الطريق
السبت 18 مايو 2024 10:41 صـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الشاعر صالح الغازي: أكتب مشاعري ورؤيتي والقصيدة تعكس روحي بلا قيود

صالح الغازي يكتب الشعر والقصة والمقال، يتخطى حواجز البوح في شعره، ويجعل القصيدة تعكس روحه بلا قيود، حيث يسعى للحفر الأعمق. كما يكتب القصة كنوع من رصد أو توثيق حكايات أو أفكار أو مشاهد.

وأصدر الغازي العديد من الدواوين الشعرية المتنوعة، منها، "المتوحش اللي جوايا"، ديوان "شايف يعني مش خايف"، وأيضا ديوان "سلموا عليا وكأني بعيد"، وديوان "الروح الطيبة" وغيرها...

وكان لـ "الطريق" هذا الحوار مع الشاعر صالح الغازي للحديث عن تجربته الأدبية:

أيهما بدأت الكتابة به الشعر أم القصة أم المقال؟

- كتبت الشعر أولاً وصدر ديواني الأول " نازل طالع زي عصاية كمنجة" عام 1997 م وبالتزامن مع صدور ديواني الثاني الروح الطيبة 2008 في مصر، كنت أتممت مجموعتي القصصية الأولى "تلبس الجينز" وصدرت في طبعتين في السعودية ، أما عن المقال فقد بدأت تقريبا عام 2000 وكتبت المقال النقدي للكتب التي أراها تستحق وأغلبها كان في شعر العامية والرواية.

هل تكتب نصوصك دفقة واحدة أم يتطلب الأمر تحضيرا ما؟

-في البدايات كنت أكتب الشعر دفقة واحدة وينتهي الأمر، لكن مع الوقت أدركت أن الشعر يحتاج مراجعة وإيجاز ورؤية ولا أكتفى بالدفقة إنما أسعى للحفرالأعمق، وكتابة القصة منذ بداية كتابتها تحتاج تفكير وإعادة كتابة والمقال يحتاج تحضير بلا شك.

أصعب سر في حياتك.. يمكن أن تبوح به في عمل أدبي؟

-نوعية الشعر الذي أكتبه هي نوعية تخطت حواجز البوح وجعلت القصيدة تعكس روحي بلا قيود، حين تقرأ دواويني تكتشف أنك أخذت عيني أو أنك قفزت داخل قلبي. قصيدتي وأنا اختارنا بعض واحنا شبه بعض ، هي اتساقي مع نفسي ودرعي وسلاحي في مواجهة العالم الأرضي، عندي أسرار ومفاهيم بنقابل بعض في نقطة بين الوعي والواقع، بين الحب والخوف. إيقاعي من حالتي وروحي ونفسي وخيالي.

حدثنا عن تجاربك الأدبية؟

تجربتي في العامية المصرية هي التجربة التي بدأت بها والمستمرة معي حتى الآن فبعد نازل طالع زي عصاية كمنجة والروح الطيبة، نشرت ديواني الثالث "سلموا عليا وكأني بعيد" 2011 في دار العين، ثم "شايف يعني مش خايف" 2017 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأخيرا "المتوحش اللي جوايا" 2019 دار العين.

وتجربتي في القصة كنت أكتبها كنوع من رصد أو توثيق حكايات أو أفكار أو مشاهد لكن أعدت كتابتها في وقت صعب حيث كنت أقيم في السعودية وفي نفس الوقت لا أجد ترحيبا في نشر أشعاري المكتوبة بالعامية المصرية، وبالفعل نشرت القصص في الصحف السعودية، ثم جمعت مجموعتي الأولي ونشرت في دار سعودية في طبعتين وكتب عنها في الصحافة السعودية وتم مناقشتها في نادي الشرقية الأدبي، وأقيم لها حفل توقيع في معرض الرياض أتوقع عام 2009وكررت التجربة في مجموعتي الثانية "الرقة للبنات فقط" في 2012 وصدرت في طبعتين بالسعودية وطبعة في دار ميريت بالقاهرة.

أما تجربتي في المقال النقدي فقد بدأت نشر المقال بشكل منتظم في 2008 تقريبا في ملحق الأربعاء، حيث كتبت مجموعة مقالات نقدية عن المجموعات القصص السعودية وجمعتها فيما بعد ونشرت في كتاب بعنوان محنة التوق، لأني كنت عرفت الكثير عن المشهد الثقافي السعودي، وأحيانا كنت أكتب المقال النقدي في الكتب أو الأعمال الفنية الأفلام والمسلسلات وانشرها في الصحف والمجلات العربية ومستمر في ذلك حتى الآن..

أما مقال الرأي بدأته في 2011 ونشرت في عدة صحف، والآن أكتب مقال الرأي لصحيفة القبس الكويتية منذ 2018 محاولا أن أكون بسيطا واضحا غير متكلف وغير مكرر وهي تجربة مميزة بلاشك تتيح لي الكتابة في كل الاتجاهات وأجد ردود أفعال مشجعة.

ديوانك "المتوحش اللي جوايا" قال عنه الناقد الراحل شاكر عبدالحميد إنه يدل على ازدواجية الداخل والخارج .. حدثنا عن ذلك..

-رحم الله د. شاكر عبد الحميد المفكر الكبير، وزير الثقافة الأسبق، كان صديقا عزيزا وقد شرفني بمناقشة ديواني "المتوحش اللي جوايا"، وكتب مسودة دراسة مطولة عن ديوان المتوحش اللي جوايا لكنه لم ينشرها والمسودة أعطاها لي.

أما رأي الدكتور شاكر في عنوان الديوان فهو قد شرح تصوره ويقصد بالداخل ذات الشاعر أما الخارج العالم المحيط، وتتمثل الازدواجيه في العالم المحيط أن به أشياء سيئة وأشياء طيبة وهذا مفهوم وعادي، أما الأمر المربك هنا ،هو عنوان الديوان وكان هناك اعتراف بوجود متوحش بداخل الشاعر.

وقد قال أن ذلك يترك مسافة من الغموض ومنطقة فى الداخل نتطلع إلى أن نعرفها، ولكننا سنعرف تدريجيًا وأثناء قراءة الديوان أن التوحش في الرؤية نفسها وفيما حولنا سواء على مستوى المتوحش الذي يوسوس له في الجزء الاول أو التوحش في أنماط ومواقف حول الشاعر في الجزء الثاني من الديوان أو في ذكريات لا تنبئ بشئ جميل في الجزء الثالث من الديوان.

تحدث المستشرق الأوكراني بوهدان هوفرت " المتوحش اللي جوايا يعبر عن الإنسان المعاصر، وجدت في هذا الديوان معالجة لفقدان الذات وفقدان الناس"..

-نعم البروفسير بوهدان هوفرت هو صديق عزيز وقد شرفني بمناقشة الديوان وهو تحدث عن الديوان كنموذج يعبر عن أزمة الانسان المعاصر في وحدته سواء وهو يتابع الأحداث على الانترنت مع وسائل التواصل الاجتماعي أو في وسط أوتوبيس يشعر بالوحدة متضايقا ممن حوله، ورؤيته بالتحديد أسعدتني.

في دراسة مستفيضة للدكتور محمود العشيري عن ديوانك الأخير -نشرت في الثقافة الجديدة - فسر كلمة وحش كالتالي :" المصدر "وَحْشٌ" يستخدم بمعنى الوحدة والانفراد، يقالُ: "مشَى في الأرض وَحْشًا" أي وَحْدَه. والمكان المُوحِش هو القَفْرُ الذي لا أُنسَ فيه. والوَحْشَة هي "خوفٌ من الخَلْوَة"، وهي "اِنْقِطاعٌ وَبُعْدٌ للقُلوب عن الـمَوَدَّات". وربما هذا المعنى ليس ببعيد عن الديوان، غير أن المفهوم الحاضر بقوة هو "العَصِيّ على الترويض والاستئناس"، إلى جانب مفهوم "المشاغبة" لكن بروح إيجابية إجمالًا"

فما رأيك في تفسيرة وما ردود الفعل التي وصلتك عن عنوان المتوحش؟

-د. محمود العشيري أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة جورج تاون وهو ناقد كبير استفدت من رؤيته النقدية، وأرى أنه اقترب كثيرا مع ما أردته، وبالفعل جائتني تعليقات كثيرة أنني طيب واستغراب من كيف يكون بداخلي متوحش! والبعض طلب مني قبل طبع الكتاب تغيير العنوان، لكن العنوان فعلا هو جزء من المشروع ومن الناس الذين أيدوا استمرار العنوان كان الدكتور محمود.

في حوارك مع إذاعة مونت كارلو الدولية تحدثت أن تحديات للعامية في مواجهتها مع الفكر الرجعي...هل ممكن توضح فكرتك أكثر؟

-وجه المحاور السؤال لي أن هناك تراجع للعامية المصرية في الفترة الأخيرة، وردي عليه أن التراجع يحدث في الشعرالعربي عامة الفصيح والعامي على حد سواء في كل الدول العربية ،أما العامية بالتحديد فهي لغة الحديث اليومي ولا يمكن تجاهلها لكن يفتعل البعض مواجهة معها ويزعموا انها تؤثر على الفصحى، والبعض يفصلوها عن الشعر الفصيح ويضعوها ضمن الشعر الشعبي مثلا وهذا خطأ لأن تقييدها ليس في مصلحة الابداع والتمييز غريب ولا أفهمه، فالعامية قصيدة من نبض الحياة ويجب تمثيلها في المهراجانات والمؤتمرات وأي تواجد تماما كالفصحى ،لا توجد لغة في الكون تفعل كما تفعل العربية بأبناءها. وكل هذا جزء من الفكر الرجعي الظلامي غير القادر على التفاعل مع الإبداع، واعتقد ان المستقبل سيتغير كثيرا لأن هذه الأفكار ستنطفئ.

حدثنا عن كتابة النص العامي بين النثر والتفعيلة

-النثر في العامية هو أمر شديد الصعوبة لأن العاميات العربية يطاردها الايقاع الوزن والقافية وكأن الجمهور ألزمها بذلك، لكن من حق الشاعر أن يبحث عن صوته الخاص ، أنني لا أكتب شعر بلهجة ضيقة مفروض عليها أن تكون أقرب للأزجال أو للمونولوجات الفكاهية ، فالعامية المصرية يتكلم بها أكثر من 100 مليون شخص ومفهومة للملايين من غير المصريين ،أنا اتعامل مع العامية على أساس أنها لغة كتابة وليست لهجة كتابة ، واستغرب من استبعاد شاعر العامية من المهراجانات الشعرية او عمل مهرجانات أقرب للفولكلور أو التراث وقصرها على العامية وهذا في رأيي محبط ،لكنها في النهاية أفكار ضيقة. استغربها حين أجد شاعر فصيح يكتب نص معاصر ثم يقف عند نص عامي ويتمناه مقفى وموزون ومعبأ بموروث يرفضه هو في الفصحى!

صنعت طريقتي عبر سنوات أما التفعيلي أو المقفى فأنا لا أرفضه لأن ما الضرر أن يحتوى النثري على قافيه، وما الضرر آن جاء جزء من القصيدة موزونا؟ فالنص النثري يستوعب التفعيله والقافية لكن سماته تجعل الزخارف الصوتية والايقاعية في الهامش في مقابل اعلاء المشهد والرؤية والحالة والهم الشخصي.هذا كله يختلف تماما عن كتابة الأغنية فهنا دخل الزام الكاتب بايقاع غنائي واضح وأنا كتبت عدة أغنيات حاولت أيضا أن يكون لها رؤية مختلفة عن المعتاد.

في مقال في صحيفة القاهرة بعنوان مصوراتي لا يكف عن الكلام قال الأستاذ فريد أبو سعدة: "خطاب صالح يتميز بالعفوية والتدفق ، ودائما ما يصور مشهدا ما ، قريبا من مخيلة المخاطَب، وقريبا من وعي الجماعة ، تقوده في القصائد روح مداعبة ، وخفة وطلاقة حديثٍ بين صديقين حميمين ، وفي إطار هذه التلقائية المرحة يستخدم كل ما في الروح المصرية من السخرية والتهكم ليقول بمكر مصري ما يريد ، وينقل رؤاه وتجاربه ، وحكمته بلطف ، وكأنه لا يقصد إلا الفضفضة ، ومجرد مشاركة مخاطِبَه في حديث ممتع لتقضية الوقت ليس إلا انه في هذا الديوان غير مهتم بالقضايا الكبرى ، ولا بالمبارزات الأيديولوجية ، وان ألحت عليه اكتفى بإشارة عابرة تجعل المشهد تفصيلا لها ! ما تعليقك؟

-فريد أبو سعدة هو الشاعر الكبير والكاتب الفذ وقد ناقشني عدة مرات وكتب عني عدة مقالات وأعتقد أنه قريب جدا من تجربتي وكلماته دائما مصدر تأمل وتفكر وكلماته هذه ضمن مقاله عن ديواني شايف يعني مش خايف، وبالمناسبة أنا فوجئت بعدد كبير يتحدث عن خفة الدم وروح السخرية والمداعبة في قصائد هذا الديوان وأنا بالفعل لم أكن أقصدها لكن لفت الأساتذة والقراء نظري لهذه السمة في هذا الديوان، وأنا لا أكتب الشعر السياسي ولا أكتب عن مشروع قومي كما كان يحدث أيام السد العالي مثلا او حتى نكسة يوليو ولا نصر اكتوبر ،انما أكتب عن نفسي ومشاعري وكأني كل الناس وستقرأ في ظلال كلماتي التاريخ المعاصر والهم العام.

هل نحن في عصر الشعر أم الرواية؟

-طبعا نحن في عصر الرواية، لكن الشعر هو الفن الأكثر متعة ونفاذية بين فنون الدراما ،حتى أن الرواية تقل أهميتها كلما اكتفت بالحكي المباشر لكنها تكون ممتعة كلما زادت شاعريتها.

ما رأيك في جروبات القراء على مواقع التواصل الاجتماعي؟

-لكن على كل حال إذا كانت هناك جروبات تشجع فقط على القراءة فهذا النموذج الأمثل لكني لا أتابع كل التجارب بشكل دقيق لأن انطباعي عنها أن انشائها بغرض الدعاية لكاتب أو لشخص أو لمؤسسة، وأنها هناك تنتج نسخا متشابهة لأفكار مكررة وآراء متشابه بما يمكن تسميته ثقافة القطيع.

هل أسهمت الجوائز الأدبية في تحقيق الأهداف التي أقيمت من أجلها؟

الجوائز أحد أساليب وطرق تنمية الوعي ودعم الثقافة والنشر وهي أداه مهمة جدا ومطلوبة،هناك جوائز تهدف إلى اكتشاف روايات وتقديمها للعالم بعد ترجمتها وهناك جوائز تهدف إلى اختيار أفضل نصوص في مجال معين وهناك جوائز محلية لتكريم كتاب داخل الدولة ، وهناك جوائز تهدف لتكريم الناشر، وتنجح الجائزة لو حققت الهدف منها طبعا ويحتاج ذلك إلى رصد موضوعي طبعا، لكنها عامة مهمة جدا ومطلوبة.

في مقال نشر في أخبار الادب للدكتور أحمد الصغير عن ديوانك "يُحَرِّضُ الخطاب الشعري لدي صالح الغازي علي امتلاك الأمل والبحث عنه في كل مكان، رغم أن هذا الأمل يبحث عن بلاد تتبني وجوده وتستثمر بقاءه، لأن الأمة التي تعيش بدون أمل لا تملك مستقبلا واضحا منتجا وقويا ، ويبدو أن الذات الشاعرة تبحث عن مكان أكثر اتساعا ليحمل هذه الآلام والأمال معا" ما تعليقك على ذلك؟

-الدكتور أحمد الصغير هو ناقد وأكاديمي وأستاذ البلاغة في جامعة جنوب الوادي ،أولا أبارك له الفوز بجائزة الأبنودي للكتاب النقدي وثانيا كتب الدكتور المقال عن ديواني سلموا عليا وكأني بعيد 2011 مواكبا لمشاعرنا الوطنية التي تتوق للتغير وكنت شديد التفاؤل بهذا التغير الذي يحدث في مصر وكنت أشعر بأمل حقيقي في امكانية تبدل الأحوال.

تقول الكاتبة فوزية شويش السالم في مقال بعنوان شايف يعني مش خايف..نشر في جريدة الجريدة الكويتية "حينما بدأت القراءة كانت رغبتي هي اكتشاف الفروق ما بين كتابات الأجيال الحالية من شعراء العامية، ومن أسسوا مدرسة للشعر العامي، وعلى رأسهم فؤاد حداد وعبدالرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم وغيرهم. وبالفعل، شعرت باختلاف واضح، لعل أهمه انحسار الاهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى، سواء الداخلية أو الخارجية، أي ما يسمى بالقومية. شعر العامية الجديد الذي تلا تلك الفترة لم يعد له أي اهتمام بها، فمصر اختلفت وتغيَّرت أوضاعها الاقتصادية والسياسية، وضاقت وازدحمت بالبشر، وأصبحت هموم ومتاعب الحياة اليومية أكبر بكثير من الاهتمام بالقضايا السابقة، وأصبح شعار المرحلة كيف تنجو من الطوفان والهرولة والاختناق اليومي خلف رغيف العيش، واصطياده بأي حيلة أو أي طريقة كانت، ما أدى إلى تغير السلوك والطباع لدى الأغلبية الكادحة، لذا جاء شعر صالح الغازي ليكشف ويعبِّر عن حالة زمن يعيشه".

ما تعليقك على ذلك؟

-الاستاذة فوزية هي أديبة كويتية كبيرة ورأيها معتبر وسعدت بقرائتها لدواويني واستقبالها لذائقة شعرية مختلفة ووجدت في رأيها وعيا كبيرا بجدوى الكتابة ومقالها كان شديد الدقة في التحدث عن تجربتي وقدمتها بشكل فيه استيعاب وفهم . وهي محقة في أنني لا أتناول القضايا الكبرى بشكل فج ولا بشكل مباشر،أنا بالفعل أكتب مشاعري ورؤيتي.

حدثنا عن علاقتك بالنقاد وقد ناقشك العديد منهم؟ هل أفادك أحدهم مثلا في قراءة ديوان أو قصة؟

منذ ديواني الأول كتب عني وناقشني العديد من النقاد، وقد أفادوني جميعا وأعتز بهم جدا وبالإضافة لمن تم ذكرهم في الحوار أذكر الدكتور هيثم الحاج علي ونفتقده كناقد، فهوعقلية نقدية متميزة وقد ناقش ديواني الثالث في المحلة الكبرى وأدهشني باستقباله الديوان وبرؤيته التي استفدت منها كثيرا ،وأيضا قدم الزملاء مسعود شومان وحاتم مرعي ود.وليد طلعت قراءات متميزة ومفيدة في دواويني بالإضافة للراحل مجدي الجابري والراحل خالد الصاوي، كما أنني أقمت حفلات توقيع لدواويني في أغلب معارض الكتاب العر بية وسعدت باستقبال الأصدقاء و النقاد لكتبي وأيضا كتب عن المجموعتين القصصيتين الاستاذ عبد الحفيظ الشمري والاستاذ حمد الرشيدي من السعودية.

من صالح المدهش؟

فاجئتني الاستاذة فاطمة المعدول بمقال نشر في صحيفة الوفد عنوانه "صالح المدهش" وتحدثت فيه عني كإنسان وعن تجربتي الشعرية وأيضا عن تجربتي في النشر والإدارة الثقافية وهو مقال اعتز به لأنها كاتبة واعية عميقة ومعروف عنها أنها غير مجاملة وهي أيضا من الرواد في الإدارة الثقافية، وطبعا هذه فرصة لأعبر لها عن امتناني.

حدثنا عن تجربتك في إدارة النشر والإدارة الثقافية وما تقييمك لها؟

-إدارة النشر والإدارة الثقافية هما اهتمامي وعملي منذ 2005 واشتغلت بها في مؤسسات عربية وأسهمت في النشر لعديد من المبدعين والكتاب في السعودية وقدمت عددًا من الفاعليات وحرصت على عمل نظم وأليات عمل مدروسة ومنهجية وقد كرمت من أرامكو السعودية مرتين، كما حصلت الدار التي أدرتها لعدة سنوات على الدار الأولى في الإنتاج الأدبي، وقدمت تجربة متميزة يعرفها الكتاب والزملاء في السعودية انتهت مع 2016، ثم انتقلت إلى الكويت في نفس المجال (الإدارة الثقافية وادارة النشر) وأتمنى أن أوفق فيها ولا أستطيع تقييم التجربة بالكويت لأننا ما زلت فيها أعمل بكل جهدي وبشكل أفخر به.

ما الجديد لديك على مستوى الكتابة؟

-على مستوى الكتابة اقتربت من الانتهاء من ديواني الجديد، وأتمنى أن أجد ناشرًا يرحب به.