الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 03:02 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أدباء ونقاد لـ«الطريق»: المرأة حققت نجاحات كبرى وبعض الثقافات السائدة بحاجة لتغيير

حلول ناجحة لقضايا المرأة
حلول ناجحة لقضايا المرأة

تتواصل احتفالات المؤسسات المصرية خاصة الثقافية بإنجازات المرأة ونجاحاتها في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بالإضافة إلى الاستعداد للاحتفال بعيد الأم المصرية اللذين يحلان في شهر مارس من كل عام.

وأشاد الكتاب والمثقفون والأدباء وأساتذة الجامعات بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المرأة في السنوات الأخيرة.

وأكدوا أنها نجحت في تعظيم مكانتها في المجتمع، وتبوأت الكثير من المناصب؛ فأصبحت وزيرة وسفيرة وأستاذة جامعية وقاضية، وغيرها من الوظائف المؤثرة في بناء المجتمع ونهضته.

ووصفوها بأنها العمود الفقري للحياة بشكل عام؛ سواء أكانت أما أو معلمة أو زوجة أو عاملة أو صانعة، أو غير ذلك من الأدوار البناءة.

وشددوا على أنه لا غنى عن دور المرأة وعطائها وإنجازاتها في المجتمع، الأمر الذي يجعلها محل رعاية الجميع أُمّا وبنتًا وزوجة وأختًا في كل يوم، وفي كل زمان ومكان ومجال.

تشجيع المرأة على المشاركة

يؤكد الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ الأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة القاهرة أن المرأة حققت الكثير من النجاحات في العديد من القضايا خلال السنوات الماضية.

ويلفت إلى أن قضايا المرأة نفسها قديمة، ومطروحة منذ القدم، وكل قضية يأتي عليها زمن يتم تناولها فيه بطريقة مختلفة تبعا للمناهج والمستجدات الثقافية والفكرية.

ويقول: وصلت المرأة في عصرنا الحاضر إلى أن تكون مديرة، وأن تكون عضوا في البرلمان، وأن تكون وزيرة، وأن تكون رئيسة في جمهوريات معينة.

ويوضح أنه حدث تغير كبير في فكر كثيرين من الرجال، فأصبحوا يشجعون المرأة على المشاركة في كثير من المجالات، لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات.

ويشيرإلى أنه مرت فترة زمنية ظل خلالها الكثيرون يرفضون أن تكون المرأة أعلي منهم في المركز، وقد تغير هذا الأمر تماما، وأصبح مقبولا عند غالبية الرجال.

يضيف أننا عندما نشاهد فيلما قديما يعبر عن قضية قديمة للمرأة لن نشعر بما كنا نشعر به من قبل، فقد تغيرت أحوال المرأة إلى الأفضل والأحسن، ووجد الكثير من قضاياها الحلول الناجعة.

فعندما نشاهد فيلم "زوجتي مدير عام" نضحك كثيرا، ونستمتع به، ولكننا لا نتفاعل معه، فقد أصبحت المرأة وزيرة وقاضية ورئيسة أيضا، ولا نتعجب من كونها تعلو في المناصب فوق الرجل.

ويشدد الدكتور أحمد عبد العزيز على أن مجالات الأدب والثقافة في مقدمة المجالات التي تميزت فيها المرأة، فكثيرات احترفن الشعر وكتابة القصة والرواية، خاصة السعوديات والخليجيات.

نشر الوعي بأهمية دور المرأة

وترى الأديبة والناقدة الدكتورة هويدا صالح رئيس تحرير مجلة "مصر المحروسة" الصادرة عن وزارة الثقافة، أن هناك حاجة ملحة لتغيير بعض الثقافات السائدة، ونشر الوعي في المجتمع بأهمية دور المرأة إلى جوار الرجل في مختلف مجالات التنمية والبناء.

وتحدد ثلاثة مجالات يمكن من خلالها دعم الوعي لدى الناس بأهمية مكانة المرأة ودورها، فهذا من شأنه المساهمة في دفع قضايا المرأة:

الأول: أن التعليم منذ الصغر يغرس قيم التعدد، وقبول الآخر، سواء كان الآخر رجلا أو امرأة أو أبيض أو أسود.

الثاني: تفعيل دور الثقافة، وتطوير الخطاب الثقافي نفسه.

الثالث: الاستفادة من الخطاب الديني الواعي المستنير، وحماية المنابر من أن يعتليها من لا يفهم المشتركات الإنسانية.

مطلوب التخلص من هذه الممارسات

وتعرب الدكتورة هويدا صالح عن أسفها لأن الثقافة الذكورية مازالت هي المتحكمة في وعي البعض؛ فكلما نجحت امرأة في مجال أو حصلت باجتهادها على منصب تجد من يشكك في نجاحها لمجرد أنها امرأة. وتلفت إلى بعض الممارسات المعيبة التي ينبغي التخلص منها، فالفتاة معرضة للتحرش والتنمر من قلة غير واعية، وفي أحيان كثيرة لا تجد من يدافع عنها، بل بالعكس يقومون بإلقاء التهم عليها بأنها هي من تسببت في ذلك؛ لأن ملبسها أو شكلها لا يعجبهم.

وتقول: إن التنمر يأتي من انعدام ثقافة التعددية لدى بعض الناس الذين لا يؤمنون بثقافة قبول الآخر، فضلا عن أن بعض المسلسلات يظهر المرأة مجرد إغراء أو جسد.

وتشير إلى أن البعض يصر على أن يكون الخطاب طوال الوقت ضد المرأة، فهي في رأيه لا تستطيع تحقيق أي شيء على المستوى الثقافي، أو الاجتماعي، وغيرهما.

وتشدد على أنه لابد من علاج تلك المظاهر، وأن نتوقف عن إلقاء اللوم طوال الوقت على المرأة، ونحفظ لها حقها في المشاركة في مختلف المجالات، والنجاح والتميز.

إنجازات حضارية في مختلف المجالات

ويدعو الدكتور أحمد الحسيسي، أستاذ الأدب الفارسي بجامعة عين شمس، ورئيس لجنة الترجمة في اتحاد كتاب مصر إلى التعريف بمكانة المرأة المصرية ودورها الرائد في المجتمع، وإنجازاتها الحضارية في مختلف المجالات بالمساواة مع الرجل.

ويقول: لا شك في أن المرأة المصرية صاحبة تاريخ مشرف من العطاء والبناء والإنجازات في جميع المجالات، ومن حقها تشجيع دورها في الكثير من المجالات الحياتية الحيوية، خاصة التربية، والتنمية الشاملة، وتحقيق التقدم، بالإضافة إلى تجاربها الناجحة في شتى الميادين؛ حتى يتعرف عليها العالم من حولنا، ويستفيد منها في النهوض بمجتمعاته.

لقد نجحت المرأة المصرية وزيرة وقاضية وأستاذة جامعية وصحفية وأديبة وخبيرة في شتى المجالات، وأصبحت قريناتها في كثير من الدول تتطلع لبلوغ إنجازاتها ونجاحاتها.

ويشدد على أنه لا غنى عن دور المرأة وعطائها وإنجازاتها في المجتمع، الأمر الذي يجعلها محل رعاية الجميع أُمّا وبنتًا وزوجة وأختًا في كل يوم، وفي كل زمان ومكان ومجال.

ويضيف أن الإنجازات المعاصرة للمرأة المصرية في جميع المواقع التي شغلتها والمناصب التي تقلدتها عن جدارة خير شاهد على استمرار دورها الحضاري الرائد منذ القدم حتى يومنا هذا بصورة تجعلها محل احترام العالم كله.

ويشير إلى أنّ لجنة الترجمة في اتحاد كتاب مصر تؤدي دورا مهما في إبراز نجاحات المرأة ودعم إنجازاتها، يتمثل في استضافة شخصيات تحترم دور المرأة وأثرها على المجتمع، وحاجته إليها.

المرأة العمود الفقري للحياة

وتصف أسماء عبد الناصر المدرس المساعد بآداب القاهرة المرأة بأنها العمود الفقري للحياة بشكل عام؛ سواء أكانت أما أو معلمة أو زوجة أو عاملة أو صانعة؛ وغيرها من الأدوار التي قامت وتقوم بها المرأة طوال حياتها رغبة في حياة أفضل لأسرتها والمجتمع بشكل عام.

وتقول: إن معاناة المرأة في المجتمعات العربية كان نتاجًا لبعض الأفكارالمغلوطة التي ألصقها المنتفعون بالدين أو الأعراف أو التقاليد أو غيرها بالمرأة.

وتمكنت المرأة في أيامنا الحالية من إثبات دورها وشأنها وسط هذا الزحام الذكوري؛ وهذا ما جعل التصورات المغلوطة تتراجع خطوة فخطوة، فبدأ المجتمع يعمل على استيعاب مشاركة المرأة في كثير من المهام التي لم يتصور في يوم من الأيام أن تمثل المرأة فيها؛ فقد أصبحت المرأة قاضية، وحكمًا في مباريات كرة القدم للرجال، وغيرها الكثير والكثير.

وتؤكد أنه على المستويات الاجتماعية المختلفة وجدنا نماذج عديدة سعت لنشر الوعي لخدمة المرأة؛ مثل حملات التوعية بضرر ختان الإناث، ومحاربة ظاهرة التحرش حتى أصبح القانون أكثر دعما في حمايتها من مرتكبي جرائم التحرش وغيرها من جرائم العنف الأسري ضد المرأة خاصة.

وتضيف أن وجود المرأة بأدوارها التنموية في المجتمع ساعد بشكل فعال في نشر الوعي بما تحتاجه المرأة من دعم لحقوقها ودورها، وما يجب أن ترفضه من عنف وسوء معاملة.

وتوضح أسماء عبد الناصر أن طبيعة المرأة لم تكن يوما صالحة لتكون رجلا وكذلك الرجل، ومحاولة رسم صورة مشابهة تخل بالتوازن الموجود في المجتمع والحياة بشكل عام؛ فالمرأة امرأة والرجل رجل، وكل منهما لا يحق له أن يقلل من شأن الآخر أو أن يحصر الآخر في صورة نمطية متخلفة.

إن محاولات مقارنة المرأة بالرجل في حد ذاتها تقليل من شأن المرأة، فلماذا نمتدح المرأة بأنها بـ١٠٠ رجل؟ المرأة العظيمة يكفيها أنها امرأة، وهكذا الرجل أيضا، فلا مقارنة بينهما ولا حرب بينهما وليس تمكين المرأة تهميشا للرجل.

اقرأ أيضا: اليوم انطلاق «أدرينالين» ضمن فاعليات الجامعة الأمريكية بالقاهرة