الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 09:29 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

لم يجد قوت يومه ولم يعلم أحد بموته إلا بعد تعفن جثته.. النهاية المأساوية لـمحمد كمال المصري

محمد كمال المصري
محمد كمال المصري

تُخلد السينما في ذاكرتنا تلك الانطباعات التي نكونها بمرور الوقت عن النجوم والفنانين، فنصدق أن من عاش يُضحكنا ويتنزع منا الضحكات هو أسعد إنسان على وجه الأرض، وأن من يجسد أدوار الشر، هو أكثر إنسان نُزعت من قلبه الرحمة، لكن الحقيقة تأتي دوما عكس تلك التصورات والانطباعات.

ابن مدرس الأزهر الذى أفسد خطط والده

من بين النجوم الذين برعوا قديما فى مجال الكوميديا، وابتكروا لون جديد من التشخيص والتمثيل كان محمد كمال المصري، الذى وُلد فى 11 أغسطس من العام 1886، في شارع محمد علي.

نشأ محمد في أسرة لا تهوى الفن بأى شكل من الأشكال، بل على العكس كان والده المدرس بالأزهر، يؤهله ليمضى على نفس طريقه، غير أن دخول محمد كمال المدرسة الأميرية، بدل الأحوال وأفسد كل خطط الأب، خصوصا بعد أن اكتشف الأساتذة موهبة محمد الكبيرة في مجال التمثيل، فراحوا يشركونه فى كل العروض التي تقدمها المدرسة إلى جانب مشاركاته المميزة فى جماعة الخطابة.

ميلاد شرفنطح

بعد فترة من التألق فى المدرسة بدأ محمد كمال فى التنقل بين الفرق المسرحية المختلفة، حتى دفعه القدر إلى فرقة سلامة حجازي، التي فتحت له أبواب الشهرة، خصوصا بعد أن شارك في مسرحية "مولود بشارع محمد على"، وجسد خلالها شخصيته الشهيرة "شرفنطح" أو "نطاط الحيط" التى سيُعرف بها لاحقا في الوسط الفني.

بداية النهاية

بعد النجاح الكبير الذي حققه محمد كمال مع فرقة سلامة حجازي، تنقل بين أكثر من فرقة وأكثر من عمل فنى، حتى استقبلته السينما بأفضل ما يكون وأسهمت فى صناعة نجوميته وشهرته الكبيرة، غير أن البدايات السعيدة لا تشير بالتبعية إلى نهايات سعيدة، حيث بدأت سلسلة من المشاكل والصعوبات في التداعي لتنهى ما صنعه "شرفنطح" وتصل به إلى النهاية المأساوية التى لم يكن أشد أعداؤه يتمناها له.

اعتزال إجباري

ففى العام 1954 أصيب "شرفنطح" بالربو، ولم يعد قادرا على الوقوف على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، ومع تعليمات الأطباء بضرورة الراحة، بدأ المنتجون والمخرجون فى البحث عن بديل له، وهو الأمر الذي أحزنه كثيرا، لاسيما أنه أنفق كل أمواله على العلاج، ولم يعد يجد قوت يومه، حتى انتهى به الحال إلى الإقامة فى غرفة مظلمة وحيدا، ومع وصول أخباره للنقابة قررت صرف 10 جنيهات له معاش شهري.

جثة متعفنة

ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد حيث انتهى به الحال في 1966 إلى الوفاة دون أن يعرف أحد أنه توفي، حيث لم يشعر الجيران برحيله إلا بعد خروج رائحة كريهة من شقته، ليقتحم الجيران الشقة ويتأكدون من رحيله بعد أن تعفنت جثته لمدة أسبوع.