الطريق
الأربعاء 8 مايو 2024 11:56 مـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

دور المؤسسات الدينية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي

تعبيرية
تعبيرية

دخل الذكاء الاصطناعي حياة البشرية منذ أكثر من 60 عاما، بأشكاله المختلفة في عالم الإلكترونيات، والتي خدمت البشرية في مجالات عدة لا حصر لها، بداية من الأجهزة المنزلية إلى التقنيات الحديثة بالهواتف الذكية، بحيث يحاكي الذكاء الاصطناعي ذكاء العقل البشري، فهل سيظل مسخرا لخدمة البشرية، أم سيصير سببا لتدميرها؟

مراحل تطور الذكاء الاصطناعي

يؤكد العلماء على أن الذكاء الاصطناعي يمر بثلاثة مراحل، ونحن الآن في المرحلة الأولى، والتي تتمثل على سبيل المثال لا الحصر، في التطبيقات التي نستخدمها يوميا على هواتفنا، ومنها خرائط جي بي إس، برامج الموسيقى والفيديو التى تعرف ذوق المستخدم بل وتقدم له اقتراحات، إلى أن نصل إلى نظام السيارات ذاتية القيادة، بالإضافة إلى تشات جي بي تي.

ويخشى بعض العلماء من المراحل الأخرى، في خطورة تطورهما على بقاء الجنس البشري، فنحن محاطون بمجتمع من الوكلاء الاصطناعيين، وللتخفيف من هذه المخاطر يجب وضع قيود أخلاقية، للعلاقات الاجتماعية بيننا وبين الأنظمة الذكية.

مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأسرة

ـ وفي وسط زحام هذا التطور لا ننسى مافعله سوء استخدامنا له في تدهور علاقتنا الاجتماعية، فانشغال أفراد الأسرة الواحدة باستخدام الهاتف الشخصي تملكهم شعور الوحدة وعدم الأمان، مما أدى إلى عجز كل فرد على التواصل اجتماعيا مع الغير، وفشلهم في تكوين علاقات اجتماعية سوية.

ـ حرمان الأطفال من الدعم الأسرى لانشغال ذويهم بالهاتف، الأمر الذي يؤدي إلى تقليد الكبار في استخدام المواقع بشكل كبير وبدون رقابة عليهم، مما يجعل الأمر عرضة للأمراض النفسية للأطفال أقلها التوحد.

ـ وصول المراهقين إلى مواقع غير ملائمة لهم، فتظهر حالات القلق والاكتئاب عند الأطفال والمراهقين، بجانب ما يتعرضوا لهم من عمليات تنمر إلكتروني، هذا بالإضافة إلى المشكلات الأسرية بين الزوجين نتيجة الاستخدام الشخصي لمواقع إلكترونية غير أخلاقية، فينتهي الأمر إلى الطلاق في كثير من الأحوال، وبالتالي تشرد وضياع الأسرة بأكملها.

دور المؤسسات الدينية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي

أكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خلال المؤتمر الدولي الـ34 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على حاجة المؤسسات الدينية الماسة إلى الإلمام بتكنولوجيا العصر الحديث، حتى تضمن نشر الوعي الفكري الديني الصحيح، من خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي وصلت حتى الآن إلى 36 منصة إلكترونية، للوقوف ضد الاستقطاب الفكري للجماعات المتطرفة، وضرورة الربط بين عقيدنتا وأخلاقنا ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن نجعلها وسيلة للوصول إلى المعلومات المفيدة ونشر القيم الفاضلة.

ووصى بضرورة احترام أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني، وأهمها المصداقية في كل ما يكتب وينشر، والوقوف ضد الأفكار الهدامة التي ينشرها الجاهلون بأمور الدين، والقيام بمهمة الدعوة على أكمل وجه عبر الفضاء الإلكتروني.

فديننا صالح لكل مكان وزمان، وقادر على مسايرة التقدم والتطور الحالي، وله القدرة على مخاطبة الناس ومعايشهم إلى يوم الدين، والإجادة في استخدام علوم الفضاء الإلكتروني من فروض الكفاية، فعلينا توجيه الناس إلى ما ينفع الدين والوطن.

اقرأيضا: افتتاح المؤتمر الدولي 34 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية