الطريق
الثلاثاء 19 مارس 2024 11:08 صـ 9 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

السفير الأمريكي وتدخله الكبير في مجريات الأحداث في ليبيا

صرح السفير الأميركي لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند” في لقاء له ببرنامج فلوسنا رصدته صدى الاقتصادية حيث قال: “نحن نرى أن ليبيا بلد مهم في منطقة جنوب المتوسط، ولديها أيضاً أهمية كُبرى في سوق النفط العالمي من حيث إنتاج النفط والغاز، ولأسبابٍ كهذه تولي الولايات المتحدة ليبيا اهتماماً كبيراً”.

وأوضح “نورلاند” خلال حديثه قائلًا: “كنّا نعمل ضمن مجموعة العمل الاقتصادي مع مصر والاتحاد الأوروبي لإدارة عائدات النفط لتذهب إلى حيث يجب، لكن تفاجئنا أن “صنع الله” وقع تحت ضغوط كبيرة وتم تحويل 2.6 مليار دولار، وكنّا نفضّل التأني في عملية تحويل الإيرادات حتى يتم مناقشة آلية إدارة عائدات النفط حتّى نُعيد الثقة للشعب الليبي بأنّ هذه الأموال سوف تذهب للمكان المناسب، حيث نوّد أن تكون آلية إدارة عائدات النفط بقيادة ليبية بحتة تضم الكُل”.

وفي هذا الشأن قال عامر التواتي، الطبيب والمحلل السياسي الليبي، إنه لا يمر حدث كبير كان أو صغير دون أن يتدخل فيه الإكسيلنس سفير أمريكا أو بالأحرى ولي أمرنا.

أضاف على فيسبوك قائلًا: “لم يترك الاكسيلنس شأنا من شؤوننا دون أن يتدخل فيه , ويعطي أوامر بما الذي يجب علينا أن نفعله وما يجب ألا نفعله في هذ اليوم أو في قادم الأيام، في الحقيقة الأطراف جميعها تنتظر في تصريحات السفير الأمريكي وتعتبرها تأييد لها عندما يمدحها , بل تردد ما قاله الاكسيلنس وتعتبره مكسبا لها وهي مخدوعة أو تخدع نفسها أو تحاول أن تخدعنا نحن عموم الناس”.

وواصل قائلًا: “منذ سنوات عديدة لم أسمع أي مسؤول عسكري أو حكومي ,لم أسمع أي رئيس من رؤساء الحكومات والبرلمانات أو شيوخ القبائل أو رؤساء الأحزاب أو مؤسسات المجتمع المدني ,أو الجيش الوطني أو المجموعات المسلحة أو نخبة الفئة الجديدة، ولا حتى الفقهاء في خطب الجمعة .. لم اسمع أحدا يقول للسفير عليك ان تصمت أو تغادر فهذا ليس شأنك، هذا ولازال البعض يردد لا للتدخل في شؤوننا الداخلية”.

وهذا تحديدًا ماينتظره رئيس حكومة الإستقرار الوطني، فتحي باشاغا، الذي أعلن منذ أيام عن فضل جهود الحكومة والبرلمان الليبي بفك الحصار عن الحقول والموانئ النفطية، والتي لم يقتنع بحقيقة حدوثها العديد من المراقبين والمحللين السياسيين.

حيث أن الحصار النفطي مازال مفروضًا، والقبائل والجماعات التي فرضته لا تأتمر بأوامر رئيس الحكومة الجديد، الذي أتى وجلب معه الفوضى والإنشقاق السياسي، وحتى بوادر حرب عصيبة.

ناهيك عن أن المؤسسة الوطنية للنفط ولا غيرها من الجهات لم تصرح رسميًا عن فك الحصار، جل ما يحدث هو فقاعة إعلامية لجذب الأنظار، ولإظهار باشاغا وحكومته بمظهر المسيطرين على الوضع في البلاد وخصوصًا على النفط، ومنه كسب رضاء الإدارة الأمريكية لتشعرن حكومته وتضغط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية للتنحي عن منصبه وتسليم العاصمة لباشاغا.