الطريق
الثلاثاء 7 مايو 2024 10:45 صـ 28 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسامة سرايا: السيسي يحكم بالإجماع الوطني وصنع من مصر دولة عظيمة في إقليمها

الكاتب الصحفي أسامة سرايا- رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق
الكاتب الصحفي أسامة سرايا- رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق
  • السيسي قرر صناعة الكرامة المصرية
  • بعد 2011 أصبحنا نخاف على مصر
  • السيسي يحكم مصر بالإجماع الوطني
  • السيسي جهز قناة السويس للمنافسة العالمية
  • موانئ مصر النهرية تنقذ إفريقيا

مرت مصر خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمرحلة نهضة كبرى تحقق خلالها مشاريع وإنجازات عظيمة، وأنقذ البلاد من التيارات الدينية وخلصها من حالة التبعية الاقليمية، بعد أن اهتزت أركان الدولة المصرية على وقع حراك سياسي ضخم في 2011، ثم تجدد الحراك في 2013 مطالبا بقيادة جديدة للدولة تحقق للشعب طموحاته.

ويقول الكاتب الصحفي أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق، في حوار مع جريدة (الطريق)، إن مصر بعد عام 2011 مرت بظروف صعبة وقاسية، تعرضت الدولة فيها إلى اهتزاز كبير وتدخلات في شؤونها الخارجية من أقرب الناس لنا وتعرضنا لضغوظ خارجية بشكل واضح، وظهر أن هناك قوى في مصر موظفة لصالح الغير مثل الإخوان المسلمين والتيارات السياسية الموجودة على المسرح السياسي، عدد كبير منهم وظفته تركيا وآخرين وظفتهم إيران وآخرين وظفتهم دول خارجية.

وأضاف الكاتب الصحفي الذي يتناول في مقالاته الأسبوعية آراءه السياسية والشؤون الداخلية والخارجية في مصر، أن الوضع الذي خرجت به مصر بعد 2011 وبعد 2013 كان حرجًا وصعبًاً جدا، والأغلبية في مصر كانت غير منظمة وغير مرتبة وبدون رأي، ويقودهم الموجودين على المسرح السياسي، ولما حدث في مصر انتخابات رئاسية جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس بانتخابات تنافسية وإنما بالإجماع الوطني، حيث أن أغلبية الشعب رأوا في السيسي أنه يمثل المؤسسة التي يجب أن يصطف ورائها الشعب، لخوفهم على الدولة في ظاهرة صحية من المجتمع المصري.

السيسي يصنع الكرامة المصرية

ولفت الكاتب الصحفي أسامة سرايا، إلى التطورات على الساحة المصرية، قائلا: في السابق كنا نخاف من الدولة، لكن بعد 2011 حدث تطور غريب جدًا وهو الخوف على الدولة، والمصريين يتمتعون بالروح الوطنية ولا يقبلون التدخل في شئونهم الوطنية ولا عودة الاستعمار، سواء إن كان تركيا أو إيرانيا أو عربيا، لكنهم يريدون تجاوز مراحل زمنية سريعا وهذا أحد الأخطاء، وشعبنا وجد ضالته في الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونجح الرئيس جدًا، لأنه أراد قبل أن يمنح المصريين "الديموقراطية" بالمعايير الغربية التنافسية، أن يعطيهم الكرامة، وهي أهم ما يحصل عليه المواطن في بلده، والرئيس السيسي قرر صناعة الكرامة المصرية للمواطن العادي، وليس الفئات التي استفادت في المرحلة السابقة لعام 2011 من طبقة رجال الأعمال التي سعت للسلطة والمال، وهؤلاء بالمناسبة هم من كانوا يمولون الاضطرابات في مصر، وعلينا أن ندرك أن إعادة الروح الوطنية للمجتمع المصري عملية ليست سهلة، بالتركيبة التي ظهرت ما بعد 2011، لذلك الحسابات مركبة ومعقدة.

مصر دولة قوية وعظيمة في إقليمها

ويقول أسامة سرايا إن: الاصطفاف المصري بجانب أشقائنا العرب هو المعبر دائما عن قوة مصر؛ وأزمة الفيضانات الأخيرة في ليبيا، أظهرت حجم الدور المصري على المستوى العربي، فرغم أن مصر تعاني اقتصاديًا، إلا أنه لم تقدم أي دولة للأشقاء هناك بقدر ما قدمت مصر منذ اليوم الأول، حيث ان مصر لم تقدم مجرد مساعدات عينية وإنما سيرت جنودها إلى هناك وأرسلت حاملة طائرات الميسترال للعمل كمستشفى ميداني على حدود ليبيا من البحر، وقوات الجيش المصري وصلت درنة وساهمت في رفع جثث الضحايا وغيرت المناخ هناك.

ويضيف: رأينا كيف كان الجميع يفر من السودان عندما وقع الصراع، بينما مصر ورغم أنها لم تتورط في الصراع مع أن لديها قوات على الأرض، لكن القاهرة قالت نحن مع شعب السودان وجمعت دول الجوار واستقبلت البرهان وفتحت حدودها لـ 5 ملايين سوداني، هذا بلد يساعد أشقائه بدون من ولا استعراض، ولا ادعاء زعامة، وسابقا عندما انهار العراق واليمن وليبيا كانت مصر الملجأ لأشقائها، فهناك 9 مليون عربي موجودين حاليا في مصر.

ويقول سرايا: عندما تحدث أي أزمة في غزة يكون الحل مصريًا، لأنها دولة قوية وعظيمة في إقليمها، تعمل بدون ضجة، ولأنه عندما أبرمنا السلام مع إسرائيل، كان التصرف باحترام وليس بتهافت بعكس أي دولة أخرى اتخذت نفس الموقف، وكان هناك إصرارا على حل الصراع بشكل سياسي وسلمي، بما لا يضيع الحق الفلسطيني، ومناورات النجم الساطع التي نجريها مصر منذ 43 عامًا مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، دليل على قيمة العسكرية والتفوق للقوات المسلحة المصرية،

وهذه هي قوة مصر التي كان أصغر بلد عربي يريد أن يتدخل في شأنها.

السيسي جهز قناة السويس للمنافسة العالمية

ويرى أسامة سرايا أن: عظمة الرئيس السيسي والحكومة الحالية تظهر في تعاملها مع الأزمات، تعرضنا لكارثة كورونا، لكن الدولة كانت تساعد الناس، والقطاع الصحي لم يتوقف عن مساعدة الناس، ولم يتوقف الإنتاج ولم يتراجع النمو ولم تتوقف حركة السفر كما في دول كبرى، وعندما حدثت أزمة حرب أوكرانيا وروسيا، أصبح هناك وعي داخل المجتمع المصري، وبدأ الشعب المصري يتجه لإنتاج القمح لسد الاستهلاك المفرط من القمح باعتبارنا أكبر بلد يستهلك ويستورد القمح، وكذلك أزمة الأعلاف بسبب اعتمادنا على استيراد الذرة من جميع أنحاء العالم، جعلتنا نتوجه لزراعة الذرة وتم حل المشكلة.

ويؤكد أن: السيسي أنجز أكبر شبكة طرق في الشرق الأوسط، والأموال أنفقت للاستثمار في البنية التحتية للبلد ولم يتم تبديدها أو صرفها على الحروب وإنما باقية للشعب، كما قام بتوسعة قناة السويس الجديدة، والآن أدركنا أهمية هذا المشروع، في ظل سعي الهند ودول الخليج لإنشاء ممر تجاري ورغبة إسرائيل في إنشاء قناة بحرية لتتحول إلى محور للشرق الأوسط، ومصر قامت بدون أن تعادي أحدا بالاستثمار في قناة السويس وتوسعتها وإنشاء خط سكة حديد يربط العين السخنة ــ العلمين الجديدة ــ مرسى مطروح، وينقل ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وهذه الشبكة أرخص وأسرع من أي ممرات بحرية تسعى الدول الأخرى لإنشائها، أي أن السيسي حافظ بذلك على وزن مصر النسبي في المنطقة، والقدرة على المنافسة.

ويشير الكاتب أسامة سرايا إلى أن: هناك حاليا مشروع جبار في حوض نهر النيل تنفذه مصر وهو تشغيل الموانئ النهرية، وهذه الموانئ تنقذ إفريقيا القارة الحبيسة وتصل بمنتجات دولها إلى البحر الأبيض المتوسط، بما فيها إثيوبيا التي تعادينا، نشق لهم طريقا نهريا ينقل المنتجات خلال مدة زمنية قصيرة بأرخص وسائل النقل إلى البحر المتوسط، في بورسعيد أو السويس ومنها إلى أوروبا، هذه الموانئ النهرية.

ويضيف: كذلك نجد السيسي يبنى الريف المصري ويهتم بالبنية التحتية والخدمات، حيث بطن الترع، وأوصل الغاز الطبيعي إلى الريف المصري، وربطه بشبكات الطرق، حتى لا يهاجر أبناء الريف إلى المدن.

مصر تخوض معركة من أجل الاستقلال الوطني

وحول دور السيسي في محاربة التدخلات الأجنبية، يقول الكاتب أسامة سرايا لـ "الطريق": يجب علينا أن ندرك أبعاد التطور الحاصل في مصر، أما الإخوان المسلمين الذي ينشرون الإشاعات، والذين لا يعجبهم أي مشروع على الإطلاق، يجعلون التاريخ يعيد نفسه حيث واجه عبد الناصر نفس الهجوم عندما أنشأ السد العالي وأمم قناة السويس، وخلال 5 أو 6 سنوات سنتجاوز أزمة الدولار، لأن مصر بلد يعوم على غاز طبيعي، وقد يتأخر الإنتاج هذا العام لكنه قادم، والحقيقة أننا أمام قوى تسعى لإسقاطنا، وعلينا أن نعلم أن أعدائنا لن يتوقفوا عن محاولة إسقاطنا، ويجب أن نقف بجانب السيسي ونساعده، حتى لا نكون مثل إيران أو أفغانستان، بل نريد أن نكون مثل الهند والصين ونكون شركاءً للعالم.

ويقول سرايا: لا نريد أن نسلم مقاليد أمور بلدنا للاستعمار التركي أو الإيراني، مثل ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا والسودان، هذه البلاد استقلاها انتهي، وستدخل مرحلة طويلة من الاستعمار الغير مباشر، يجعل الدولة تتحلل من الداخل، عن طريق عملائها، وعلينا الدفاع عن الاستقلال الوطني واستقلال الشخصية المصرية عن محيطها الإقليمي، حتى لا تتحول مصر لتابع للتيارت الإقليمية، وعلينا إدراك أن الاستقلال له ثمن.

السيسي واجه تجاوزات تركيا وقطر بحنكة

ويشير رئيس تحرير الأهرام الأسبق إلى أنه: في ظل التوترات السابقة مع الدوحة وأنقرة، لم يقطع السيسي الخيوط الاجتماعية أو الثقافية أو الفكرية أو التجارية مع تركيا وقطر رغم كل المشكلات السياسية القائمة، بل واجه السيسي التجاوزات ولم يعلق على أي إساءة وجهت له، وأدار العلاقات المصرية مع قطر وتركيا بذكاء وحرفية، وآثر الصمت على الدخول في مناوشات، لأن مصر دولة تشكل الرأي العام الإقليمي لهذه المنطقة ولديها شعب مؤثر.

ويؤكد سرايا، أن: السيسي صنع علاقات وثيقة في كل أنحاء العالم، دون التدخل في شئون الأخرين والتورط في صراعات دولية، وعلى سبيل المثال لم يورط قواتنا في اليمن ولم يعادي إيران، أما جماعات الإسلام السياسي فيرغبون في تحويل مصر إلى سوريا وليبيا واليمن، ويتصورون أن صراع السلطة فيه غنيمة وبالتالي يحولوننا إلى عبيد عندهم، ومجتمعنا ظروفه صعبة ولا يتحمل الديمقراطية الغربية، وإنما يحتاج إلى كرامة بتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن من علاج وتعليم وإنتاج، ولولا تطوير وتحديث الجيش المصري لكانت ليبيا محتلة الآن من تركيا، لذلك السيسي حافظ على ليبيا مثلما حافظ على مصر، وعندما نجد من يقدم لنا ذلك علينا أن نتمسك به وبالمؤسسة التي تقف وراءه، وندعمه بترشيد الاستهلاك بشكل أكبر والاعتماد على الإنتاج المحلي بشكل أكبر والحد من عدد السكان والتقليل الرفاهية والوقوف إلى جانب الدولة.

ويختتم الكاتب الصحفي أسامة سرايا حديثه بالقول: قد لا يستطيع السيسي في الفترة الحالية تحقيق كل طموحات الناس، لأننا نعاني كمجتمع فيه أكثر من 100 مليون لدينا مشاكل ضخمة، لكن نحن في النهاية بلد قوي ولن ننتظر أن يطعمنا أحد، وهذا البلد يجب أن يُبنى والشعب يجب أن يحافظ على كرامته، ولا يعيش عالة على أحد، ولدينا مليون كم مربع وموانئ على البحر الأبيض وموانئ على البحر الأحمر يجب استثمارها بشكل جيد، وقريبا سيكون هناك ديمقراطية وحكم محلي يحقق للشعب طموحاته، بعد أن تتحقق الكرامة الوطنية.

كرم سعيد: الضغوط الغربية على تركيا تُلجِئها إلى مصر وحلفاء جدد