الطريق
الإثنين 13 مايو 2024 05:21 صـ 5 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

زواج الجن من الإنس حقيقة أم خيال.. «علماء الأزهر» يجيبون

زواج الجن من الإنس حقيقة أم خيال
زواج الجن من الإنس حقيقة أم خيال

حقيقة زواج الجن بالإنس.. هو موضوع من القصص الخيالية والأساطير التي تتداولها الناس في بعض الثقافات في الفترة الأخيرة، يقومون بترويج فكرة زواج بين كائن بشري وكائن غير بشري، وهذه الفكرة محملة بالغموض والخيال.

وفي السطور التالية، سنتطرق إلى قول علماء الأزهر حول حقيقة زواج الجن من الأنس.

حقيقة زواج الجن من الإنس

في البداية، قال الدكتور محمد أبو بكر، من علماء الأزهر الشريف، عن حقيقة زواج الجن من الأنس، إن الله عز وجل، قال: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "، من أنفسنا أي من جنس ما يُألف، كذلك قال الله تعالى: "قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيم"، أي رسول من نفس جنس البشر.

وقال "أبو بكر" خلال مقابلة تلفزيونية: إن الزواج بين الجن والإنس غير جائز شرعًا، ومن وجهة نظر عقلية، قال الله تعالى: "وخلق الجان من مارج من نار فبأي آلاء ربكما تكذبان"، والإنسان خُلق من طين، فكيف يمكن للنار أن تلمس الطين، وكيف يمكنه أن يمارس حياته اليومية وأنشطته، مشيرًا إلى أن هذا الشعور هو حلم يسيطر عليه الشيطان وليس حقيقة.

هل زواج الإنس من الجن أمرًا وارد؟

وفي هذا السياق، أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على سؤال، يقول السائل: هل زواج الإنس بالجن وارد؟.. رد عليه "جمعة"، قائلا: إنه في هذه القضية نص العلماء على أنه إذا أمكن هذا “زواج الإنس بالجن” فهو حرام.

وفي برنامج "والله أعلم" الذي يعرض على قناة cbc، أضاف علي جمعة في وقت سابق أنه إذا أتى شخصٌ وأدعى أنه حصل على جنية ويرغب في الزواج منها أو أنه تزوجها، سنقول له أننا لن ندخل في نقاش حول ما إذا كانت الجنية تحركت وأصبحت بشكل إنساني أم لا. ومع ذلك، فإن هذا الزواج لا يعني أنه ممكن، بل يعني أنه إذا كان ممكنًا، فإنه حرام.

وأوضح علي جمعة أن اتحاد الجنس بمعنى أن كلا الأطراف إنسان شرط من شروط الزواج. وأشار إلى أن شخصًا جاء إليه وسأله قائلًا "أنا أحب حمارتي جدًا، هل يمكنني الزواج منها؟"، فنقول إن الزواج المراد به من الجنس الآخر، أو زواج الإنسان من الحيوان، غير مسموح به، فالحمارة تنتمي لفصيلة الحيوانات، والزواج هو تحالف بين البشر.

اقرأ أيضا: الإفتاء تحسم الجدل بشأن رفع اليدين أثناء دعاء خطبة الجمعة

هل يحق لامرأة أن تتزوج من حمار؟ بالتأكيد لا، وإذا حدثت علاقة بين إنسان وحيوان فإن ذلك يعتبر حرامًا ويُعدُ خطيئة.

في الرد على سؤال حول ادعاء امرأة بأن الجني اضطرها للزواج منه، هل هذا ممكن؟ يقول الإمام مالك إن ذلك غير ممكن، وإذا سمحنا بذلك فسوف تدعي الزانية أنها حامل من الجني، وهذا لا يحدث ولا يصح.

خالد الجندي: مايشاع بين الناس عن زواج الإنس من الجن تزييف بالعقول

ومن جانبه، رفض الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ينتشر بين بعض الأشخاص الروايات حول زواج البشر من الجِنّ أو العكس، وتقول بأن الشياطين يسرقون الأموال والذهب من المنزل، ولا أدلُّ للأمر إلا أنه تَلاعُب بالعقول.

وقال خالد الجندي: "فور انتهاء الحلقة ستجد من يقول إن هذا الكلام الوارد بها كله خطأ، ويبدأ فى حكى تجاربه الشخصية ستجد من يقول إن فانلة سرقت رغم أنه يوجد قميص وكرافتة مثل مسرحية فؤاد المهندس، ومن يقول عن النار اشتعلت فى منزله وكل هذه الأحداث ناتجة عن تغفيله أو أحد ضحك عليه من داخل منزله وجاى يرمى جهله وبلاه علينا ويقولنا الجن ويفتح الباب لكل حرامى ومرتشى".

وتابع: "فى ناس عندها هوس وضلالات ويقولك متزوج من جنية واللي يقولك متزوج من تحت الأرض، هذا الكلام يحصل نتيجة رعونة بعض الشيوخ فى تبيين الحقائق بشكل علمي ومنهجى وتزييف العقل وتزييف البحث العلمي، فبقينا أضحوكة لدرجة أن واحد مثل الإمام أبو حنيفة والذى قال لا أفتى بهذا أبدًا".

وأشار إلى أن الإمام أبو حنيفة رفض الإفتاء بذلك، وقال من الممكن أن تأتى امرأة حاملاً من الزنا وتقول من الجن، متسائلاً: "حتى متى ستصبح الأمة منكوبة بفتاواها؟".

هل هناك ما يسمى بالجن العاشق؟

وفي ذات السياق، أرسلت سيدة سؤالا الى الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء تقول فيه: "هل هناك ما يسمى بالجن العاشق فيعطل حمل الزوجة؟".

ورد أمين الفتوى قائلًا: هذا الكلام غير صحيح وباطل ومن أحاديث الدجالين والمشعوذين ، وليس له علاقة بالشريعة الإسلامية، فهذه الأمور كلها بقدر الله يتحكم فيها كيف يشاء كما في قوله - تعالى-: "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ".