الطريق
الأربعاء 8 مايو 2024 11:50 مـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

وجيه يعقوب يفتح قلبه لـ ”فنجان قهوة” ويكشف سر ارتباطه بقصص الأطفال

الدكتور وجيه يعقوب السيد
الدكتور وجيه يعقوب السيد

بين مقاهي المثقفيين والمؤرخين والكتاب كثير من أصحاب الفكر والنقد المميز، والدليل على تلك الإصدارات للأجيال الجديدة من الأطفال، والتي تملأ رفوف المكتبات، مما جعلنا نتطرق بين الصفوف لنكتشف أعمالا؛ الناقد وجيه يعقوب السيد، أستاذ النقد الأدبي الحديث بقسم اللغة العربية بكلية الألسن جامعة عين شمس، والذي حل ضيف في جروب "فنجان قهوة" ليتناول الحديث حول كتابه "فإني قريب" والصادر عن روايات مصرية للجيب.
في بداية الحديث؛ روي "وجية يعقوب" رحلته مع عالم كتب الأطفال، والنقد الأدبي، قائلا: "البداية لي في الكتابة كانت مع حمدي مصطفى رحمة الله عليه قبل أن أكون معيدا في الجامعة، وكبت قصص أطفال ولم يقل لي أتركها وسنقرها ونرد عليك، ولكنه فرآها مباشرة ووضع بعض الملاحظات عليها، وتم قبول سلسلتي للأطفال وطبعت في المؤسسة منذ 30 عاما، والحقيقة أحببت تعاملي مع المؤسسة العربية الحديثة، حتى حينما سافرت لم ينقطع التواصل بيننا".
وتطرق الحديث إلى الحديث عن اللغة العربية، قائلا: "اللغة العربية ليست بعيدة عن مجال الدين فحين ندرس النجو والادب القديم يكون متعانقا مع النص الديني والامر الأهم أن لي قراءات في الدين والتفسير وأنا لدي في مكتبتي معظم التفاسير القديمة، وأقول إن دارس اللغة العربية ومن يريد تذوق جماليات اللغة العربية يرجع للتفسير والأهم أنني حين أعرض أمر ديني لطفل لا بد من أن أرجع للمراجع الأصيلة التي تكون فيها المعلومة صحيحة وإلا سأقدم معلومة خاطئة، ولن يمر الكتاب لأنه يراجع من الأزهر الشريف وغيرها، وهذا هو الأساس الذي يحكمني في الكتابة".
تابع: "طرحت للأطفال 200 قصة للأطفال مع المؤسسة العربية الحديثة، وأعتبر المؤسسة بيتيا وتاريخيا وكل شيء جميل كان مع المؤسسة وقمت بعمل سلسلة نوادر أشعب وقصص أسماء الله الحسنى للأطفال وكانت أول محاولة لكتابة قصص عن أسماء الله الحسنى في مصر وكانت من خلال المؤسسة العربية الحديثة، منذ 25 عاما، وموثقة بالتاريخ وكان هناك قصة بجانب الحكي، وهنا القصة يجب أن ترتبط باسم من أسماء الله الحسنى، كما قدمت سلسلة اشبال الإسلام وحصلت على جائزة السيدة سوزان مبارك، تاريخي مع المؤسسة يسعدني ويمنحني طاقة وان هناك أمور حلوة نتعامل ونسعد ونستمر فيها".
وأكمل: "وعن فكرة تأليف سلسلة نوادر اشعب فكنت عملت في مجلة باسم للأطفال عام 1992، وكان معنا رسام جميل هو عبد الشافي سيد، وكنت أكتب الباب الديني والتاريخي والتراثي في المجلة، فقال لي:" ما رأيك في أن تكتب كتابا، وأكمل بأن شخصية جحا استهلكت وان شخصية أشعب ونوادره هي الجيدة فاقتنعت بكلامه، واحضرت نوادر اشعب وقرأت كتاب توفيق الحكيم عن أشعب وقمت بتجهيز المادة العلمية، وبحثت عن الفكرة بشكل جيد ومن هنا تطورت الفكرة حتى وصلت لشكلها الأخير وطبعنا منها 26 قصة للأطفال وهناك 12 قصة تحت الطبع ".
وخلال الحديث عن عشقة لكتب الأطفال، علق، قائلا:" أنا أرى ان الكتابة الجادة فيها معاناة، أي كتابة سواء للأطفال أو للكبار، والكاتب يجب أن يكون صاحب رسالة ويعرف كيف يعبر عنها ويفكر كثيرا عن طريقة وطبيعي ان يجد معاناة كبيرة، لدرجة انه أحيانا ينصرف بعض الكتاب عن التأليف في كتاب بعينه بسبب عدم قدرتهم على كتابتها، وفعل هذا نجيب محفوظ بعد انتهائه من أولاد حارتنا حين ظل لمدة 6 سنوات لا يكتب شيئا ".
أردف:" ظل ست سنوات في حيرة فالكتابة الحقيقية معاناة وكتابة الأطفال صعوبتها أننا نعتبر الطفل رجلا صغيرا ونكتب له من هذا المنظور، لأنه يمكن أن يكون للطفل خيال قوي فيقول إن الكاتب يكذب ويجب أن نعرف علم نفس الأطفال جيدا، ولا ننفر الطفل بالأساليب والكليشيهات مثل قول بعض الكتاب "يا بني"، و "هلم بنا" وغيرها مما يجعل الطفل يشعر بالتوجيه من الكاتب، الطفل ذكي جدا وهناك نموذج للكاتب العبقري كامل كيلاني في هذا، لان كيلاني كان يرى مساحات لا يفكر فيها لا الطفل، وكانت تناسب الأطفال وليس الكبار ".
واستطرد:" الطفولة فترة ممتدة وتبدأ من عمر شهر وشهرين، لأنه في هذه المرحلة يحتاج إلى أن يشعر بمن وما حوله، وكل مرحلة لها كتب بعينها، وعلى الكاتب للأطفال أن يعرف تماما إلى أي مرحلة يكتب، فهناك مرحلة من عامين إلى 6 أعوام، وهناك مرحلة من 6 أعوام إلى 8 أعوام، وحتى سن ال 18 عام مراحل كثيرة ".
واختتم:" لو أن الكاتب أحب الرسالة التي يقدمها للقارئ الصغير، فسيستهويه الأمر وسيشعر بالسعادة حين يشعر أن ما يكتبه للأطفال يصل للأطفال، فمثلا أنا مدرس في الجامعة ولي زميلة في اللغة الإسبانية وتعرفني وأعرفها ولا تعرف الإ أني أستاذ في الجامعة، ونجلس مع بعضنا في مكتب كبير يضم هيئة التدريس بجامعة عين شمس، وحين جاء ابنها ليزورها فقال لها هل هذا هو الدكتور وجيه يعقوب الذي يكتب للطفل ففرحت جدا، كانت رسالة أو إشارة على أن ما أكتبه يصل إليهم، وكانت هناك رسائل كثيرة من أناس لا أعرفهم، وكانوا يقولون أنهم تربوا على كتاباتي، رصيد هائل من محبة الأطفال لا يعوضه أي شيء في هذا العالم، المحبة أكبر من كل شيء وتهون كل الصعوبات التي يجدها الكتاب، وتعويض جميل عن كل ما يبذله الكاتب في الكتابة.