الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 07:47 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قوات حفظ السلام طوق النجاة لغزة من إسرائيل.. أم حيله لتمدد الحرب؟

قوات حفظ السلام
قوات حفظ السلام

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن في غزة، لماذا هذا الجملة؟، لان هناك مقترحًا من قبل عدة دول حول وضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، وسيلة لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، لا سيما ضبط الأمن والاستقرار فيها، على حد قولهم، مقترحًا يراه البعض الحل الأمثل للمضي قدمًا نحو وقف الحرب على غزة، تحديدًا في وقتًا الحالي.

ولكن السؤال المحير للجميع؛ يتمثل في احترام إسرائيل لوجود هذه القوات، ومن ثم عدم تكرر المشاهد الوحشي الذي التقوم به إسرائيل من مجازر في حق المدنيين بعد أحداث الـ7 من أكتوبر، أم سيكون الأمر "تحصيل حاصل"، وتستمر إسرائيل في إرتكاب جرائمها في حق أهالي قطاع غزة، وهذه القوات سويا مسجلاً ما تقوم إسرائيل بفعله.

مهمة قوات حفظ السلام

جريدة "الطريق" تتطرق إلى الحديث في هذا الأمر؛ مستعينه بأراء بعض الخبراء العسكريين، فمن ناحيته، يقول اللواء محمد ربيع، الخبير العسكري، ومهندس الصواريخ إبان حرب السادس من أكتوبر، قائلاً: "وارد للغاية وضع قوات لحفظ السلام في قطاع غزة، إذا كان الأمر متعلق بوقف العمليات الوحشية التي تقوم بها إسرائيل، وهي أيضًا ضمن الحلول السلمية في وقف العدوان المستهدف للمدنيين الفلسطينيين العزل".

وتابع الخبير العسكري لـ"الطريق": "من أجل توقف الحرب على قطاع غزة، يجب وضع كافة الحلول الجذرية، وتحديدًا التي تجعل إسرائيل ملتزمة أمام المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار"، مردفًا أن الاحتلال الإسرائيلي ليس لديه كلمة يمكن الوثوق فيها، تقول أشياء وتفعل غيرها من دمار وخراب، وهذا الأمر يعرقل المفاوضات، خاصًة وقف الحرب".

ولفت إلى أن إسرائيل لديها يقين داخلي، كلما تتيح لها الفرصة في معتقدها تحقق مكسبًا تقوم بفعلها حتي وإن كانت على حساب الآلاف من الضحايا المدنيين، مبينًا أن مفهوم السلام والتصالح على الأرض؛ ليس كما هو في عقول الإسرائيلين، جميعهم يعتقدون أن القتال والحرب تأتي في سياق (الدفاع عن النفس)، وهذا المفهوم خاطئ تمام، حيث أن ما يحدث في قطاع غزة إبان الأحدث الجارية؛ لا يطلق عليه سويا إبادة جماعية، وليس كما يعتقدون".

وردًا على سؤال هل يمكن اشتباك قوات حفظ السلام مع إسرائيل في حالة العدوان، معلقًا: "قوات حفظ السلام لا تشتبك في حالة قيام إسرائيل بالعدوان أثناء وجودها، هذه القوات تتراجع، ومن ثم تقوم بتسجيل ما يحدث، ولكنها ليس لديها صلاحية الاشتباكات مع طرف من طرفي النزاع نهائيًا، ولدينا تجربة في مصر أثناء 1973، كانت تنسحب وتختبئ وتسجل ما حدث، ولكنها لا تشتبك مهما حدث من تجاوزات"

ولفت إلى أن هذه القوات موقفها تحكيمي فقط، وتحديدًا في حالة إعتداء طرف على الأخر، والبعض يعتقد أنها قوات قتالية وهذا غير صحيح، ودليلاً على ذلك هل سمعنا يومًا أن هناك اشتباكات بين طرف للصراع في أي مكان، وقوات حفظ السلام "نهائيًا"، لانه تعرف حدودها وأساسيات مهمتها في المناطق المتنازع عليها.

قوات حفظ السلام يحمي الفلسطنيين

من ناحيه آخري؛ علق اللواء أركان حرب نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع المصرى السابق، ومستشار بأكاديمية ناصر العسكرية لـ"الطريق"، قائلاً: " وجود قوات لحفظ السلام في غزة متاح في حالة الاتفاق مع إسرائيل، لا سيما وأنه أحد الحلول الجيدة لوقف اطلاق النار في القطاع وعدم استهداف المدنيين، حيث أنها تسجل كل ما يحدث من تجازوات من الطرفين".

وتعليقًا على إمكانيه توجيه إسرائيل ضربات للقطاع حال وجودها، قال: "في حالة وجود هذه القوات لم يكن من السهل إجراء إسرائيل أي عمليات عسكرية في القطاع، حيث أنهم مراقبيين دوليين، ويقومون بإرسال فوري لتقارير التجاوز من قبل إسرائيل، لذا لم تستطيع إسرائيل الاعتداء على أهالي القطاع في حالة وجودهم".

اقرأ أيضًا: رائدات الأعمال: الدولة قدمت لنا كافة الدعم لإقامة مشروعاتنا الخاصة

تابع لـ"الطريق": "هذه القوات موجوده حتي الآن في لبنان، أيضًا في المنطقة الفاصلة بيننا وبين إسرائيل، وبالتالي إلى حدًا ما تستطيع المحافظة على الأمن في المنطقة"، مردفًا أنني ارحب بوجود هذه القوات لحماية الفلسطنيين من العدوان الإسرائيلي الغاشم، ولكن إسرائيل لم توافق على وجود هذه القوات لتتوسع في ارتكاب جرائمها".