الطريق
الخميس 9 مايو 2024 04:00 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل لضرب الأبناء ضوابط؟ دار الإفتاء توضح

أوضحت الشريعة الإسلامية حكم ضرب الأبناء البالغين، وأنه من الأمور المنهية عنها، واللجوء للضرب في بعض الأحيان ليس بواجب.

وقالت دار الإفتاء المصرية، في فتوى لها إنه لم يَرد على النبي ضربه لطفلٍ قط؛ لقول السيدة عائشة رضيى الله عنها: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا"، وعلينا أن نقتدي به؛ فهو أُسوتنا، وقدوتنا الحسنة، ومعلمنا الأول.

وذكرت الإفتاء أن الضرب الذي ورد ذكره في بعض الأحاديث النبوية، ومنها «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين»، يقصد به إظهار العتاب، واللوم، وعدم الرضى عن الفعل، وليس معناه العقاب البدني، وإن وُجِدَ "فبالسواك" أو ما يعادله، فهذه صورة من صور التربية، والتأديب النفسي.

وأضافت في حالة تمرد الولد وتعدى حدود الله، فعلى الأب أن يُرشده، ويعظه برفق، فإن إحتاج الأمر للضرب فلا مانع من ذلك، بشروط سلامة العاقبة، ويكون الضرب هينًا، لا يلحق ضرر، وفي حالة إصابة الولد بضرر، فيأثم الوالد على ذلك.
ونوهت الإفتاء إلى إن إضطر الوالد، أو الوالدة لضرب أبنائهم، فعليهم مراعاة
الأتي:

أولاً: لا يزيد العقاب عن عشر ضربات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يجلد فوق عشر جلدات، إلاَّ في حدٍ من حدود الله".

ثانيًا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع الضرب على الوجه؛ لقوله: "إذا ضرب أحدكم، فليجتنب الوجه، ولا يقل قبح الله وجهك".

ثالثًا: وهو الأمر الأهم أن لا يقوم الوالد بالعقاب وهو غاضب، فالغضب يُخرج صاحبه عن السيطرة؛ فتكون العواقب غير مُرضية.

واختتمت الإفتاء قولها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا"، فعلينا إتباعه صلى الله عليه وسلم وخاصة مع أبنائنا، ومن لم يراعي هذا في ضربه لأبنائه، وتعدى حدود الضرب، فهو آثم، وعليه أن يستغفر، ويتوب، ويستعيذ من الشيطان وقت الغضب.

اقرأ أيضًا: «الإفتاء» توضح أجر من يعمل في الطقس شديد الحرارة