«الست تلبس قطعة واحدة!».. علماء الأزهر ينتفضون ضد داعية سعودي بسبب فتوى عن العورة والصيام
لم ينتهِ الجدل الدائر حول واجبات الزوجة وحق الرضاعة، حتى انشغل الرأي العام بتصريحات الداعية السعودي، أحمد الغامدي، المدير العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، بشأن ضعف الأحاديث الدينية الخاصة بالعورة وصيام 6 أيام من شوال (الستة البيض).
بدأ الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بعد تصريح الداعية الغامدي في مداخلة تلفزيونية، بأن حديث الفخذ عورة، ضعيف وعلله أبو حاتم وابن القطام باضطراب، فالحديث مضطرب فيه زرعة وكلاهما مجهول.
العورة
وأضاف أحمد الغامدي، أن العورة للرجال والنساء هي العورة المغلظة، وهي القبل والدبر فقط أما ما سوى ذلك بالنسبة للرجل فهو يتعلق بالعرف، وبالنسبة للمرأة فهناك العورة المغلظة وهناك ما يجب عليها أن تستره لقول الله تعالى «ولا يبدين زينتهن»، فإذن المرأة هناك شيء يسمى واجب الستر ولا يعني أنه عورة.
صيام الـ6 من شوال
وتطرق الغامدي إلى صيام 6 أيام من شهر شوال قائلًا: «الحديث لم يثبت، ورواه أبو سعيد الخدري وروي عنه مرفوعًا وموقوفًا ومعلولًا بالوقف ولم يثبت عن النبي محمد أنه صام الست من شوال ولا عن أصحابه، كعمل لم ينقل عنهم».
ما هي عورة المرأة؟
وتعليقًا على ذلك، قال الشيخ علي المطيعي أحد علماء الأزهر الشريف، إن الأمة أجمعت منذ عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى يوم الدين أن عورة المرأة هي كامل جسدها ما عدا الوجه والكفين، ولو تأملنا قضية الصلاة نجد أن شرط صحة الصلاة ستر العورة.
وأوضح «المطيعي» في تصريحات خاصة لـ«الطريق» أن المرأة إذا صلت بكشف فخذها أو ذراعها فصلاتها باطلة لأنها لم تحقق شرطًا من شروط الصلاة ألا وهو ستر العورة.
واستشهد بالآية الكريمة في سورة النور: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ۚ ذلك أزكى لهم ۗ إن الله خبير بما يصنعون (30) وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ۖ وليضربن بخمرهن على جيوبهن ۖ ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ۖ ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ۚ وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون».
حجاب المرأة
وبيّن العالم الأزهري، أن تصريحات الداعية أحمد الغامدي، تدفع إلى الانحلال، مشيرًا إلى أن حجاب المرأة أمر مقطوع به وليس بحاجة إلى تفلسف ولا يقبل المساومة بين المسلمين.
وانفعل الشيخ علي المطيعي وهو يقول: «انتوا عايزين الست تلبس قطعة واحدة تستر بها القبل والدبر بس.. ده غير المسلمين معملوش كده».
عورة الرجل
وعن عورة الرجل قال العالم الأزهري، إنها قضية فيها خلاف فقهي فهناك آراء تقول إنها العورة المغلظة التي تقتصر على القبل والدبر فقط، وأخرى تقول إنها ما بين السرة إلى الركبة.
وحول موقفه من أن حديث صيام 6 من شوال ضعيف، أوضح «المطيعي» أن هذا الحديث الذي يقول «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر» رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو صيام نافلة فمن تطوع خيرًا فهو خير له، وأن تصوموا خيرا لكم إن كنتم تعلمون.
مفهوم البدعة
وردًا على قول الداعية السعودي بأنه لم يثبت عن النبي محمد (ص) أنه صام الست من شوال ولا عن أصحابه، كعمل لم ينقل عنهم، تساءل العالم الأزهري: «هل لو صام المسلمون تلك الأيام ربنا يعاقبهم ويدخلهم النار عشان صاموا، وبدل ما ياخدوا ثواب ياخدوا ذنب!.. انتو عايزين إيه؟.. ده اللي ميعجبوش العجب ولا الصيام في رجب.. ده حتى لو افترضنا أنها أحاديث لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهل الصيام بدعة؟ لا طبعًا لأن مفهوم البدعة مختل عند هذا الداعية».
«ما هذه المصائب؟»
أما الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فقال إن هذا الكلام- يقصد تصريحات الداعية السعودي- تافهًا ولا قيمة له ولا وزن، مردفًا: «ماذا يعني أن الفخذ عورة أو ليس بعورة، ما هذه المصائب».
مخطط جهنمي
وكشف «كريمة» في تصريحات خاصة لـ«الطريق» أن الحديث في هذه الأمور مخطط جهنمي لجر العلماء عن القضايا الأساسية مردفًا: «هنبقى إلحق هبة قطب بتقول، إلحق نهاد أبو القمصان إلحق داعية سعودي إلحق محمد عطية.. خلاص إحنا نسيب الخطاب الديني والإرهاب ونفضل نرد على شوية فقاعات!.. إحنا عندنا قضايا أكبر عندنا إلحاد في البلد 3 ملايين ملحد».
اقرأ أيضًا: عالم أزهري: ”العريس مش ملزم شرعا بشراء شبكة للعروسة”
