبيع كاراتين”.. تفاصيل مأساة طفل على يد زملائه في المنوفية

طفل محروق
طفل محروق

قصة عندما تقرأ تفاصيلها لا يصدقها عقلك، ارتكبها أطفال لايتخطى عمرهم الـ 10سنوات، ليكون ضحيتها طفل من بالعمر نفسه، تعرض لواقعة تنمر مؤسفة، ولكن الطفل لا ذنب له سوى أن والده يجمع "الكراتين" من صناديق القمامة، ويبيعها ليوفر لصغاره الأربعة قوت يومهم، ويتجول في الشوارع يوميا من أجل لقمة العيش المرة.

لم يتخيل الطفل الذي شقي مع والده أياما مرة ذاق فيها أشد أنواع التعب ليوفر مصروفه بيده دون أخذ من والده، أن يصبح فريسة أصدقائة واقعة التنمر في أحدي شوارع مرددين: "يا ابن بتاع الزبالة"، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك.

ولعوا فيه بالبنزين

"يابنتي روحي شوفي أخوكي اتاخر ليه أنا قلتله يجيب الحاجة ويعاود تاني على البيت، أنا اديته فلوس يشترى بيها حاجة حلوة"، خرجت الطفلة مهرولة إلى الشارع ولكن لم ترَ شقيقها أمام محل الحلوى ولا فى الشارع، ورأت أطفالا متجمعة على طريق مجاور أمام صندوق قمامة، ما أن أسرعت على الصندوق لتستطلع الأمر حتى رأت شقيقها وسط النيران، مشهد صعب لم تتحمله تلك الطفلة الصغيرة، وعادت مسرعة إلى البيت، تنتابها حالة من الفزع الخوف، "الحقي ياماما ابنك ولعوا فيه في صندوق الزبالة"، هرولت والدتها في حالة ارتباك شديدة وتصرخ بصوت عالٍ، ليتجمع الأهالى إلى الصراخ وشاهدوا الطفل يجري والنيران تلتهم ملابسه وجسده النحيف.

وعندما شاهده أحد الشباب من أهل القرية ذهب مسرعا وأخمد النيران المشتعلة في جسده وذهب به إلى مستشفى السادات ومنها إلى قسم الحروق بالمستشفى الجامعى بشبين الكوم، وفي طريقه إلى المستشفى أخبر الطفل والدته ما حدث بعد أن أشعل 3 أطفال النيران مستخدمين مادة البنزين ثم قاموا بإلقائها على الطفل ولاذوا بالفرار عقب ذلك، وخضع الطفل لعدة عمليات جراحية تنوعت ما بين "ترقيع للجلد وتنظيف وكحت"، تبرع فى إحداها والد الطفل بجلده، وتابعه عمه في عملية أخري.

بين الحياة والموت

بعد خضوعه لعدة عمليات كل واحدة أصعب من الأخرى، عاني الطفل من نقص في الدم، وسرعان ما نقلت سيارة أجرة عددا كبيرا من أبناء مدينة السادات ليتبرعوا بالدم للطفل بعد استغاثات كثيرة من أسرته بخطورة وضعه الصحى والاحتياج لمتبرعين بالدم.

يا ماما متسبيش حقي

بصوت متحشرج قالها المسكين: "ياماما متسبيش حقي وأنا لو مت دورى عليهم" جملة يرددها الطفل لوالدته دائما قاصدا معاقبة من أشعلوا به النيران بأياد لا تعرف للرحمة سبيلا أو للإنسانية معنى، وناشدت والدة الطفل الجهات المختصة.

اقرأ أيضا: ”جريمة صوت وصورة”| المال كلمة السر والجريمة فجر الجمعة.. تفاصيل مقتل خليجية في فيصل

وكان اللواء أحمد فاروق القرن مدير أمن المنوفية، تلقى إخطارا من شرطة النجدة يفيد بوصول محمد أحمد عبدالعظيم 9 سنوات إلى مستشفى السادات مصابا بحروق، على الفور تم نقله إلى مستشفى الجامعة بمدينة شبين الكوم لعمل اللازم، وتبين أن الواقعة بسبب قيام الأطفال باللهو واللعب، تم تحرير محضرا بالواقعة وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.