الطريق
الثلاثاء 17 يونيو 2025 09:01 مـ 21 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزير التموين يلتقي بعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ لتعزيز سبل التعاون المشترك رئيس جامعة دمنهور يستقبل رئيس المكتب الثقافي بسفارة الكويت بالقاهرة ”البحوث الزراعية” بسخا تستقبل سفير سنغافورة للإطلاع على تجارب زراعة الأرز رئيس الجيزة التجارية يؤكد جاهزية الغرفة لدعم الشراكات الاستراتيجية وزارة الأوقاف تطلق دورة متخصصة في العلاقات العامة والمراسم التعليم العالي: فتح باب التقدم للمنح المصرية الفرنسية لطلاب الدكتوراه للعام الجامعي ٢٠٢٥/٢٠٢٦ لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.. محافظ الوادي الجديد يتابع أعمال إنشاء مبنى خدمي استثماري إزالة 9 مزارع سمكية فى شمال سهل الحسينية على مساحة 380 فدان ببورسعيد محافظ الشرقية يشهد تسلّم أُولى دفعات لحوم صكوك الأضاحي لهذا العام السفير المصري في بغداد يلتقي مع رئيس جمهورية العراق محافظ كفر الشيخ: توزيع 2 طن لحوم صكوك أضاحي للأسر الأولى بالرعاية بمراكز المحافظة رئيس الوزراء يُلقي كلمة خلال منتدى الأعمال المصري - الصربي

الكاتب صالح رجب: القاتل والضحية ربما كانا ضحية لنا!

قال الكاتب محمد صالح رجب، إن الموت حق على البشر جميعا، ولا يستثني أحدًا، كل البشر أمامه سواء، يوميا يموت كثير من الناس منهم الغني والفقير، المسن والشاب، الرجل والمرأة، الصالح والطالح.. منهم من يموت على سريره ومنهم من يموت في عرض البحر، أو يستشهد أو يقتل بدم بارد.. فالأسباب تتعدد والموت واحد. لكن هناك من حالات الموت ما هو "صادم" لأن المتوفى ضحية لأسباب كان بالإمكان تلافيها.

وأضاف، في تصريح لـ "الطريق": صُدِم المجتمع بمقتل طالبة جامعة المنصورة المغفور لها بإذن الله "نيرة أشرف"، لكن هذا المجتمع انقسم على نفسه، منهم من علق المشنقة لقاتلها قبل أن يحاكم، ومنهم من لم يرع حرمة الميت وحمّل الفتاة المسؤولية، يقولون: هي التي فتحت له الباب، هي التي أغوته ثم صكت في وجهه الباب، يقولون: لم تكن ترتدي ملابس" حشمة"، إنها ترتدي الجينز! انها غير محجبة! يقولون ويقولون.. وعن القاتل سيقولون ما لم يقله مالك في الخمر.

وتابع: بعيدًا عن التشنج، ألم يفكر كلا الفريقين أن مصر فقدت اثنين من شبابها؟ ألم يفكروا أن أحلام شابين وأسرتيهما صارت هباء منثورا؟ ألم يفكر هؤلاء في ذوي الفقيدة والقاتل الذي بات لا مستقبل له بعد أن تلطخت يداه بالدماء؟ ألم يفكر أحدهم أن القاتل والضحية في مثل تلك الجرائم ربما كانا ضحية لنا؟ ضحية لفقر وجهل وتشدد وإسفاف فني وثقافي وفساد كنا نحن مسؤولين عنه بشكل أو بآخر ولسنوات طويلة؟

وأوضح: فقر يدفع لتقديم تنازلات أو الإقدام على أفعال لم تكن لتؤتى لولا الفقر، وجهل وتشدد وثقافة رديئة تصدر لنا أن المرأة ملعونة، سبب كل المصائب، تمارس ما يمارسه الشيطان من إغواء، ألم تخرج آدم من الجنة؟ أليست ناقصة عقل ودين، أليست شهادة الرجل بشهادتين لها؟ صوتها عورة، وجهها عورة، إن لم تلتزم الحجاب فلتتحمل مسؤولية ما يحدث لها. وفي المقابل تَجَرُؤ على الدين ورموزه، وإسفاف وانحطاط فني وثقافي يقدم العنف والعري والتافه والسطحي من الأعمال ويحتفي بأصحابه بدفعهم لمقدمة الصفوف فيقتدي بهم شبابنا. ناهيك بالفساد الذي يدفع ببعض من غير الأكفاء الى مقدمة الصفوف لاسيما في بعض المجالات وعلى رأسها الثقافة.

وأشار إلى أن مقتل الطالبة نيرة أشرف لن يكون الأخير إن ظللنا ندفن رؤوسنا في التراب دون أن نواجه المشكلة، سيُحاكم القاتل ويأخذ جزاءه، وسينسى الناس الأمر وينشغلوا بأمور أخرى، فما يشغلنا الكثير، حتى يتفاجأ المجتمع ويصدم من جديد بجريمة مماثلة أو أبشع ومجددا ينقسم الناس على أنفسهم بذات الطريقة.

وتابع: إن أردنا الحل فالحل في عدالة تسمح بحياة كريمة وتكافؤ الفرص الذي يفتح باب الأمل ويدفع للمنافسة ليقدم الأكفاء بعيدا عن الواسطة والشللية والرشاوى، الحل في التعليم والثقافة، في حصة شيخ منفتح يفهم الدين كما يجب، ومدرس بلا مشكلات يتفرغ لتعليم طلابه مناهج تستوعب الآخر وتعلي من قيم الإنسانية، الحل في حصة التربية الرياضية والموسيقية وعروض المسرح المدرسي، الحل في قانون يطبق على الجميع، يحفظ الحقوق ويردع المتجاوزين.

اقرأ أيضًا: الكاتب محمد جراح تعليقا على حادثة نيرة أشرف: سلبية الناس أصبحت ظاهرة