الطريق
السبت 20 أبريل 2024 04:08 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الروائي الجزائري واسيني الأعرج: أحببت «مي» أكثر من جبران والعقاد (حوار)


ندور في بلداننا فلا نرى عالمًا آخر وحينما أسافر للصين أقول ماذا ينقصنا؟

جدتي علمتني العربية بالقوة.. وأعشق القاهرة بسبب تمردها 

عندما أغادر بيتي في فترات الإرهاب يخرج معي ابنيّ وكتاب «ألف ليلة وليلة»

أصعب الروايات هي الرواية التاريخية ومع ذلك يقبل عليها الكثير لأسباب غير مفهومة

آتي مع زوجتي كل خميس لنشارك في الحراك طوال يوم الجمعة ونعود 11 ليلًا إلى باريس

الإنترنت يهدد بفقداننا إنسانيتنا لأننا نصير نسخًا من بعضنا البعض 

 

حوار - بشري عبدالمؤمن:

جزائرى ولد فى عام 1954، روائى مرشح لكل الجوائز، يكتب باللغتين العربية والفرنسية، رواياته لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائمًا عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة. فى سنة 1997 اختيرت روايته «حارسة الظلال» ضمن أفضل خمس روايات صدرت بفرنسا، تحصل على جائزة الشيخ زايد فرع الآداب فى 2007، وفاز بجائزة كتارا عن روايته «مملكة الفراشة» فى 2015.

«الطريق» التقت «واسيني الأعرج» فى إحدى ضواحى العاصمة على هامش «ملتقى القاهرة للإبداع الروائى»، ودار معه حوار حول مشروعه الكتابى وموقفه من الحراك فى الجزائر، وموضوعات أخرى تطرق لها فى الحوار التالى..

*الجزائرى الذى أقام والده لفترة كبيرة فى فرنسا والذى ولد ونشأ فى فترة الاستعمار الفرنسى فى وقت كانت فيه اللغة الفرنسية هى السائدة والطاغية ولم يكن للعربية مكان سوى فى الكتاتيب والمساجد.. لماذا اخترت اللغة العربية؟ ألم تشعر بأنك ممزق بين هويتين؟

أخى الأكبر لم يتعلم العربية جيدًا، لذا فقد أصرت جدتى على تعليمى إياها بشكل جيد، فالوعى الشعبى باللغة والحضارة وعى لا يستهان به، فجدتى كانت تمتلك وعيًا فطريًا كبيرًا، وكنت قريبًا للغاية منها، خاصة بعد رحيل أبى، وقد ارتبطت بها كثيرًا، وكنت أراها لغة غير مضمونة، لكنها دومًا كانت تقول لى إن أردت أن تستمر فعليك بالتمسك بها، فاعلم أنها ستندثر يومًا ما، وكانت دومًا تنبهنى إلى أن أفعل ذلك بقناعة تامة، حيث اصطحبتنى للفقيه، وهو عبارة عن مصلى صغير، بجواره قاعة واسعة وكأنها مدرسة، تسمع فيها الأصوات كطنين النحل.

كنت أستيقظ فى الخامسة صباحًا، أذهب لتعلم اللغة، بملابس رثة، وفى ظروف فقيرة للغاية، بينما كان أخى يستيقظ فى الثامنة للمدرسة مباشرة.

كانت هناك بعض الطقوس التى تجذبنى، بسبب البرد، وكانت الكتابة بالصلصال الأبيض على اللوح الخشبى، ومازالت هذه التفاصيل تحضرنى روائحها، كالصلصال الأبيض، ورائحة السماط، والقلم الذى نكتب به وكان يصنع من القصب، والنباتات المائية وغيرها، وأصبحت كل هذه الطقوس طقسًا واحدًا عامًا متشابكًا في وعيي.

تعلمت كيف أكتب اللغة العربية، وكيف أقرأ، وكان الفقيه يعطينا المصحف لنقرأ فيه، وفى هذه اللحظة كنت أقرأ ولكن لا أفهم شيئًا، وعندما نشكو من أننا لا نفهم شيئًا، كان يقول لنا عليكم أن تتعلموا اللغة أولًا، ومن لا يقرأ كان يطلب منه العودة إلى بيته.

هناك لحظة فارقة فى حياتى، حيث دخلت إلى الكتاب ذات يوم، حيث أخذ الأولاد كل المصاحف، ولم يتبق غير كتاب واحد مهترئ تركه الصبية، لأننى وصلت متأخرًا، فأقنعت نفسى أنه القرآن ولا يهم مدى أناقة النسخة، وعندما عدت إلى البيت وقرأت، شعرت بأن علاقتي باللغة تغيرت، أصبحت حسية، وليس فقط عبارة عن كلمات، بعدها سرقت الكتاب، والجدة كانت فخورة عندما ترانى أقرأ هذا النص القرآنى فى بيت الجدة، وهو بيت عربى مفتوح.

وفى يوم من الأيام عاد ابن خالتى من الحدود الجزائرية المغربية، فسألنى عما أقرأ، فأجبته أقرأ القرآن، فطلب منى أن أعطيه الكتاب، وأخذ يسخر منى، لأنه فى النهاية كان كتاب ألف ليلة وليلة فى جزئها الأول، وإلى اليوم مازلت أشتم رائحة الورقة، طبعة بولاق المصرية القديمة «الطبعة الحجرية»، فلم أصدقه لأن الكتاب فى طبعته تلك كانت له الكثير من القداسة بلغته وبرائحته، كما أنه يبدأ بـ«بسم الله الرحمن الرحيم»، ولم أكن أعرف وقتها أنها طقس عادى تبدأ بها الكثير من الكتب، وكان عمرى وقتها أقل من خمس سنوات.

* ما سر هذه العلاقة الحميمة مع كتاب المنفى فى باريس «ألف ليلة وليلة»؟ وهل مازلت تتعامل معه على أنه نص قرآنى مقدس؟

أنا أسميه كتاب الصدفة، لم أذهب إليه أو أحرص على اقتنائه، فلو وضع أى كتاب آخر مكانه لأخذته، لكن عندما صرت أقرأ فى الكتاب يوميًا صار بالنسبة لى مهمًا، ليس فى المناخ العام، وإنما لأنه كان يحمل لى قصصًا ذات طابع حسى، قصصه كانت مغرية حقًا لمن هو فى مثل سنى وقتها، به الكثير من المغامرات والنساء، وما إلى ذلك، وتعلمت من خلاله أن اللغة العربية قادرة على التعبير عن كل شىء، لكنها تحتاج إلى التحرر الداخلى، ليست مقهورة ولا منغلقة على نفسها، ولكنها منفتحة على العالم.

ومر الزمان وقرأت الجزأين، وصار الكتاب هو الأقدس والأهم عندى فى البيت إلى اليوم، جلدته حتى أحافظ عليه، وإلى اليوم عندما أغادر بيتى خصوصًا فى فترة الإرهاب أخذت ابنىّ والكتاب.

* أعرف أنك كثير السفر.. عندما تسافر للخارج أى الكتب تصطحب معك؟

قديمًا كنت أجلب معى كتبى لأنك تلتقى بالزملاء، لكن لابد أن يكون كتابًا جديدًا، أحد الروايات، آخر مرة قرأت رواية الكاتبة «ريم الأطرش» الكاتبة الفلسطينية الأردنية المهمة جدًا، هذا مثلًا كتاب كان لابد أن أقرأه فأجلبه معى، لكن لا أجلب معى كتبًا قديمة، فأنا أعتبر الطائرة مساحة أخرى للتخيل وكأنها مكتبة متنقلة ذهنيًا، والكتاب يخفف من وعثاء السفر.

* ما الذى أضافه لك السفر خصوصًا أننا فى عصر المعلومات والصور؟

الكائن البشرى يغير الأمكنة، فعندما تقرأ أو ترى فيديوهات مثلًا فى العالم المعلوماتى، فهو شىء جيد، لكن السفر يخرجك من العالم، لترى هذا العالم الحسى الكونى الذى لا يمكن أن يوفره لك العالم الملعوماتى «الإنترنت»، وهو أمر يهدد بفقداننا إنسانيتنا، لأننا نصير وقتها نسخًا من بعضنا البعض، عندما نجلس جميعًا خلف نفس شاشة الكمبيوتر.

نحن ندور فى بلداننا، فلا نرى عالمًا آخر، أما عندما نسافر إلى بلدان أخرى كالصين أو فرنسا أو غيرها، فإننا نعقد المقارنات، ونخرج ببعض النتائج، وتتساءل لماذا نختلف عنهم فى النظافة أو النظام أو عدم قيام المؤسسات المدنية بدورها فى مجتمعاتنا، مثلما هو الحال هناك، هل ينقصنا الذكاء؟. هل ينقصنا العقل؟. هل تنقصنا طاقة العمل؟. نمتلك كل ذلك، لكن لا نمتلك النظام.

فالكرة الأرضية فى دورانها لو تغير بأى قدر طفيف ستحدث كوارث عظمى، فما بالك والوطن العربى خرج عن مداره الطبيعى بالكامل، فأحيانًا نستحدث بعض الأمور ولا تأتى بفوائدها، كالديمقراطية وغيرها، فليتنا نقلد فى مدارات حياتها كلها، لا فى النتائج فقط.

* كيف تخلصت من المشكلة الأكبر التى تواجه كل من يكتب الرواية التاريخية مثل «البيت الأندلسى» أن يتحول العمل الروائى إلى نوع من «التأريخ» الصرف؟ وما هى الحدود التى يجب على الروائى ألا يتخطاها عند استلهامه من التاريخ؟

من أصعب الكتابات هى كتابة الرواية التاريخية، ومع ذلك يقبل عليها الكثير من الكتاب لأسباب غير مفهومة إلى الآن، وتعود صعوبتها إلى أن المادة التاريخية تحتاج جهدًا كبيرًا فى تحقيق موثوقيتها، وهذا لن يتم إلا بعد قراءة هذه المادة، وأتساءل: هل هو التاريخ الحقيقى فعلًا، أم هو ما كتبه المسؤول الكبير؟. ففى كل حادثة أجمع بين الروايات، الرسمية منها والغربية والشعبية، حتى أكوّن منظورًا شخصيًا خاصًا بى، وأستطيع من خلاله أن أقول إننى وصلت إلى الحقيقة التى تساعدنى فى النص دون أن أدعى أنها الحقيقة المطلقة، فأنت عليك أن تخلق قصتك أنت، وألا يتوارى العمل الروائى خلف القصة التاريخية الثابتة، لأنها بذلك تفقد شرطها الإبداعى، فيجب أن تكون فى دائرة المعلومات، ولكن عليك أن توظفها فى نسقك الإبداعى.

فقضية الهوية على سبيل المثال لا تكتفى فقط بالانتماء للأرض، لأنها تحتوى على بشر آخرين غير منتمين لنفس الجنسية، ولا الانتماء لثقافة، لأن هذه الثقافة متاحة للجميع أيضًا، فهناك عناصر دومًا مخفية فى كل هوية، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مكونات الهوية الأندلسية، فهى بها الكثير من المكونات غير العربية والإسلامية، فهناك أيضًا الميراث اليهودى، فكان المسلمون يسمون «الموريسكيون»، وكان اليهود يسمون «المورينيون»، وحتى هذه التسمية كانت بها شىء من السخرية، وكان ذلك بعد استيلاء المسيحيين على الأندلس كاملة.

وقد هاجر بعض هؤلاء إلى الجزائر أو المغرب أو غير ذلك، وكان منهم المسلمون واليهود، وكانوا على وئام منذ كانوا فى الأندلس، وكانت تضمهم جميعًا الهوية الأندلسية، لأن استبعاد أى عنصر يجعل هذه الهوية أحادية التوجه والوجود، لذلك فإننى عندما كتبت البيت الأندلسى لم يكن البطل ذا هوية دينية واضحة.

فى عام 1452 كان الموريسكيون «المسلمون» والمورينيون «اليهود» يطردون من الأندلس، حتى جاء عام 1609، فأصبح الطرد ليس لمن كان مسلمًا أو يهوديًا، وإنما كان لمن يحمل فى سلسال أجداده جدًا مسلمًا أو يهوديًا، ومازالت جدتى تذكر هذه الحكايات، وإن كانت غير موثقة أو منطقية، وتحكى أنه كان فى مكتبته، وجاءته الخادمة وأخبرته أنهم فى طريقهم للقبض عليه، وأخبرته بأن يلقى نفسه فى البحر، وأعطته خشبة، وهذه الحكاية بالطبع غير موثقة، لأن غرناطة ببساطة ليس بها بحر!!.

سيدنا «يوشع» هو نبى يهودى ولكن هم يزورونه على أساس أنه مقام لرجل مسلم ويصلون هناك، انظر إلى تداخل الأديان فى ذلك الزمان، لأن الناس فى وعيها أن ما تبقى لنا هو التراث الإسلامى، لكن داخل ذلك التراث هناك عناصر صغيرة تدخل كمكون وتتحرك وتتحول مع الزمن إلى بنية أساسية.

* بصفتك منحازًا للأثر والتاريخ الأندلسى فى الجزائر.. هل تستطيع الرواية التاريخية قراءة التاريخ قراءة نقدية؟ وما الفارق بين التاريخ والموروث؟ 

الموروث هو سياق عام وليس محددًا فى الزمان، ويحتوى على كل عناصر المنتج الثقافى والحضارى، بمعنى أنه تدخل فيه الأشياء الفلكلورية والأغانى والموسيقى وما إلى غير ذلك، أما التاريخ فهو الموجز البشرى فى لحظة من اللحظات التاريخية، ماذا فعل البشر داخل هذه الرقعة؟. الصراعات بين السياسات والأحزاب والشخصيات إلى آخره، الصراع ضد المستعمر.

وللأسف التاريخ إلى اليوم يكتب بشكل رسمى، تاريخ أحادى، حتى تشعر أنه مثلًا تاريخ الجزائر يبدأ فى 54 وينتهى فى 62 ولا يوجد شىء لا قبل ولا بعد، بينما تاريخ الجزائر حافل مثل مصر أو أى بلد آخر، لكن التاريخ المرسوم فى الكتاب المدرسى هو تاريخ أحادى، فأنت إذا اعتمدت المادة التاريخية فقط فأنت ستكون مخطئًا، لأنك ستعيد إنتاج نفس التاريخ السلطوى ولن تقدم شيئًا جديدًا فى المحصلة، لهذا فإن إعادة صياغة التاريخ عن طريق الروايات مهمة جدًا، مثلًا فى كتاب الأمير عدت إلى حوالى 400 كتاب ووثيقة، لمدة خمس سنوات.

 * لماذا دخلت إلى عالم مى زيادة؟

دخلت إلى الرواية وأنا لا أعرف ماذا أفعل، البداية كانت مع جملة مى زيادة «أتمنى أن يأتى بعدى من ينصفنى»، ففجرت بداخلى شيئًا لا يمكن أن تتخيله، تستنجد مثل الغريق، وجدت نفسى بعد فترة أعمل على هذه الرواية، فبحثت عن مأساة الشخصية الحقيقية، جئت إلى القاهرة وعملت مع بعض المتخصصين والأصدقاء، وذهبت إلى مقبرتها الموجودة هنا فى القاهرة، وحزنت كثيرًا فلا يمكن لأحد أن يعرف أن هذه هى مقبرة «مى زيادة» إلا لو أتيت لها خصيصًا، وعرفت أنها دخلت لمستشفى أمراض نفسية، ودعيت إلى بيروت وأعطتنى الجامعة منحة إقامة ووجدت وثائق ثمينة منها، مثلًا محاضرتها الأخيرة التى ألقتها، بعد القطع من سيرتها الذاتية، ورحلت إلى أماكن كثيرة مثل بيتها وغيره ودخلت إلى الرواية.

* ماذا عن أبرز عشاق مى.. جبران والعقاد؟

قضية العقاد قضية أخرى، أما بالنسبة لقضية جبران فأنا غير مقتنع بها، لقد قرأت الرسائل وبحثت عن الحب كما نفهمه فلم أجده، هى علاقة صداقة، وجبران كان بالنسبة لمى هو نموذجها الأدبى، وربما لو التقيا لكانت الحكاية تغيرت.

* بعد البحث المطول فى أوراق مى زيادة.. هل يمكن القول بأنك أصبحت واحدًا ممن عشقها مثل جبران والعقاد؟

جدًا، وربما أكثر من هؤلاء جميعًا، لأنه ليست لدى أغراض جنسية ولا مادية ولا غيره، أنا عاشق لها ومتعاطف معها وأرى أنها نموذج للظلم الثقافى. 

* بماذا تهتم أكثر.. ومن يرهقك أكثر أسلوب السرد أم بناية الحكاية؟

الحكاية مهمّة بالطبع، لكن السرد هو الأهم، والسرد هو ما يوصل الروائى إلى القارئ، فمهما كانت قصتك رائعة لابد لها من وسيط سردى رائع أيضًا، حتى يتحقق لك ما تريد من تواصل مع القارئ.

* ما الذى تمثله لك القاهرة وأنت تسير فى شوارعها؟

القاهرة شىء خاص، ليست مظهرًا نراه يوميًا، أمشى فى شوارع وأمكنة تذهب بى بعيدًا، تتصور أننى عندما أسير فى الشارع 2019 أكون ذهنيًا فى 1920، صحيح أن هذا الشىء غير موجود الآن، لكن أرى أن هذه مى زيادة، وهذا العقاد، وهذا طه حسين، عالم كامل، فالمدن ليست ما يقترح علينا اليوم، المدن أيضًا هى ما لا نراه ونحسه ولديه وجود فى أعماقنا، أنا أحب القاهرة كثيرًا ولا أنسى أبدًا أن هذه المدينة تحديدًا لها عنصر مقاومة رهيب غير مرئى، لديها شىء خاص رغم المشاكل الموجودة فيها.

*على سيرة المشاكل.. كيف ترى ما يحدث فى الجزائر الآن؟ وما موقفك من ذلك الحراك؟

مبدئيًا، أنا آتى مع زوجتى كل خميس لنشارك فى الحراك طوال يوم الجمعة ونعود الساعة 11 ليلًا إلى باريس مرة أخرى، وأكرر هذا أسبوعيًا، وفى كل جمعة ينزل إلى الشوارع نحو 20 مليونًا، أى ما يعنى نصف سكان البلد، ورغم الصورة المشهورة عن شعب الجزائر من تهور وميل للعنف، فإنَّهم ينزلون إلى الشوارع بشكل حضارى دون قطرة دم سالت ولا سيارة أحرقت.

أما الرئيس بوتفليقة، فأنا واحد من الذين انتخبوه وكنت أتوقّع ذلك الإنسان الذكى الذى يمتلك تاريخًا وشارك فى الثورة ويتحدث 4 لغات ويعتبر أصغر وزير خارجية فى وقته، أن يستجيب لخطاب الشعب، لكنه بعد 10 سنوات من السلطة عدَّل الدستور وفعل مثل الآخرين، وهو فى النهاية رئيس لم يتحدث إلى شعبه لمدة عهدة كاملة، 5 سنوات كاملة لم يتحدث بكلمة يا أخى، هذا كيف يسير ببلد؟. الآن صار هناك فخامة الشعب ولم يعد هناك فخامة الرئيس!. لكن يدى على قلبى لأن هذا الحراك يجب أن يصل إلى نتيجة فى أقصى سرعة ممكنة!.