الطريق
الخميس 9 مايو 2024 12:40 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ياسر أيوب يكتب..الكرة العراقية بين الجرح والفرح

لاعب بالملاعب يلعب وإيده على جرحه .. لاعبنا العراقى من المآسى جاب فرحه .. هكذا غنى العراقيون بعد فوزهم بكأس آسيا فى 2007 .. ولم تكن مجرد بطولة جديدة للعراق .. إنما فرحة جاءت فى زمن عراقى صعب لا أحد فيه يأمن على نفسه وحياته وبيته وأهله .. جرائم ورصاص وقنابل فى كل مكان وفتنة طائفية وإرهاب قاعدة واحتلال أمريكى .. وجاء انتصار كرة القدم ليكتشف العراقيون ما يلتفون حوله وينسون مؤقتا كل خلافاتهم العقائدية والسياسية والاجتماعية .. وإذا كانت هناك عبارة تتردد كثيرا فيه قليل من الواقعية وكثير من المبالغة تشير إلى اثنين فقط نجحا فى توحيد العراق هما الحجاج بن يوسف وصدام حسين .. فإن كرة القدم فى 2007 أعادت للعراقيين عراقا واحد لملمت أشلاءه بعد أن مزقته حروب وصراعات .. وتابع العراقيون تلك البطولة دون فارق بين لاعب عربى وآخر كردى ولاعب سنى وآخر شيعى .. فقد جاءت الكأس الآسيوية بعد غياب كروى طويل للعراق الذى عرف كرة القدم وتعلمها مثل معظم بلدان العالم من الجنود والبحارة الإنجليز وبدأ يلعبها بشكل رسمى منذ 1931 حين تأسس نادى الميناء فى البصرة ونادى القوة الجوية فى بغداد .. ورغم ذلك انتظر العراقيون حتى 1948 ليؤسسوا اتحادهم الكروى .. وانتظروا حتى 1964 ليفرحوا ببطولتهم الكروية الأولى وكانت كأس العرب التى فاز بها العراقيون أيضا فى 1966 و1985 و1988 .. وفاز العراق لأول مرة بكأس الخليج فى 1979 ثم 1988 ثم انتظر طويلا ليفوز بها مرة رابعة فى 2023 حين استضافتها مدينة البصرة مدينة العلماء والفقهاء والقضاة والشعراء .. وما بين 1988 و2023 .. كانت بطولة كأس آسيا فى 2007 التى أثبتت لكثيرين فى العالم كله ما تستطيعه وتقدر عليه كرة القدم .. حتى أن الصحفيين الإيطاليين سيفيلى وماريوتينى قاما بتأليف كتاب عن هذه البطولة والمنتخب العراقى ومدربه البرتغالى البرازيلى فييرا .. واختار الإثنان لكتابهما عنوانا له أكثر من معنى .. هدف فى مرمى بوش .. وبعد كأس آسيا فى 2007 .. خرج العراق من دور الـ 16 فى 2011 .. وكان الثالث فى 2015 .. وخرج من دور الـ 16 فى 2019 .. وفى البطولة الحالية فى قطر .. ضمن العراق التأهل لدور الـ 16 بعد فوزه أول أمس على اليابان أكثر بلدان آسيا فوزا بكأسها .. وكان العراق قد فاز فى مباراته الأولى على إندونيسيا .. ويلعب الأربعاء المقبل أمام فيتنام .. ومن جديد يقف كل العراقيين خلف منتخبهم .. وسواء فاز العراق فى النهاية بالبطولة أو لم يفز .. فسيبقى صاحب حكاية كروية استثنائية جميلة أحبها واحترمها العالم كله