ماذا يعني انسحاب قطر من جهود الوساطة لوقف حرب غزة؟
علقت قطر دورها كوسيط رئيسي في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى حتى تظهر حماس وإسرائيل جدية في المحادثات.
وانخرطت قطر، التي تستضيف القيادة السياسية لحماس منذ عام 2012 بمباركة الولايات المتحدة، في شهور من الدبلوماسية المطولة بهدف إنهاء الحرب التي اندلعت بسبب هجوم الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
لكن المحادثات، التي توسطت فيها القاهرة وواشنطن أيضًا، واجهت مشكلات بشكل متكرر منذ الهدنة التي استمرت أسبوعًا في نوفمبر 2023 - وهي الهدنة الوحيدة حتى الآن، وألقى كل جانب باللوم على الآخر في المأزق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان، إن قطر أبلغت الطرفين قبل عشرة أيام، خلال المحاولات الأخيرة للتوصل إلى اتفاق، بأنها ستوقف جهودها للتوسط بين حماس وإسرائيل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في تلك الجولة، مؤكدًا أن قطر ستستأنف تلك الجهود عندما تبدي الأطراف رغبتها وجديتها".
شاركت قطر والولايات المتحدة، إلى جانب مصر، في جهود الوساطة التي استمرت لأشهر بهدف وقف حرب غزة.
400 يوم حرب
وعلى الرغم من الهدنة التي تم التوصل إليها في نوفمبر الماضي، والتي تم بموجبها إطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين احتجزتهم حماس، فإن جولات المحادثات اللاحقة فشلت في إنهاء الحرب.
وكان أحد العقبات الحاسمة هو إصرار حماس على انسحاب إسرائيل بشكل كامل من غزة، وهو الأمر الذي رفضه المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً.
وعلى الأرض في قطاع غزة المحاصر منذ 400 يوم من الحرب، لم تظهر أي مؤشرات على تراجع القتال.
وقالت وكالة الدفاع المدني في القطاع، إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت 14 فلسطينيا على الأقل خلال الليل، بما في ذلك تسعة في مخيم في المنطقة الجنوبية من خان يونس.
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إن قواته قتلت العشرات في منطقة جباليا شمال قطاع غزة، حيث نفذ عملية جوية وبرية واسعة النطاق لأكثر من شهر.
وجدد جيش الاحتلال تعهده بإعادة الرهائن، وضمان الأمن للمجتمعات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة.
قالت الأمم المتحدة في تقييم صدر يوم السبت، إن المجاعة تلوح في شمال غزة بسبب التدهور السريع للوضع مع تزايد الأعمال العدائية والتوقف شبه الكامل للمساعدات الغذائية.
وجاء في التحذير الصادر عن لجنة مراجعة المجاعة: ربما تم تجاوز حدود المجاعة بالفعل أو سيتم ذلك في المستقبل القريب.
وزعم جيش الاحتلال إن التقرير اعتمد على بيانات جزئية ومنحازة ومصادر سطحية ذات مصالح خاصة.
لبنان يقاتل
وأدى هجوم حماس على إسرائيل الذي أشعل الحرب إلى مقتل 1206 شخصا، بحسب أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحملة الانتقامية التي شنتها إسرائيل عن استشهاد 43552 شخصا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
من بين 251 رهينة اختطفهم مسلحون فلسطينيون خلال هجوم السابع من أكتوبر 2023، لا يزال 97 في غزة بما في ذلك 34 يقول جيش الاحتلال إنهم قتلوا.
احتج الإسرائيليون في كل عطلة نهاية أسبوع، مطالبين حكومتهم ببذل المزيد من الجهود لتأمين إطلاق سراح الأسرى.
وامتد الصراع إلى لبنان، حيث كثفت إسرائيل حملتها الجوية في سبتمبر الماضي، وأرسلت في وقت لاحق قوات برية بعد عام من الاشتباكات عبر الحدود مع حزب الله حليف حماس.
قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن 20 شخصا على الأقل استشهدوا في غارات إسرائيلية على شرق البلاد و13 آخرين في الجنوب، بينهم سبعة من رجال الإنقاذ التابعين لحزب الله وحليفته حركة أمل.
قالت جماعة حزب الله، يوم السبت، إنها هاجمت أهدافا في شمال إسرائيل وأسقطت طائرة إسرائيلية بدون طيار فوق جنوب لبنان.
وتشير أرقام الوزارة إلى أن أكثر من 2700 شخص استشهدوا في لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي.
وحذرت إيران، التي تدعم حزب الله وحماس، من أن الحرب قد تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية عباس عراقجي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، إنه يجب على العالم أن يعلم أنه في حالة توسع الحرب، فإن انعدام الأمن وعدم الاستقرار يمكن أن ينتشر إلى مناطق أخرى، حتى بعيدة.