خبراء عسكريون يضعون روشتة لتطوير الأكمنة والارتكازات الأمنية

محى نوح: هناك نقاط ضعف يجب تلافيها وقوة يستلزم تطويرها

مختار قنديل: التنسيق بين الجيش والشرطة يسهم في تقوية شوكة الأكمنة

أكد خبراء عسكريون، أن هناك عدة عوامل يجب مراعتها لتطوير المواقع والأكمنة والارتكازات الأمنية للحد من استهدافها من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، موضحين أن هناك عدة من نقاط الضعف بالنسبة للأكمنة يجب تلاشيها ونقاط قوة يجب الاستفادة منها وتطويرها، خاصة بعد العمليات الإرهابية المتكررة التي استهدفت عدد من الأكمنة في سيناء.

وفى هذا الصدد قال اللواء محي نوح الخبير الاستراتيجي وأحد أبطال قوات الصاعقة، إن الإمكانات المتطلبة لتطوير الأكمنة تتخلص في عدة أشياء، أهمها لابد أن تكون معظم الأكمنة متحركة وليست ثابتة، وأن تكون مزودة بأجهزة متطورة للكشف عن الألغام، وأن تتلازم مع هذه الأكمنة عربات عليها أسلحة متطورة لمواجهة أي سيارات للعدو تهدف لاختراق الكمين، ولابد أن تكون الأكمنة في أماكن حاكمة ومسيطرة، في مناطق مرتفعة تستطيع السيطرة على الطرق سواء بالرؤية أو بالسلاح المتواجد معها ولابد أن ننتقي للاكمنة أفراد على مستوى عالى من اليقظة والتدريب بحيث أن يستطيع اكتشاف أي تحركات للعدو قبل الوصول إلى منطقة الكمين.

وأضاف اللواء «نوح»، لـ«الطريق»، أنه لابد من توافر أجهزة إنذار مع أفراد الكمين ونظارات ميدان تتميز بمستوى عالى من الرؤية ليرى على بعد تحركات العدو على مختلف الطرقات، موضحا أن لابد أن تكون هناك أكمنة ثابتة أيضا، ولكن على أفراد الكمين أن يكون يقظين باستمرار، بالإضافة إلى وضع كاميرات مراقبة لتسهل عليهم اكتشاف خطط ومؤامرات الأعداء. وأوضح أنه لابد من تغيير الخدمة بين الأفراد وبعضهم بحيث لا نرهق أو نثقل على الأفراد فنراعى وقت ومدة وقوف كل فرد من حيث كم عدد الساعات التي يمكن تحملها مثلا كل 8 ساعات، فلا يقف فترة كبيرة فيؤدى إلى زيادة الحمل عليه، مضيفا أن المسافة بين الأكمنة تتوقف على المتاح من قوى، وما لدينا من سارية أو كتيبة، ويجب على الأكمنة التعاون مع بعضهم البعض وأن يكون هناك رؤية متبادلة بين الأكمنة وبعضها، بحيث إذلا وقع أي مكروه لكمين يحاول الآخر إنقاذه سريعا، وكلما كبر حجم القوى كانت المسافات أكثر قربا.

وأكد اللواء محي نوح، أن هناك نقاط ضعف يجب تلافيها عند إعداد الأكمنة، مثل وضع الكمين في مكان مكشوف أو ضيق أو غير مدعم بمؤن وذخيرة، ونقاط قوى يجب تقويتها مثل وضعه في أماكن بعيدة عن الطرق في مكان يسهل علينا إحداث فيه نوع من أنواع المناورة، كما يجب وضع حول الكمين الثابت حقل ألغام وسلك شائك أو سياج بحيث لا أعطى أي فرصة لدخول أو إضعاف العدو من أي اتجاه، وبالنسبة للأكمنة المتحركة فتكون عبارة عن عربات وأراد ودبابات ورشاشات وأفراد مدربين جيد جدا، فكأنه بمثابة جيش متحرك ينتقل من نقطة ثابتة إلى نقطة ثابتة أخرى.

وأردف: "لابد أن يكون هناك نوع من المراقبة ولابد أن يوجد هناك معلومات مسبقة، وهذه تأتى في أغلب الأحيان من أهالى المناطق المحيطة والمجاورة، فيجب أن يكون هناك تعاون بينهم وبين أفراد الكمين، فيتم الإبلاغ عن أي تحركات غريبة أو قيام بعض الأشخاص بأشياء ضد القانون وهكذا، وبذلك نستطيع القضاء على أي هجوم".

كما أوضح اللواء مهندس مختار قنديل الخبير العسكرى، أن الذين يتولوا إدارة الأكمنة لابد أن يكونوا مدربين على أعمال قتال حرب الأساس، وأن يكونوا مزودين بأنواع عديدة من الأسلحة سواء كانت خفيفة أو متوسطة وثقيلة، وأجهزة تصنت على العدو المستهدف أو المتوقع منه الهجوم، وجهاز رادار صغير يكشف عن الأشخاص ليلا ونهارا، وتوفير الذخائر بكثرة ووسائل كشف الألغام، بحيث يستطيعوا إزالة حقول الإلغام عند إيجادها.

وأضاف اللواء «قنديل»، لـ«الطريق»، أنهم يكون لديهم وسائل اتصال بالأكمنة الأخرى، بحيث إذا واجه الكمين الذى قبلى هجوما أكن متأهبا ومستعدا، وأبلغ الأكمنة التي تليني وإذا أمكن مساعدته أسرع إليه وأبلغ القيادات، كما أن التنسيق بين الجيش والشرطة يسهم في تقوية شوكة الأكمنة، وذلك بواسطة تبادل المعلومات بين الجهات وبعضها. وأشار إلى أن المسافة بين الكمين والآخر تتراوح ما بين 5 إلى 10 كيلو، وهذا يعتمد أيضا على عدد الأفراد المتوفرة، وتزامنا مع قدوم عيد الأضحى فإن القوات المسلحة والشرطة تأخذ جميع احتياطتها بالذات في زيادة عدد الأكمنة، واختيار الأفراد اليقظة، ففي مثل هذه المناسبات لا يحصلون على إجازات كباقى المواطنين بل يعملون بجد أكثر، ويكونون في يقظة مستمرة لأن العدو يمكنه الهجوم في أي وقت، فهناك يقظة 24 ساعة.

واختتم اللواء مختار قنديل: "يجب توافر الطائرة الهليكوبتر بسرعة شديدة حيث يمكن الاستنجاد بها، ولابد أن يكون الكمين الثابت مدعم بمخازن فيها ذخائر ومؤن سواء تحت الأرض أو بجانب الأفراد، لكن الأفراد عليهم تغطية الكمين من فوق سطح الأرض، لأتمكن من إصابة الهدف، وإلا هاجمنى من فوقى، وأراقب بالأجهزة وبعيني ليلا ونهار".