الطريق
السبت 27 أبريل 2024 04:36 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بوجه مكشوف محاط بالورود .. شاهد صورة نادرة لجثمان عبدالسلام النابلسي قبل دفنه مباشرة

عبدالسلام النابلسي
عبدالسلام النابلسي

لم يكن عبدالسلام النابلسي، في طفولته يجهز نفسه لكي يكون واحدا من كبار نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي، فكل ما كان يشغله في سنواته الأولى، اللعب كأي طفل، والمذاكرة والاجتهاد حتى يحقق حلم عائلته بأنه يصبح مثل جده وأبيه "قاضي شرعي".

عاش "النابلسي" في طرابلس اللبنانية، طفولته وحتى شبابه بشكل تقليدي للغاية، حتى قررت أسرته أن ترسله إلى مصر ليدرس بالأزهر الشريف، ويعود إليهم قاضيا شرعيا كما كان الكل يحلم، غير أن مشاركة وحيدة لعبدالسلام في ثورة 1919 قلبت كل الموازين.

ففي أحد الأيام وبعد أن خرج "عبدالسلام" في المظاهرة، قادته الصدفة إلى مقهى الفنانين، وهناك التقى الفنان الكبير حسن فايق، الذي كان بدوره يقود مظاهرة صغيرة هو الآخر.

وقتها أدرك "النابلسي" أن الفنان له دور كبير ومهم فى الحياة العامة، وأنه ليس كما كانت أسرته تخبره مجرد "أراجوز"، وأمام حالة الإعجاب تلك، وجد "عبدالسلام" نفسه يتسرب يوميا إلى مقهى الفن ليستمع إلى حكايات الكومبارس عن النجوم وحياتهم اليومية وكواليسهم في المسرح والسينما.

وبعد شهور قليلة، تأكد عبدالسلام النابلسي، أن الفن هو طريقه، لكن العقبة الكبرى أمامه كانت في طريقة إخبار أسرته بالأمر، وهنا هداه تفكيره إلى العمل بالتمثيل سرا بعد أن اتخذ قراره النهائي بترك الأزهر.

بدأ "النابلسي" يجرب موهبته كممثل في فرقة يوسف وهبي، الذي لم يمنحه أي دور وطلب منه أن يبقى في الفرقة ليتعلم أولا، وهو ما رفضه "عبدالسلام"، ليقرر الانضمام إلى فرقة جورج أبيض والذي لم يقتنع به أو بموهبته، ليغادر الفرقة سريعا، ويبدأ رحلة البحث عن فرق أخرى وأعمال أخرى حتى وصل إلى العمل صحفى وناقد فني، وهو ما جعل بعض الفنانين يلتفتون إلى كتاباته لتلتقطه عزيزة أمير، وتضعه على أول طريق النجومية، مخرج وممثل.

بسرعة البرق تفوق النابلسي على الكثير من نجوم الكوميديا بفضل تركيبة الشخصية التي اعتمدها فى أدواره، لهذا الراجل الارستقراطي الذي يتعامل مع الجميع بنوع من التعالي وهي صفة كانت تلازم "النابلسي" في الواقع، بعيدا عن الكاميرا.

ورغم أن "عبدالسلام" عاش حياته فى رغد وهناء، إلا أن الأيام الأخيرة جاءت لتعصف بكل تلك الذكريات السعيدة وجعلته يوافق على بعض الأعمال التى لم تكن تناسب موهبته لمجرد أن يجد مالا ينفق منه على أسرته، حيث اشتدت الأزمة المالية التى مر بها فعاد إلى لبنان يصارع المرض، حتى وفاته، وقيل وقتها إن زوجته لم تجد المال لدفنه فاستعانت بصديقه المقرب فريد الأطرش، الذى تكفل بكل مصاريف الجنازة والدفن، وتردد وقتها أن النابلسي دُفن "ع النوتة".