قصة كفاح ”مستورة”.. حاربت الظروف بالعمل في الزراعة وخوص النخيل لتربي أبنائها
"مستورة إسم وفعل".. بهذه الكلمات بدأت مستورة عبيد سيدة قهرت الفقر وظروفها التي وضعتها الأيام بها منذ نعومة أظافرها، حيث فقدت زوجها وهي في العشرين من عمرها تاركاً لها 6 أطفال، تحدت تلك الأرملة الصغيرة الحياة وسعت بحثا عن الرزق الحلال لتربية أبناءها الأيتام لكي لا تمد يدها لأحد.
قصة تحدي لقسوة الحياة
تجسد مستورة عبيد، امرأة من العالم العربي، قصة ملهمة عن القوة والإرادة، عانت من ظروف قاسية بعد فقدان زوجها في سن مبكرة، تاركًا إياها مع ستة أطفال، لكن، بدلاً من الاستسلام للظروف، قررت مستورة مواجهة التحديات بشجاعة وإصرار.
بدايات صعبة
قالت مستورة أنا سيدة ريفية من قرية كرداسة بمحافظة الجيزة، تزوجت صغيرة جدا، وفي فترة وقصيرة أصبحت أرملة، وكانت الصدمة كبيرة، لكن حبي لأطفالي دفعني للبحث عن طرق لتحسين وضعهم المعيشي.
وتابعت مستورة واجهت، ضغوطات نفسية ومادية، لكنني كنت مصممة على عدم مد يدي للآخرين.
السعي نحو الرزق
قالت بدأت بالعمل في عدة مجالات لكسب الرزق، حيث عملت في الزراعة بالأجرة كوني نشأت في بيئة ريفية، وأيضاً في بعض الحرف اليدوية، حيث كنت أقوم بعمل خوص النخيل وجريده في عدة منتجات تباع بثمن بخس ولكن أفضل من أن أمد يدي، حيث استثمرت مهاراتي لتوفير حياة كريمة لأطفالي، حيث كانت تأمل دائمًا في أن تربي أبناءها على القيم والمباديء، وأن تجعل منهم أفرادًا قادرين على مواجهة الحياة.
التحديات المستمرة
لم يكن طريق "مستورة" سهل، ومفروشا بالورود، إذ واجهت العديد من العقبات، مثل نقص الموارد والدعم الاجتماعي، لكن "مستورة" كانت تملك عزيمة قوية، واستخدمت كل ما لديها من طاقة لتحفيز أطفالها ودعمهم نفسيًا وتعليميًا، مما ساعدهم على تجاوز الصعوبات.
نتائج مثمرة
وأكدت أنه بفضل هذه الجهود، نجح أطفالي في تحقيق انجازات ملحوظة، بعضهم أكمل الدراسة في الجامعات وبدأوا مسيرتهم المهنية حيث إن منهم من التحق بكلية التجارة والآخر كلية التربية وآخرى كلية التمريض، والبعض الآخر شاركني تجارتي التي عملت على تكبيرها، ما جعلني فخورة بما حققوه، وأصبحت مستورة رمزًا للقوة والإرادة، وأثرت في مجتمعها من خلال قصتها.
واكملت مستورة عبيد أن أبنائها يرونها مثالًا يحتذى به في تحدي قسوة الحياة، وتعكس قصتها قدرة المرأة على الصمود والنجاح رغم الصعوبات، وتؤكد على أهمية الأمل والإيمان بالقدرات الشخصية، فقصتها تذكير للجميع بأن التحديات يمكن أن تُحول إلى فرص للنجاح والتغيير.
وقالت مستورة بعد ما وصلت بأبناءها إلى بر الأمان كما عبرت: "حمدا لله على طريق سلكته" وهذا يعكس شكرها وامتنانها لما حققته رغم الصعوبات، فهي ترى في مسيرتها مصدر قوة وإلهام، حيث استخدمت تجاربها لتعليم أطفالها، وأهمية الكفاح والاستقلالية، وإن نظرتها الإيجابية تجاه الحياة تعكس عمق إيمانها بأن التحديات يمكن أن تكون وسيلة للنمو والنجاح.
وتابعت آخر ما وصلت إليه هو عمرة إلى بيت الله الحرام فكل هذا بمالي الحلال الذي ربحته من عملي، فلا شيء يستطيع أن يقف أمام إرادة المرأة وخاصة عندما يكون لها هدف.