منة شلبي.. ابنة الساحر المضيئة

تفوقت على  نفسها في تعدد الأدوار وتنوعها وسارت بثقة إلى منصات التتويج

فى أحدث لقاء إذاعى لها، وبالتحديد فى إذاعة «نجوم إف إم»، (التى تقوم بنشر اللقاءات الإذاعية على يوتيوب)، ظهرت منة شلبى بجسد نحيف للغاية جعل جمهورها يتساءل ما السر وراء ذلك؟.

وبالبحث تبين أن «شلبى» تجهز لدور جديد والشخصية تتطلب ظهورها بهذا الشكل النحيف، ولذلك أفصحت عن طريقة إنقاص وزنها بشرب كوب ماء دافئ بالليمون، والاعتماد على الفاكهة وعسل النحل، بجانب البعد عن الكربوهيدرات، والابتعاد عن السكريات، ويرجع ذلك لإيمانها الشديد، كما قالت فى اللقاء، بأن الفن «علم وموهبة»، وهذه هى معضلة المشتغلين بالفن فى مصر، فأغلبهم يعتمد على موهبته فقط دون أن يحاول بذل الجهد فى إدارة موهبته بشكل علمى لكى يحافظ على نجوميته ويسير على طريق النجومية بشكل صحيح يجعله اكثر استمرارا تحت الاضواء.

منة شلبى، هى ابنة الراقصة «زيزى مصطفى»، لذلك كان من السهل دخولها إلى عالم التمثيل، وهو ما حدث بالفعل فى فيلم «الساحر» مع محمود عبدالعزيز، والذى قدمت فيه منة شلبى مجموعة من المشاهد الجريئة التى جعلتها مشهورة ضمن أوساط المراهقين، وكان من الممكن أن تعتمد على ذلك وتسير فى هذا الاتجاه وألا تقدم إلا مثل هذه النوعية من الأدوار، معتمدة على الشهرة التى حققتها، ولكنها صممت على أن تكون مختلفة وأن تراهن على موهبتها وتؤدى شخصيات متناقضة عبر مشوارها الفنى كى تكسب احترام الجمهور.

فقدمت أدوارا فى أفلام كوميدية مثل «فيلم هندى» مع أحمد ادم، و«اوعى وشك» مع أحمد رزق، و«كلم ماما» مع عبلة كامل، و«أبوالعربى» مع هانى رمزى، و«فى محطة مصر» مع كريم عبدالعزيز، و«كدة رضا» مع أحمد حلمى، و«سمير أبوالنيل» مع أحمد مكى، كما قدمت مجموعة متميزة من الأدوار فى الأفلام الرومانسية والدرامية، مثل «عن العشق والهوى» مع أحمد السقا، و«إنت عمرى» مع هانى سلامة، و«الحياة منتهى اللذة» مع حنان ترك، و«آسف على الإزعاج» مع أحمد حلمى، و«نور عينى» مع تامر حسنى، و«واحد من الناس» مع كريم عبدالعزيز، و«بحب السينما» مع ليلى علوى.

منة أيضا كان لها العديد من الأدوار التى قدمتها فى أفلام تحمل رسائل سياسية شديدة الوضوح وقامت بتأديتها بكل براعة، مثل دورها فى فيلم «هى فوضى» مع خالد صالح عندما قدمت شخصية نور تحت قيادة يوسف شاهين وخالد يوسف، وكان هذا الفيلم تعبيرا عن فوضوية السلطة فى مصر وتنبأ بحالة الاحتجاج الشديدة على هذه الطريقة الخاطئة فى إدارة الحكم وخاصة من جهاز الشرطة وهو ما حدث فى 25 يناير، وأيضا دورها فى فيلم «نوارة» الذى حمل اسم شخصيتها فى الفيلم، ولكن هذه المرة الفيلم تدور أحداثه فى فترة 25 يناير، وعبرت فيه منة شلبى عن أحلام المهمشين والفقراء، حيث عملت خادمة فى منزل أحد وزراء النظام الذى قامت عليه الثورة، وكانت أقصى أمانيها قضاء بعض أوقات الرفاهية فى منزل الوزير الثرى فى فترة غيابه عن المنزل، وهى تقضى باقى حياتها بحثا عن «شربة» ماء نظيفة غير ملوثة، واستطاعت منة بهذا الدور أن تحصل على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبى السينمائى الدولى.

وفى هذه الأيام ستكرم أيضا منة شلبى فى افتتاحية الدورة الثالثة من مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة بسبب إسهاماتها الفنية بإلقاء الضوء على أبرز قضايا المرأة من خلال مشوارها الفنى، ومن المؤكد أن منة شلبى تستحق هذا التكريم، الذى لن يكون الأخير فى حياة هذه الفنانة المبدعة التى نفخر بتواجدها معنا.