الطريق
الإثنين 27 مايو 2024 11:31 صـ 19 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

جوهرة «صامويل شبرد» المدفونة… بعد مرور 200 عام.. «لوكاندة شبرد» تنتظر قبلة الحياة

لوكاندة شيبرد
لوكاندة شيبرد

في 26 يناير 1952، اندلع حريق القاهرة ، ودمر العديد من المباني والمحلات التجارية الهامة في وسط البلد، بما في ذلك فندق شبرد ، ودمر المبنى بالكامل للمرة الثانية بعد أن سبق تعرضه لحريق هائل دمره بالكامل بعد سنوات من إنشائه، لكن أعيد بناؤه وقتها من جديد فى نفس المكان.

وبعد حريق القاهرة، ظل مبنى فندق شبرد على حاله حتى ثورة 23 يوليو 1952 ، عندما تولت شركة الفنادق المصرية "إيجوث" نقل مبنى الفندق إلى أرقى مجتمع في مصر في ذلك الوقت وهو حى جاردن سيتى حيث اختارت الضفة الشرقية لنيل القاهرة بجوار فندق سميراميس، كموقع للفندق وقامت بتشييده من جديد.

قال مصدر مسؤل في وزارة قطاع الأعمال العام، إن حالة التطوير في الفندق أدت إلى تخفيض نجوميته إلى 4 نجوم وتم إغلاقه في عام 2014 وتمثلت التعديلات في العناصر الإنشائية، من أعمدة وكمرات وأسقف المبنى، وانتهاء العمر الافتراضي لكافة الأنظمة والمرافق، وعدم تزويد الفندق بأجهزة الحماية والسلامة.

وتابع المصدر، أن شركة إيجوث، قامت بتطوير وإصلاح وهيكلة الخرساني للمبنى بتكلفة تقارب 200 مليون جنيه مصري، وانتهى المشروع في نهاية عام 2019.

و نظرا لارتفاع التكلفة التقديرية لإنجاز أعمال التطوير والتي تشمل أيضا إنشاء جراج من أربعة طوابق أسفل الفندق مع حوض سباحة في الأعلى وإضافة 56 غرفة فندقية فإن التكلفة التقديرية هي 1.4 مليار جنيه، وعدم قدرة شركة إيجوث على ضخ هذا المبلغ أو تحمل أعباء الاقتراض وسداد الأقساط وفوائدها في ظل وجود مشاريع التطوير الأخرى التي تتم بالفعل في فنادق الشركة وفي مقدمتها تطوير قصر فندق مينا هاوس الهرم والذي سيتم افتتاحه مع المتحف المصري الكبير.

وأكد المصدر، أنه من أجل عدم الإبقاء على الفندق مغلقًا، قررت الشركة طرح الفندق للمستثمرين للمشاركة في التطوير وتم طرح الفندق للمشاركة في التطوير ثلاث مرات وجاءت العروض المقدمة بأقل من قيمة التقييم، وفي الطرح الأخير تم الإسناد لمجموعة الشريف القابضة السعودية صاحبة أفضل العروض.

ومن جهتها كشفت ميرفت حطبة، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للسياحة والفنادق، حقيقة الشائعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدم الفندق، مشيرة إلى أن المستثمر يقوم بالفعل بإعداد الرسومات، والتفاوض مع شركة الإدارة، حيث لن يتم هدم الفندق، بل إجراء تصميمات فيه مع احتفاظ الفندق بنفس طرازه.

وأوضحت حطبة في تصريحات خاصة لـ «الطريق» أنه سيتم هدم طابقين فقط ليس من مبني الفندق، ولكن من «المبنى الادارى المتردى حالته الفنية»، خلف الفندق، وليس له علاقة بالفندق، ورغم أزمة فيروس كورونا وتأثيرها على العالم في جميع الاستثمارات، لن يتوقف العمل في تطوير فندق شبرد، برئاسة عادل والى العضو المنتدب للشركة القابضة للسياحة والفنادق لمتابعة التطوير مع المستثمرين، خاصة أن ضخ الاستثمارات فيه كان قبيل أزمة كورونا الحالية.

وتابعت أن الفندق تم طرحه على مجموعة من الشركات والمستثمرين لتمويل التطوير، مشيرة إلى أن تم التفضيل بين العروض المقدمة بين الشركات والمستثمرين من حيث خبرتها في التطوير حتى تمت الاتفاق على مجموع الشريف للمقاولات، وأن جميع الأعمال تسير كما هو مخطط لها، ووفقًا لهذا العقد ستوفر مجموعة الشريف القابضة التمويل لتطوير الفندق الشامل والأثاث والتجهيز للتشغيل وتطوير الفندق بسعة فندقية 316 غرفة وجناح بمستوى خدمة فندقية متميزة فئة الـ «5 نجوم»، فى غضون 42 شهر شاملة الحصول على الرخص والموافقات الخاصة بالتطوير، وتبلغ التكلفة الإستثمارية للتطوير 1.4 مليار جنيه.

وتابعت أن فندق شبرد الحديث غير القديم نهائيًا، فقد تم بناء الفندق القديم عام 1841 وبدأ بمبنى صغير يسمى بالفندق البريطاني، وكان بالقرب من حي الأزبكية، وتنازل مالك الفندق Hill عنه إلى "صامويل شبرد" والذى بعده أصبح فندق شبرد، واحترق الفندق فى يناير 1952 ضمن حريق القاهرة وقررت الحكومة المصرية إعادة بناء الفندق، وتعود قصة بناء المبنى الأول للفندق، عند حضور صموئيل شبرد للقاهرة للبحث عن قطعة أرض يقيم عليها فندقه الجديد فى عام 1941، فوقع اختياره على موقع الفندق القديم المطل على بحيرة الأزبكية بالقاهرة.

وأشار إلى أنه تم نقل موقعه إلى منطقة جاردن سيتي أمام النيل بالقاهرة، وأعيد افتتاحه عام 1957، وتبلغ المساحة الإجمالية باسمه 3198.45 مترًا مربعًا، منها 254 غرفة وأجنحة فندقية، وكانت تديره "شركة روكوفورتى" منذ 29 سبتمبر 2009 حتى فبراير 2014 تم إغلاقه لوجود تشققات فى جدرانه.

وأفادت، أن قيمة الفندق التاريخية تتمثل في قبلة القادة الأوروبيين الزائرين لمصر ولعل من أشهر العبارات الذي قيلت عنه، هوأن السفير البلجيكي في برلين "البارون دنوتونيا" قال خلال زيارته لمصر في نهاية القرن التاسع عشر، "أشك كثيرًا في وجود عاصمة أوروبية توفر وسائل الراحة والمرافق مثل هذا الفندق المطل على نيل القاهرة وتعود ملكية الفندق لصموئيل شبرد الإنجليزى صاحب شركة شبرد ذات السمعة الواسعة فى عالم الفندقة والتى كان مقرها لندن".

واستكملت، أن هناك العديد من الشخصيات العالمية جاءت إلى مصر في عام 1869 لحضور حفل افتتاح قناة السويس ومنهم "الملكة أوجينى زوجة نابليون الثالث، وكانت أول من حضر لرؤية الحفل من الملوك والملكات بهدف مشاهدة معالم مصر وجمالها و"فرانسوا جوزيف" ولى عهد بروسيا، والسير "هنرى أليوت" سفير بريطانيا فى الاستانة، والأمير عبد القادر الجزائرى وعدد آخر من الأمراء والنبلاء والسياسيين والصحفيين العالميين.