الطريق
الأربعاء 15 مايو 2024 05:43 مـ 7 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كل يوم حديث في رمضان.. وصية مهمة من النبي للصائمين في رمضان

حديث الرد على السباب في شهر رمضان
حديث الرد على السباب في شهر رمضان

أوصانا نبينا الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم - بالتمسك بالقرآن والسنة؛ حتى لا تضيعنا الأزمنة المتغيرة، وذلك في كل أمورنا الدنيوية، فنحن المسلمين نقتدي بالنبي محمد صلوات الله عليه في كل فعل وقول وعبادة خاصة الصوم، وفي هذا الإطار تستعرض "الطريق" كل يوم في شهر رمضان المبارك حديثًا نبويًا مع بيان راوي الحديث، الدروس المستفادة منه.

نص الحديث

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم". متفق عليه

ومن خلال بحثنا في كتب المفسرين للحديث وجدنا أنه ليس المقصود من الصوم ترك الطعام والشراب فقط، وإنما المقصود أن يحفظ الصائم لسانه من الرديء من القول، "ولا يصخب" يعني لا يخاصم ولا يصيح، فإن اعتدى عليه أحد، فلا يكافئه على ما قاله بالسبِّ لأنه صائم، الصائم منهيٌ عما لا ينبغي، وقال الصنعاني: لاتشتم مبتدئًا ولا مجاوبًا.

اقرأ أيضا: حياة النبي في رمضان.. أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان

نبذة عن أبي هريرة رضي الله عنه

عرف بروايته للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وملازمته له؛ حيث صاحبه لمدة ثلاث سنوات، وروى عنه 800 صحابي وتابع، وكان من القراء المشهورين الذين حفظوا القرآن الكريم، كما عرف بقوة ذاكرته، عطفه على الحيوان.

أسباب ورود الحديث

في الحديث بيان أن محافظةَ المسلم على الامتناع من هذه الصفات الذميمة، وصيانةَ اللسان منها وتوطينِه على الخلاص منها طيلة شهر رمضان يكون دافعاً لاعتياده في سائر الأيام، وكافة الأحوال.. قال القرطبي: "لا يفهم من هذا أن غير الصوم يباح فيه ما ذكر، وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم.. للمعنى الجليل الذي ذكرنا"، وفيه حث للصائم على لزوم الحلم، وكظم الغيظ ومقابلة الإساءة بالإحسان.

اقرأ أيضا: عاجل | في أول أيام رمضان..الأوقاف تحقق مع الشيخ عبد الفتاح الطاروطي لذلك السبب

وإذا كان شهر رمضان يأتي هذا العام وقد اشتدت حملات أعداء الإسلام عليه، تحاول بزيفها وضلالها أن تنال منه، فإذا بها تقلب في أقوال السفهاء والمرتدين الحاقدين تأخذ منها وتقتبس من غير تمحيص أو تحليل لتحاول وضع الشكوك فيما هو يقين، وتبذر بخبث بذور الظلام في وضح شمس النهار، فإن هذا الشهر الكريم فيه من الدروس والعظات ما يتكفل بالرد عليهم ودحض افتراءاتهم وبيان مدى زيغها وزيفها وضلالها، ولم أكن أريد أن أتعرض لمثل تلك الأحقاد فنحن أمة ترتفع عن ذلك غير أن هذا الشهر الفضيل يجيب في بعض دروسه عن تساؤل غريب يثيره أعداء الإسلام فيقولون ما الجديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم؟.